دحلان: حماس تقوم كل عامين بعمل مسرحي لكي تلفت الانتباه.. والشعب يدفع الثمن

عربي ودولي


حمل محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني إسرائيل مسؤولية العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيراً إلى أن فشل سلطة الرئيس محمود عباس في رام الله، وفشل حكم حركة حماس في غزة هو السبب في الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.

وأكد دحلان، في حديث مع «الشرق الأوسط» في أبوظبي، أن مصر لن تتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي نظرا لأن حركة حماس كانت تعمل مع حركة الإخوان المسلمين ضد الجيش المصري وضد أمن واستقرار مصر، إلا أن القيادي الفلسطيني قال إنه يبحث حاليا في القاهرة إمكانية رفع الحصار المفروض على قطاع غزة وإعادة فتح معبر رفح.

وبين أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياته لأنه قائد وطني مخلص لمصر ولفلسطين وللأمة العربية، وأشاد بدعم الإمارات والسعودية لمصر وفلسطين في هذه الظروف الصعبة.

ونفى أن يكون طامحا بالرئاسة الفلسطينية إلا أنه قال إن الرئيس عباس فقد صلاحياته بانتهاء ولايته منذ فترة طويلة.

وأكد دحلان وهو مؤسس جهاز الأمن الوقائي في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات أنه جاهز للعودة إلى فلسطين للعمل هناك على الأرض لمقاومة الاحتلال والاستيطان، وقال إنه يقوم حاليا بإرسال المساعدات من الإمارات والسعودية ومصر إلى فلسطين لمساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار والاحتلال، وأكد أن نجم الإخوان المسلمين قد أفل بعد سقوطهم في مصر وفشل مخطط تركيا وأميركا لتولي الإخوان الحكم في الدول العربية وتدمير الدول الوطنية. وزاد قائلا: «أعتقد أن سلوك الاحتلال الإسرائيلي هو السبب وراء كل ما حدث من تصعيد واعتداءات على أبناء شعبنا الفلسطيني، كما أن الشعب الفلسطيني يتمرد على الواقع الراهن لأنه أسير لنموذجين فاشلين ومحبطين في الحكم هما نموذج الرئيس أبو مازن في رام الله، ونموذج حماس في قطاع غزة، لقد أصبح الشعب الفلسطيني نتيجة لذلك بلا أمل ومن دون أفق سياسي وبلا برنامج سياسي يعطي أملا في نهاية الطريق لذلك فإنه يتمرد على واقع السلطتين الوهميتين في رام الله وغزة».

وأضاف دحلان: «إن شعبنا الفلسطيني يرفض قبول الاحتلال ولا يقبل بالأمر الواقع أي (الاحتلال ديلوكس) الذي يحاول الرئيس عباس فرضه على هذا الشعب، ومهما حاول أبو مازن فرضه فإنه سوف يفشل بكل تأكيد لأنه لن ينجح في تحقير المقاومة ولن ينجح في تقديس التنسيق الأمني مع إسرائيل، إنني أقول للرئيس الفلسطيني إن المستوطنين أخطر من الجيش الإسرائيلي وليس لهم مكان بيننا ويجب استهدافهم أينما كانوا لأنهم محتلون ومجرمون ولذلك أعتبر أن خطاب الفضيحة للرئيس الفلسطيني في جدة معيبا بحق شعبنا ونضاله ضد الاستيطان والمستوطنين».

وأكد دحلان أن حركة حماس تقوم كل عامين بعمل مسرحي لكي تلفت الانتباه وتحسن صورتها أمام أبناء الشعب الفلسطيني، ولكن للأسف يدفع الشعب الفلسطيني بدمائه وممتلكاته في كل مرة فاتورة إعادة تلميع حماس وفي النهاية يظل القطاع تحت الحصار.

وأضاف: «إن ادعاءات حماس بالانتصار وهمية لأنها تقود الشعب الفلسطيني من حصار إلى حصار ومن خسائر إلى دمار وتراجع وقلق وتوتر على الصعد كافة».

وقال: «لا أدري عن أي سلام يتحدث الرئيس عباس حاليا، وأرى أنه من الأفضل له أن يصمت لأن صلاحياته كرئيس للسلطة انتهت وهو باق في المنصب للمصلحة الشخصية فقط، إنني أرى أن الاستيطان والاستفزاز الإسرائيلي سوف يفجر الأوضاع مرة أخرى وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة، وهذه الانتفاضة التي يرفضها عباس ليست بحاجة لاستئذان من أحد. وقد تندلع في أي وقت ضد الاحتلال وضد القيادتين الفاشلتين لعباس في رام الله وحماس في غزة». وأكد أن إسرائيل ونتنياهو في ورطة حقيقية بسبب انهيار تحالفه مع ليبرمان، وأضاف: «لا تنسي أن الحالة الفلسطينية هي جزء من الحالة الداخلية في إسرائيل فخروج ليبرمان وتهديده لنتنياهو بأنه ضعيف يزيد من تشدده، إنني أعتقد أن نتنياهو لا يريد اجتياح غزة، وحماس لا تريد حربا، فالطرفان يحاولان تغيير قواعد اللعبة ويفشلان دائما ويدفع الشعب الفلسطيني الثمن في ذلك».

