هذه الأطعمة مضرّة بالبيئة

الفجر الطبي


لا تتعجب كثيراً: كما هناك أطعمة مضرّة للصحة، كما هناك أطعمة مضرّة للبيئة تأكلها كلّ يوم دون أن تدرك مساؤها. يمكنك مكافحة التلوّث وإنقاذ البيئة من أضرار هذه الأطعمة من خلال تجنّبها. كيف يتمّ ذلك من دون المساس بالهرم الغذائي؟

لحم البقر

يلزم لتربية الأبقار كميّة كبيرة من الطاقة: الماء والأعشاب لرعايتها وإطعامها. فتستهلك الموارد الطبيعيّة بغزارة وتستنفذها. أمّا بالنسبة إلى شواء لحم البقر فهو يؤدّي إلى انبعاث 27 كلغ من غاز ثاني أوكسيد الكربون وهو من غازات الإحتباس الحراري. وهو يمنع الأشعة الشمسية التي تعكسها الارض من المفاذ، مما يؤدي الى ارتفاع حرارة الكوكب.

الجبنة

للجبنة بصمة كربونيّة (أي Carbon Footprint وهي مؤشّر يتمّ استعماله للتعبير عن كميّة ثاني أوكسيد الكربون المنبعثة من تصنيع المنتجات الصناعيّة) تبلغ نسبتها 13.5 كلغ في الكيلو المستهلك. لاستخلاص الحليب المناسب لتصنيع الجبنة، عليك تربية الحيوان وتحويل الحليب إلى جبنة. كلّ هذه العمليّة تطلق كميّة كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون والذي تؤذي كوكب الأرض.

لحم الخنزير

لحم الخنزير من أكثر اللحوم إستهلاكاً في العالم (تبلغ نسبة إستهلاكه 37 في المئة). وهو يعتبر من أكثر الأطعمة المضرّة بالبيئة. ذلك لأنّ الخنزير، كسائر الحيوانات، تتطلّب تربيته إستهلاك كميّة كبرى من الموارد الطبيعيّة قبل ذبحها لتصنيع لحومهما. ليقول موقع منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتّحدّة FAO أنّ 33 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة مستخدمة لإنتاج الأطعمة المعنيّة بتغذية حيوانات المزارع وأنّ 70 في المئة من الأراضي المخصصّة للزراعة مستخدمة لتربية الحيوان وليس لزراعة الموارد التي يستفيد منها الإنسان. 35.5 في المئة من الحبوب المزروعة في العالم (خاصّة السويا) مخصصّة لتغذية حيوانات المزارع. ممّا يؤدّي إلى عرقلة الموازين الغذائيّة وقلبها رأساً على عقب. بمعنى آخر، إنّ رعاية الماشية تسلب من الإنسان موارده الغذائيّة الأساسيّة وتعطيها للحيوان.

لحم الخروف

يؤكد فريق عمل Le Grenelle de l'Environnement - (وهو مجموعة من اللّقاءات السيّاسيّة تعقد في فرنسا، ومعنيّة باتّخاذ إجراءات طويلة الأمد في ما يخصّ البيئة والتنمية المستدامة لتحسين التنوّع البيولوجي. تهدف هذه اللقائات التي تجمع بين الجمعيات والنقابات، الشركات، المدن والمناطق إلى تشكيل مجتمع يستعمل القليل من الطاقة ويحافظ على البيئة) - أنّ لحم الخروف يولّد 39.2 في المئة من الغازات الدفيئة. 80 في المئة من هذا التلوّث ناجم عن عمليّة إنتاج لحم الخروف، فيما الـ20 في المتبقيّة ناجمة عن نقل اللحوم من منطقة إلى أخرى.

الوجبات السريعة

يتطلّب هذا النوع من الطعام كميّة كبيرة من الأوراق وعلب التغليف، والمؤسف في ذلك أن أغلبية العمّال والمصنّعين يرمون الـ packagings في أي مكان وليس في سلّات المهملات. الأوراق والأغلفة هذه في معظمها غير قابلة لإعادة التدوير . كما يهدر مصنّعو الوجبات السريعة كميّة كبيرة من المياه لا سيّما عند صناعة الهامبرغر الذي يحتاج كي ينتج إلى 2400 ليتر من المياه. أمّا عملية نقل المواد الأوليّة، سواء عن طريق البرّ أو البحر، فهي تنتج كميّة كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون وتساهم بالتالي في زيادة الإحتباس الحراري.

منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدّة أصدرت في 26 أيلول 2013 تقريراً عنوانه: معالجة تغيّر المناخ من خلال الماشية: تقييم عالمي لمقدار الإنبعاثات وفرص التخفيف منها . بيّن التقرير أن في إمكاننا محاربة الغازات المسببّة للإحتباس الحراري والمنبعثة من قطاع الثروة الحيوانيّة بنسبة تصل إلى ال 30 في المئة وذلك من خلال إتّباع تقنيّات معيّنة مرتكزة على الإبتكار. ويقول التقرير أنّ كميّة غازات الإحتباس الحراري GHG الصادرة عن الماشية تبلغ 7.1 جيغاطن سنويّاً. ويتكوّن هذا الرقم من إنتاج الحيوانات 45% من الغازات التي تطلقها الأبقار أثناء الهضم. و39 في المئة، تحللّ السماد، 10 في المئة وما تبقّى منها يترتّب عن معالجة المنتجات الصناعيّة وعملية نقل المنتجات الحيوانيّة. على الرغم من ذلك أكّدت المنظمّة أنّه بإمكان المزارعين من تخفيض نسبة هذا التلوّث من خلال رفع مستويات الكفاءة وخفض الطاقة. دعم هذا المشروع يتمّ من خلال تخصيص مبالغ ماليّة له ومن خلال تناقل الإبتكارات والمعارف بين البلدان، وإصدار تنظيمات ولوائح، ونشر التوعية في ما يتعلّق بتربية الماشية وإنتاجها.