خبراء يكشفون عن مخطط "داعش" للتمدد في دول الجوار ..وإسلاميون : مصر في قائمة أهداف التنظيم المتشدد

عربي ودولي


يرى مراقبون أن الفكر “التكفيري” المشترك بين “داعش” وباقي الجماعات الإرهابية المتواجدة في سيناء قد يكون عاملا رئيسيا من أجل تقريب تلك الأطراف تنظيميا.

في خط متواز مع محاولات التنظيم، الذي يُطلق على نفسه “الدولة الإسلامية” والشهير اختصارا بـ”داعش”، للتمدد، والتوسع خلال الفترة المقبلة، بزغت العديد من التهديدات لذلك التنظيم (الذي أعلن الخلافة الإسلامية قبل أيام، ونَصَّبَ زعيمه أبا بكر البغدادي، خليفة للمسلمين)، وسط تكهنات بإمكانية أن يتغلغل ذلك التنظيم في معرض تمدده، إلى داخل مختلف الدول العربية ومنها دول الجوار السوري والعراقي، فضلا عن مصر وقطاع غزة، وذلك بإبرام اتفاقات وصفقات مع العناصر الإرهابية المتواجدة بسيناء.

كانت إحدى المنظمات المصرية (منظمة العدل والتنمية)، قد أصدرت تقريرا، كشفت فيه قيام تنظيمات أنصار بيت المقدس داخل سيناء وقطاع غزة بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، استجابة للدعوة التي أطلقتها “داعش” بإقامة الخلافة الإسلامية، إضافة إلى بروز تلك الجماعات داخل غزة وتبنيها خطف 3 مواطنين إسرائيليين، مما يثير قلق حركة حماس التي تفرض سيطرتها على القطاع حال تغلغل تلك التنظيمات وسيطرتها على غزة.

غير أن فكرة “المبايعة” لم يتم الإعلان عنها رسميا من قبل الجماعات الإرهابية المُتمركزة بسيناء، و يرى مراقبون أن التوافق الفكري بين “داعش” من جهة، وبين باقي الجماعات الإرهابية المتواجدة في سيناء المصرية، والتي تخوض القوات المسلحة المصرية حربا ضدها، قد يكون عاملا رئيسيا من أجل تقريب تلك الأطراف تنظيميا، والتمهيد لشيوع فصائل تتبع “داعش” بالمنطقة، وذلك على وقع حالة التردد الدولي القائمة إزاء ذلك التنظيم.

حركة حماس ربما تدخل في مواجهة مسلحة مع التنظيمات التابعة لـ«داعش» داخل قطاع غزة حال تمدد تلك التنظيمات على الأرض

يؤكد الجهادي السابق، مؤسس تنظيم الجهاد السابق بمصر نبيل نعيم للعرب اللندنية: “الجماعات الإرهابية الموجودة في سيناء تُبايع تنظيم القاعدة، وزعيمه أيمن الظواهري، لكن حتى الآن لا يوجد تنسيق مباشر بينها وبين “داعش” بصورة تنظيمية .يلفت الجهادي السابق في تصريحات خاصة لـ”العرب” من القاهرة، إلى أن العناصر الإرهابية الموجودة بسيناء، خاصة جماعة أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وغيرهما، يتفقون مع “داعش” فكريا، فجميعهم لديهم فكر تكفيري واحد.

وحسب بيان منظمة العدل والتنمية (وهي منظمة حقوقية أهلية)، فإن حركة حماس ربما تدخل في مواجهة مسلحة مع التنظيمات التابعة لـ”داعش” داخل قطاع غزة حال تمدد تلك التنظيمات على الأرض، مما يؤثر على مصالح قادة حماس، مؤكدة أن الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج الإيرانية قاما منذ سنوات بزرع وتدريب عدد من المجموعات المتشددة داخل قطاع غزة، في استغلال للقضية الفلسطينية بهدف تطويق إسرائيل ونشطت تلك الخلايا مؤخرا لتخفيف الضغوط الأميركية على الجانب السوري.

