Diet The Good Mood الحمية الوحيدة التي تدعوكِ إلى تناول الكربوهيدرات لتصبحي أكثر رشاقة وسعادة

الفجر الطبي



أكثر ما يشكو منه الملتزمون بحمية هو سوء المزاج والعصبية والضيق، وغالباً الشعور بالجوع الدائم وعذاب الحرمان. فما رأيك في حمية لا تأتي فقط بنتائج إيجابية، ولكن تشعرك بالشبع، رغم قلة أكلك، وتحسن كبير في مزاجك، إلى درجة أن كل مضايقات الحياة اليومية ستصبح أقل تأثيراً فيك، بل إنها تشجعك على تناول الكربوهيدرات أي السكريات والنشويات. قد يبدو ذلك كالحلم، ولكنه يمثل الوعود التي تقدمها لك مؤسستا مركز أدارا لخدمات التحكم في الوزن، وهما جوديث. جيه .وورتمان ، مديرة البرنامج الذي يدور حول صحة النساء في مركز الأبحاث الإكلينيكية في بوسطن، والحاصلة على الدكتوراه، والدكتورة نينا فروزتاجر ماركيز الطبيبة والمتخصصة في التغذية، في كتابهما الجديد عن حمية المزاج الجيد الذي انتشر بين الناس كالنار في الهشيم بمجرد هبوطه مؤخراً إلى أسواق أمريكا وأوروبا.

الجميل في الكتاب هو اعتراف الخبيرتين بأن الحياة العصرية تجعل معظمنا دائم الانشغال، وهو ما يجعل الالتزام بتنفيذ أي خطة غذائية شيئاً صعباً وغير عملي. ولهذا فهما تقدمان وصفات غذائية وأطباقاً غذائية لذيذة متنوعة سهلة وسريعة التنفيذ.

وما سيسعد الكثيرات أيضاً أن هذه الحمية لا تمنع تناول الكربوهيدرات ولا تحدد كميات تناولها، بل العجيب أنه على العكس من كل مبتكري الحميات الأخرى تؤكدان أن السكريات والنشويات مهمة لفقدان الوزن، وأن جسمك يحتاج إليها، لأنها تبني العضلات، وتحسن المزاج والحالة النفسية.

وهما تعدانك أيضاً بألا تشعري بالقيود أمام قائمة الطعام عندما تذهبين إلى المطاعم مع صديقاتك أو أسرتك، إذ تقدمان لك النصح بما يجب عليك طلبه من أطباق الطعام. وتعرضان أيضاً في كتابهما اقتراحات بالكثير من أنواع الطعام السريع، الذي يمكنك تناوله بين الوجبات لتطفئي نار شعورك بالجوع بين الوجبات. ومع أن جوديث و نينا تعترفان بضرورة النشاط، وممارسة الحركة لكي يفقد الإنسان الوزن، وتؤكدان أن نظام حميتهما سيفقدك ما بين نصف إلى كيلوغرام كل أسبوع، إلا أنهما لا تفرضان برنامجاً رياضياً قاسياً ولا طويلاً.

فحمية المزاج الجيد كما تقول مبتكرتاها تحل مشكلات الإفراط في تناول الطعام لأسباب نفسية وزيادة الوزن الناجمة عن تناول بعض الأدوية، ومشكلة التقاط قضمات من الطعام من هنا وهناك بشكل مستمر، وهي الحالة التي تعقب عادة الحميات الغذائية التي تحرم تماماً تناول الكربوهيدرات. وحمية المزاج الجيد تحقق ذلك بالاعتماد على ترك تنفيذ مهمة التحكم في شهيتك لعقلك، وليس لقوة إرادتك تماماً كما أرادت لنا الطبيعة.