وأكد أن هاجس إسرائيل هو الصواريخ بعيدة المدى ليس أكثر، وأشار إلى أن الحرب البرية واردة بنسبة ضئيلة في ضوء الأوضاع الراهنة، موضحاً أن الرئيس عباس غير معني بالأحداث ولم يصدر بيانا حول الغارات الإسرائيلية إلا بعد مرور 24 ساعة.

وحول الدور المصري في وقف الحرب الإسرائيلية ورفع الحصار على قطاع غزة، قال دحلان: «ما سمعته من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه يضع قضية الشعب الفلسطيني على رأس أولوياته الوطنية، وحين أستمع إلى السيسي وهو يتحدث عن القضية الفلسطينية وكأني استمع إلى الزعيم الراحل ياسر عرفات».

وأضاف: «إن مصر سوف تتحرك من أجل فلسطين، وسبب تأجيل تحركها راجع إلى أن حماس كانت جزءا من الحالة المصرية بتحالفها مع الإخوان المسلمين في مصر، وعلى حماس تصحيح الخطأ حتى يجري رفع الحصار عن قطاع غزة. إن القيادة المصرية الجديدة تضع فلسطين على رأس أولوياتها ولكن هناك مصريين قتلوا جنودا من الجيش المصري في سيناء مختبئين لدى حماس في غزة، يجب تسليمهم لكي تبدأ مصر في التدخل الإيجابي لفك الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة لأن حركة حماس ارتكبت جريمة سياسية حين حولت الغضب الفلسطيني نحو مصر وليس إسرائيل».

وأكد دحلان أنه جاهز للعودة إلى فلسطين ولكن بلا شروط، إذ لا يمكن لمواطن أن يعود إلى وطنه بشروط، وقال: «لكن عباس وحماس لا يتعايشون معي ومع أفكاري، سمير المشهراوي أحد قادة فتح أعلن بالأمس استعداده للعودة إلى غزة لمواجهة الاحتلال، وأنا متفق معه».

وعن أعماله من خارج فلسطين قال دحلان: «عملنا لم يتوقف، نقدم المساعدات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ومناطق 48 وهي تفوق ثلاثة أضعاف ما كنت أقدمه أثناء وجودي في فلسطين، وبفضل الدعم المادي والمعنوي من الإمارات والسعودية ومصر فإنني سوف أواصل تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني المحاصر، وخصوصا طلاب الجامعات في الضفة القدس وغزة ومصر ودفع الرسوم الجامعية لهم، وتوفير فرص العمل أمامهم بعد التخرج». وبين دحلان أنه «توجد خطة لدعم الجامعات الفلسطينية لكي تصمد في أداء رسالتها الوطنية»، مشيرا إلى أنه «من واجبي أن أكون هناك لكن حماس هي السبب في عدم عودتي حتى الآن، إنني أؤدي واجبي من مصر والإمارات وبدأت للتحضير لمساعدات هامة لقطاع غزة في المرحلة الحالية من دون استئذان من حماس أو عباس، ويجب أن نقوم بهذا الدور لملء الفراغ. فنحن شعب بلا قيادة ولا تمويل ولا دخل وطني، هذا هو الوضع الشاذ، لقد أبعدتني إسرائيل في الماضي إلى تونس، وحماس ترفض عودتي حتى الآن».

وأكد أن مصر ستساعدهم في تقديم المساعدات إلى القطاع، والتسهيلات في المعبر سوف تعلن قريبا، وقال: «أنا على اتصال دائم مع الرئيس المصري ومساعديه لتغيير الوضع في معبر رفح، سوف أبحث في مصر خلال هذا الأسبوع إيجاد مخرج وحل شامل قبل أن ندخل في أتون استباحة لقطاع غزة، وعلى عباس نقل القيادة إلى غزة لنزع خطف القرار من حماس وإسرائيل».

وأضاف: «لقد أكرمنا الله بالرئيس السيسي وإلا كانت مصر مرشحة لأن تكون مثل سوريا والعراق وليبيا ولكني أكرر أنه على حماس أن تتصالح مع مصر وألا تكرر أخطاؤها».