وفي غضون ذلك، يشير نعيم إلى أن “داعش” سوف تُمول الجماعات الإرهابية الموجودة في سيناء، وذلك من أجل العمل باسمها وتحت لوائها، وتوسيع دائرة تنظيم “داعش” الذي بات يتمدد بصورة واضحة خلال الفترة الأخيرة.

أكدت المنظمة أن “إعلان قيام الخلافة الإسلامية من قبل “داعش” شجع كافة التنظيمات التابعة للقاعدة على شن مزيد من العمليات داخل نيجيريا والصومال وأفريقيا والشرق الأوسط ومصر والسودان وشمال أفريقيا.

بينما يوضح الجهادي السابق، في معرض تصريحاته لـ”العرب”، أن “داعش” صناعة أميركية، كانت لها معسكرات في الأردن، كما أن التنظيم تشرف عليه قوات المارينز الأميركية، فيما تُمول الدوحة ذلك التنظيم، تنفيذا للمخطط الأميركي بالمنطقة.

ولفت في السياق ذاته إلى أن “داعش” تمت صناعتها من أجل تنفيذ المخطط الأميركي الذي يهدف إلى تقسيم المنطقة، وإشعال الفتنة بين السنة والشيعة في العالم، لاسيما في العراق، التي تقسمت بالفعل، وبات الطرفان فيها على وشك الانفصال.

وجدير بالذكر، أن تنظيم “داعش” قد أعلن “الخلافة الإسلامية” في العراق وسوريا، الأحد الماضي، مؤكدا أنه يسعى إلى “التمدد” في مختلف البلدان العربية، وسط تكهنات بأن يضم التنظيم مصر إلى خارطة تمدده الجديدة، خاصة في الوقت الذي تشهد فيه القاهرة اضطرابات أمنية على وقع التطورات السياسية الحالية.

وكان زعيم تنظيم “داعش” الذي أعلنه التنظيم خليفة للمسلمين، قد قال في تسجيل صوتي له مؤخرا: “أيها المسلمون في كل مكان أبشروا وآمنوا خيرا وارفعوا رؤوسكم عاليا فإن لكم اليوم بفضل الله دولة وخلافة تعيد كرامتكم وعزتكم وتسترجع حقوقكم وسيادتكم.. دولة تآخى فيها الأعجمي والعربي والأبيض والأسود والشرقي والغربي، خلافة جمعت القوقازي والهندي والصيني والشامي والعراقي واليمني والمصري والمغربي والأميركي والفرنسي والألماني والأسترالي، ألف الله بين قلوبهم وأصبحوا بفضل الله إخوانا متحابين فيه واقفين في خندق واحد يدافع بعضهم عن بعض ويحمي بعضهم بعضا”.

إعلان قيام «الخلافة الإسلامية» من قبل «داعش» شجع التنظيمات التابعة للقاعدة على شن مزيد من العمليات

حسب خبراء، فإن توجيه خطاب “داعش” إلى عموم “المسلمين” يؤكد سعيها نحو التمدد خلال الفترات المقبلة، أولا في دول الجوار السوري والعراقي، ثم ما بعدها، للتأسيس لدولتهم المزعومة، فيما يشيرون إلى أن انضمام مصر إلى قائمة مستهدفات “داعش” أمر وارد جدا، في ظل انتشار الجماعات الإرهابية، لاسيما في سيناء.

وما يؤكد ذلك هو ما قاله البغدادي نفسه، في تسجيله الصوتي، لما توعد قائلا: “عما قريب بإذن الله ليأتي يوم يمشي فيه المسلم في كل مكان سيدا كريما مهيبا مرفوع الرأس محفوظ الكرامة لا تتجرأ عليه فئة إلا وتؤدب ولا تمتد إليه يد سوء إلا وتقطع.. ألا فليعلم العالم أننا اليوم في زمان جديد.. ألا من كان غافلا فلينتبه ألا من كان نائما فليفق.. ألا فليع من كان مصدوما مذهولا.. أن للمسلمين اليوم كلمة عالية مدوية وأقداما ثقيلة، كلمة تسمع العالم وتفهمه معنى الإرهاب أقداما تدوس وثن القومية وتحطم صنم الديمقراطية وتكشف زيفها”.