د. رشا سمير تكتب : وحانت لحظة القصاص
إتجهت أنظار العالم صبيحة عيد الأضحى المبارك وقبل صلاة العيد بساعتين إلى لحظة إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين شنقا، رغم أن القوانين العراقية تحظر الإعدام في العطلات، كما صُعق العالم العربي والإسلامي من الإنتهاكات الصارخة التي حدثت أثناء تنفيذ الحُكم..فقد كان المشهد متزامنا مع موعد ذبح وسلخ الشاه فى عيد الأضحى..هل كانت قسوة؟ أم كانت صدفة؟..أم كانت رسالة؟..
وأيا كان المسمى، فالمشهد لا ينم سوى عن صمت عالمى مُخزى أمام جريمة شنعاء..لقد صم العالم بأسره أذانه وأغمض عينيه عن تلك الصورة القاسية..
كما صرح الرئيس الأميركي جورج بوش أن تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق صدام حسين يشكل مرحلة مهمة على طريق إحلال الديموقراطية في العراق!
إذن فالديمقراطية هى تنفيذ الحُكم بعد 55 يوم فقط من صدوره بلا إستئناف ولا نقض ولا إعتراض ضد رجل رأونه كطاغية وسفاك دماء!..
وماذا عن دفاع أمريكا المستميت وحمايتها لجماعة الأخوان طوال فترة حكم محمد مرسي؟ وماذا عن تغاضيهم عن جرائم الأخوان من إستهداف ضباط الشُرطة وإغتيال جنود الجيش الأبرياء على حدود مصر كل يوم؟..
إن أمريكا هى الدولة التى تعودت أن تتحكم فى مصائر العالم بضغطة زر أو بحركة عسكرى أسود على رقعة الشطرنج البيضاء..
لكن بظهور الرئيس السيسي أصبح هذا ماضيا، فقد وقف الرجل فى وجه أمريكا مؤكدا على إستقلال مصر وحذر بكل حسم من عدم التدخل فى شئون مصر الداخلية...خطوة إحترمها المصريون وقدرها العالم، ولكن تبقى خطوة أخيرة..وهى لحظة الحسم..
فما حدث فى محيط قصر الإتحادية يوم الأثنين الماضى لم يكن سوى تصعيد سافر من جماعة الأخوان وأتباعهم ضد محاولة مصر لتخطى المرحلة الحرجة..
إن جماعة الأخوان وكل من يدعمونها من تنظيمات إرهابية دولية تخطت كل حدود الدين الإسلامى بسماحته وتعاليمه وقررت أن تزرع قنابل فى الحديقة المقابلة لقصر الإتحادية فى تصعيد مفاجئ وإقتراب خطير من أعتاب القصر الرئاسي..ويصحو العالم على صُراخ وأشلاء جثث وعربات إسعاف..إن ما حدث يحمل رسالة صريحة وقوية للرئيس والشرطة مفادها...لقد وصلنا إلى عقر داركم!..
بدأت قصة التفجيرات ببيان صادر عن جماعة أجناد مصر قبل ثلاثة أيام، صُرح فيه أنه تمكن يوم الأربعاء 18 يونيو من اختراق تحصينات قصر الاتحادية، وتفخيخ مكان تجمع قيادات الأجهزة الأمنية المسئولة عن تأمين القصر، وتم زرع عدة عبوات بمحيط القصر، لكنهم لم ينفذوا العملية بسبب تواجد عدد من المدنيين قرب مكان العبوة الرئيسية، وبعدها بـ10 ساعات - وفقا للبيان- عثرت قوات الأمن على العبوة الرئيسية، لكن التنظيم اكتشف أن أغلب العبوات لم تكتشف، ولم يتمكنوا من سحبها لأسباب أمنية.
ووصف البيان أماكن تواجد العبوات الناسفة بدقة شديدة لتحذير المارة منها –بحسب زعمهم وقال بالنص: توجد عبوتان ناسفتان فى الزراعات الموجودة بزاوية القصر عند المدخل إلى شارع الأهرام من طريق الميرغنى .. لكن مصدر أمنى فى اليوم التالى مباشرة، قلل فى تصريحات إعلامية من أهمية البيان، واعتبره محاولة من التنظيم الإرهابى لترويع المدنيين، مشددا على أن محيط قصر الاتحادية مؤمن بالكامل، ووصف البيان بـ المفبرك ، وبعد أقل من 48 ساعة وقعت التفجيرات، وأسفرت عن استشهاد 2 من أفراد الأمن وإصابة آخرين!..
إذن فهو التقاعس الأمنى من جديد..إذن فهو الإستهتار أو التقليل من شأن الحدث.. لقد تم التعامل مع البيان برعونة من الداخلية تستوجب الحساب!.
كما كشفت اللقطات المبدئية التى سجلتها كاميرات المراقبة بمحيط قصر الاتحادية عن قيام 4 أشخاص يرتدون زى عمال النظافة، بزرع القنابل بالجزيرة الوسطى!..إنه الترهل فى الفكر الأمنى والتكاسل الذى يجب أن يُحاسب عليه كل من قصر فى أداء واجبه..
الحل هو الردع دون تخاذل ولا تباطؤ، ولتكن البداية بتنفيذ حكم الإعدام دون تباطؤ ولا إنتظار فى مرشد الأخوان محمد بديع، الذى صدر ضده حتى الآن أربعة أحكام بالإعدام..فلا فائدة من الإنتظار، ولا خوف من رد فعل المجتمع الدولى الذى وقف يشاهد تنفيذ حكم إعدام صدام حسين بشماتة وإبتسامة..فجرائم صدام حسين لا توازى فى قسوتها ما قامت به تلك الجماعة المشئومة فى مصر..
القصاص من قادة الأخوان وتنفيذ الأحكام سريعا فى قادتهم ورئيسهم المعزول هو الرد الرادع لما تقوم به تلك الجماعات من جرائم قتل وزرع قنابل تفتك بالضباط والمدنيين معا..
فمرشد الجماعة ورجاله سوف يصبحون عبرة لمن يعتبر وإعدامهم بعد الأحكام التى صدرت ضدهم هو الخطوة الأكيدة لتحقيق العدالة الناجزة..
فقد حانت يا سادة لحظة القصاص..