خبير استرتيجى: جولة الرئيس الإفريقية أكدت القوة الناعمة لمصر

أخبار مصر


قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى والاستراتيجى أن جولة الرئيس المشير عبد الفتاح السيسى فى إفريقيا مؤخرا جاءت تأكيدا على الهوية الإفريقية لمصر واستجابة للاحتياجات الأمنية وللمتطلبات الاستراتيجية التى تحتاجها مصر ازاء الأوضاع الأمنية المتوترة فى القارة السمراء وإزاء الملف الاكثر أهمية وهو حوض نهر النيل.

وأضاف الغباشى فى تصريحات للفجر : بحضور مصر القمة الإفريقية الأخيرة ومن قبلها حضور عدد من الوفود الإفريقية ورؤساء الدول للحفل المهيب لتسلم وتسليم السلطة قد اغلق الباب تماما للتشكيك فى شرعية السلطة الحالية ولم يعد هناك ادنى فرصة لتجاهل الدور الوطنى الذى لعبته القوات المسلحة فى الانحياز لثورة الشعب المصرى وحقه المشروع فى ازاحة جماعة ارهابية تأمرت على مصالحه العليا.

وحول زيارة الرئيس للجزائر كأول زيارة فى مخالفة للأعراف التقليدية للخارجية المصرية اكد أن الجزائر تحظى بأهمية بالغة فى سياق الأمن القومى الإفريقى خاصة فيما يتعلق ملفات مجابهة الإرهاب المنتشر فى إفريقيا بوجه عام وفى ليبيا بوجه خاص حيث تنتشر مجموعات الطوارق وهم قبائل رحالة مخترقين من تنظيم القاعدة ويسببون توتر أمنيا حادا فى القارة السمراء هذا بخلاف التوترات الأمنية فى الداخل الليبى على الحدود المصرية والجزائرية أو الحزام الإرهابى المحيط بجنوب دول شمال إفريقيا من ناحية شمال مالى وتشاد والسودان وبالتالى كان التنسيق المصرى الجزائرى فى هذا السياق مسألة غاية فى الأهمية.

وعن زيارة إثيوبيا اكد الغباشى أنه من الضرورى اقامة علاقات صحية مع الاتحاد الإفريقى وهذا من شأنه أن يلقى بظلال ايجابية على العلاقات الثنائية بين البلدين ولا يجب اختزال تلك العلاقة فى النطاق الثنائى أو المنعزل عن الاتحاد الإفريقى كمظلة جامعة لكل الدول الإفريقية تضبط كل العلاقات البينية للدول الإفريقية مشيرا إلى قوة الدولة المصرية الآن بعد انجاز استحقاقين ديمقراطييين وهما الاستفتاء على الدستور وانتخابات رئاسية حظيت باشادة عالمية وهذا من شأنه تقوية الموقف التفاوضى المصرى أمام إثيوبيا.

وبالنسة للخطاب الذى القاه الرئيس السيسى فى القمة الإفريقية، أوضح الغباشى أنه خطاب متكامل وشامل وأعاد إلى مصر قوتها الناعمة وجاء فى نطاق اكثر اتساعا من علاقات مصر مع دول حوض النيل كما اكد الخطاب على المصالح المتبادلة والشاملة بين مصر والدول الإفريقية ودول حوض النيل ضمنيا ولم يكن خطابا عاطفيا يفتقد إلى آليات الاطروحات العملية والقابلة للتنفيذ وذلك من خلال تدشين الوكال المصرية من أجل الشراكة والتنمية وتدريب الكوادر للعمل فى ميادين عدة.

وبالنسبة للشأن السودانى اشار الغباشى إلى عمق العلاقات المصرية السودانية حيث تمثل كل دولة العمق الاستراتيجى للأخرى وكان ضروريا اعادة بلورة تلك العلاقة خاصة فى ضوء التحديات الجديدة الأمنية والمتعلقة بالمشكلة الابرز وهو سد النهضة واكد اللواء أن قوة الدولة المصرية كفيلة بخلق تفاهمات مشتركة بين الجانبين.

واختتم اللواء الغباشى حديثه، قائلا: عكس الحضور المتميز لمصر فى القمة الإفريقية الأخيرة قوة الدولة المصرية على وضع مصالحها الحيوية على الطريق السليم كما عكست حضورامصريا رائعا فى السياق الإفريقى وعودا حميدا لدائرة انتماء أصلية للدولة المصرية.