زواجك سينقذ حياتك

الفجر الطبي


تتصدر أمراض القلب المرتبة الأولى في لائحة مسببات الوفاة. وتزداد معها التحذيرات من مخاطر تصلب الشرايين. وها هي الدراسات تؤكد مؤخراً أن نوعية العلاقة الزوجية مرتبط أيضاً بصحة القلب.

العلاقات الزوجية تشكل جزءاً أساسياً من حياة الشريكين من حيث السعادة من جهة والتعاسة من جهة أخرى. وهذا ما ينعكس على الحياة المهنية والنفسية للأفراد. لكن التعاسة في العلاقة الزوجية يمكن أن تفعّل نشاط المسبب الأول للوفاة.

العلاقة الناجحة تقلل من خطر الاصابة بأمراض القلب.

أجرت جامعة Pittsburgh دراسة أخيراً تشير الى ارتباط العلاقات الزوجية بأمراض القلب والأوعية الدموية. فكلما كانت العلاقة ناجحة كلما قللت من مخاطر الاصابة بأمراض قلبية عدة. ويؤكد البروفيسور Thomas Kamarck صاحب هذه الدراسة الى أن هناك أدلة تثبت ارتباط نوعية وأنماط العلاقات الاجتماعية بالنتائج الصحية، بما في ذلك الأمراض القلبية الوعائية.

أُجريت الدراسة على نحو 281 شريكاً لمدة 4 أيام ، عبر تقييم التفاعلية بين الشريكين ايجابية كانت أم سلبية. وأتى هذا الرصد متزامناً مع تحليل سماكة الشرايين وفحص الأوعية الدموية في العنق التي تغذي الرأس. وتجدر الاشارة الى ان تراكم الدهون في هذه الشرايين يؤدي الى تصلبها وبالتالي زيادة خطر الأمراض القلبية. وأتت النتيجة أن التفاعل السلبي بين الشريكين كان يزيد خطر الاصابة بالأمراض القلبية الوعائية بنسبة 8.5٪.

لا تنعكس العلاقة الزوجية الناجحة على صحة القلب فحسب بل يمكنها أن تساعد على زيادة عمر المصابين بالسرطان وهذا مؤكد في دراسة نشرت في صحيفة Clinical Oncology.

لم تعد السعادة الزوجية مجرد شعور يتناقل بين الشريكين. بل تبيَن أنه عنصر وقائي أساسي من أمراض القلب. هل يمكن أن يكون ارتفاع نسبة النساء اللبنانيات المهددات بخطر الإصابة بمرض القلب مؤشراً لفشل غالبية العلاقات الزوجية؟

الزواج السعيد يحمي القلب من الأمراض

أثبتت دراسة أجرتها University of Pittsburgh الاميركية ونشرتها في المجلة العلمية psychosomatic Medecine أن الزواج السعيد يحمي من أمراض القلب.

وقد أجريت الدراسة على 281 فرداً، بعضهم كان قد التزم في علاقة ثابتة والبعض الآخر كان متزوجاً. قام الباحثون بفحص الـartères carotides للقلب (وهي شرايين تحمل الاوكسيجين الى الدماغ. وفي حال كان حجمها كبير أكثر من العادة، تسبب تصلب الشرايين مما يعرقل مجرى الدم ويؤدي بالتالي الى الاصابة بأمراض القلب). وقد استنتج الباحثون أنه من كان يحظى بعلاقة سيئة مع الشريك (مشاكل، خلافات...)، كانت شرايينه أكثر كثافة من الآخرين وأكثر عرضة بـ8.5% للاصابة بأمراض القلب، بعكس الذين يعيشون بتناغم مع شركائهم.

و في حديث مع النهار يوضح الدكتور اخصّائي الذبحة القلبية، ربيع عازار، وهو أستاذ محاضر في جامعة القديس يوسف، ورئيس مركز القلب في مستشفى Hotel Dieu وعضو جمعية أطباء القلب الاميركية، ان الإجهاد ونمط الحياة الزوجية الذي يحظى به الشريكان يؤثر في صحة قلبهم. فبالاضافة الى العوامل العديدة التي تؤثّر في الحياة الزوجية، تلعب المسؤولية التي اقتحمت حياة الشريكين فجأة بعد الزواج دوراً هاماً في ذلك: الاولاد، المصروف، الأكل... كل هذا يشعرهما بضغط نفسي، مما يؤدي في المستقبل الى احتمال الاصابة بأمراض القلب. ويضيف الدكتور عازار قائلاً: إنه كلما كان الإنسان مرتاحاً نفسياً ، كلما حافظ على صحة قلبه .