في ذكري حرب رمضان.. محمد علي فهمي حارس السماء المحرقة ضد الصهاينة



محمد الصياد

أعاد بناء قوات الدفاع الجوي وتجهيزها كي تتمكن من حماية سماء مصر من عبث الصهاينة، الذي أسس حائط الصواريخ ليصنع هو ورجاله ملحمة حماية سماء مصر، إنه المشير محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر، والملقب بحارس السماء المحرقة.

ولد المشير محمد علي فهمي في 11 أكتوبر 1920، وتخرج من الكلية الحربية عام 1939، وكان حضوره لنكسة يونيو دافعاً لإعادة الأرض المسلوبة، وفي 23 يونيو 1969، عهد إليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بقيادة قوات الدفاع الجوي.

المشير محمد علي فهمي هو من مهندسي حرب أكتوبر والأب الروحي ومؤسس حائط الصواريخ الذي يعد النواة الأولي لقوات الدفاع الجوي، التي أثبتت كفاءتها عندما صدرت لها الأوامر بمنع طائرات العدو الصهيوني من استطلاع القوات المصرية للمرة الأولى، وبالفعل نجحت في تنفيذ مهمتها بدقة عالية، بعدما فشلت طائرات اليهود في استطلاع القوات المصرية غرب القناة، الأمر الذي جعل العدو يهاجم بطاريات الدفاع الجوي بـ 34 طائرة محملة بصواريخ شرايك المضادة للرادارات، ولكنها فشلت جميعا في الاقتراب من الصواريخ المصرية.

لم يتوقف بطل حرب أكتوبر عند ذلك الحد، بل ظل يطور من إمكانيات قوات الدفاع الجوي ورجالها إيمانا منه أن يوم الحسم قادم لا محالة، وكان اليوم الأول من حرب أكتوبر _ رمضان، واستطاع حائط الصواريخ تأمين القوات التي تعبر القناة.

وعن تلك اللحظة، قال المشير محمد على فهمي: سيطرنا منذ اللحظات الأولى على نطاق أمن شرق القناة، وجاء أول رد فعل للعدو بعد 40 دقيقة من بدء الهجوم، وبعد 3 ساعات كان قد خسر 15 طائرة ، وبلغ إجمالى خسائر العدو 258 طائرة فى الشرق و200 طائرة فى الغرب.

قال عنه حاييم هيرتزوج، فى كتابه الجولات العربية الإسرائيلية ، لم يكن إنشاء حائط الصواريخ المصرى فى عام 1970م بفرض حل مشكلة المصريين فى حماية قواتهم غرب القناة، وإنما كان تحولاً استراتيجيا لم نفهم معناه إلا بعد 3 سنوات فى أكتوبر 1973م ، وقال عنه ديفيد إليعازر، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في فترة الحرب، في مذكراته: إن الحقائق بدأت تتضح أمامنا شيئا فشيئا.. الإشارات تذكر أن أكثر من ثلاثين ألفاً من الجنود المصريين أصبحوا يقاتلون فى الضفة الشرقية، وما زالت المعدات الثقيلة تعبر الكبارى إلى الضفة الشرقية، إن التلاحم بين جنودنا والمصريين معناه أن يفقد سلاحنا الجوى فاعليته، وأصبح مجموع ما سقط لنا من طائرات حتى الساعة العاشرة وعشر دقائق مساء يوم 6 أكتوبر هو 25 طائرة، ولقد أصبح القتال يسير ضاريا شرساً، والدلائل تشير إلى أننا نواجه خطة دقيقة ومحكمة لا نعرف مداها أو أبعادها .

فيما وصفته مجلة العسكرية الفرنسية بأنه من أبرز الشخصيات العسكرية في العالم، وأحد كبار المتخصصين في النواحى الفنية العسكرية، وقال عنه هودز، رئيس مجلة أسبوع الطيران الأمريكية، إنه مهندس معركة الدفاع الجوى في حرب أكتوبر 1973.

توفي الفريق محمد علي فهمي في يوم 12 سبتمبر1999 في هدوء تاركا خلفه تاريخ حافل من بطولات سطرها التاريخ بحروف من نور وعزة.