النقيضان

كتاب الخبيرتين الأمريكيتين يؤكد أنك لكي تفقدي الوزن، وتحافظي على استمرار رشاقتك، فلا بد أن تأكلي الكربوهيدرات. ولكننا نعلم أن الكربوهيدرات تزيد الوزن، أي أنها نقيض الرشاقة. فكيف يجتمع النقيضان؟ الكلام يثير عجب كل من يقرأه، ولكن الخبيرتان الأمريكيتان لديهما تفسير لذلك، وهو أن الكربوهيدرات أي النشويات مهمة لتخفيض الوزن أهمية البترول للسيارة. فهي لا تقود فقط النظام الذي يتحكم في شهيتك، ولكنها تتحكم أيضاً في عملية الرغبة في تناول الطعام لأسباب نفسية، كما أن لها تأثيراً كبيراً على حالتك المزاجية. وبناء عليه فإن تناول المواد الكربوهيدراتية مهم جداً، والسبب يكمن في المخ. إذ عندما تتناولينها تحفز إنتاج المخ لمادة كيماوية تسمى السيروتونين، وهي التي تتحكم في شهيتك. وهي أيضاً المادة التي تتحكم في مزاجك وحالتك النفسية عقب مرورك بضغوط كبيرة أو صغيرة. وإذا تم التحكم في العمل على إنتاجها بشكل مستمر ومنتظم، يمكنك منع الرغبة التي لا تقاوم في تناول الطعام، وأنت تشعرين بالضغوط أو الحالة النفسية المنخفضة. ولحسن الحظ أنه يمكنك التحكم في إنتاج السيروتونين بشكل مستمر عن طريق تناول الحلوى والمواد النشوية، أو ما يسمى الكربوهيدرات. ولعل ذلك هو السبب في شعور معظم الذين يتبعون حميات خالية من الكربوهيدرات والسكر بنوع من الاكتئاب. والغريب أن تناول السكريات أو الكربوهيدرات الصناعية لا تدفع المخ إلى إنتاج أي سيروتونين، إذ يبدو أن خداع أمنا الطبيعة شيء مستحيل. كلي الكربوهيدرات لكي تقللي شعورك بالتوتر والضيق فهذا شيء طبيعي. ولكن ليس معنى ذلك أن تملئي معدتك بأي كم، وأي نوع من النشويات والسكريات. وإنما يجب أن تعرفي متى تتوقفي، وأي الأنواع تأكلين حتى لا تكون النتيجة هي تحسن في حالتك النفسية وتراكم هائل في وزنك. مخك يحتاج، ولا شك، إلى الكربوهيدرات لينتج السيروتونين ولكن احذري من تناول الأنواع التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، فهذه هي التي تضم السعرات الحرارية العالية، التي تعمل على تصاعد الكيلوغرامات في وزنك.

لماذا نأكل كثيراً؟

معظم مفرطي السمنة يعانون من الوزن الزائد بسبب الإفراط في تناول الطعام. والسبب أنه في أغلبية الأحوال يأكل الفرد بسرعة كميات كبيرة من الطعام قبل أن يدرك المخ أنه قد شبع، وأن معدته قد امتلأت. ولكنه بعد فترة، وبعد أن يدرك المخ ذلك، ويرسل إلى المعدة إشارة بأنها قد امتلأت يشعر الفرد بالتخمة، وبأنه أفرط في الأكل، ولكن إدراكه يكون قد أتى متأخراً.

ومعظم الناس يأكلون لأسباب لا ترتبط بالجوع، فكم مرة عرض عليك وأنت في ضيافة الآخرين أن تتناولي أطباق الحلو الدسم اللذيذ، وقلت إنك شبعانة، ثم قررت تذوقها، وانتهى الأمر بتناول الطبق كله. فمعظم الناس يأكلون كرد فعل تلقائي للشعور بانخفاض الحالة المعنوية.

وعندما أخضع بعض الناس للبحث خلال دراسات عن السمنة المفرطة، قام بها معهد ماساشوسيتس الأمريكي للتكنولوجيا، تم إعطاؤهم أسئلة للإجابة حول سبب إفراطهم في الأكل من وجهة نظرهم. وتلخصت الإجابات حول النقاط التالية:

* لأن الأكل كان متوفراً.

* للتسلية أو إلهاء أنفسهم عن أشياء تضايقهم.

* لأن الساعة أشارت إلى أنه موعد تناول الوجبة.

* لمشاركة آخرين كانوا يتناولون طعاماً يبدو شهياً.

* لأنهم كانوا يشعرون بالملل أو الضيق، أو لأنه لم تكن هناك برامج جيدة على التلفزيون.

* لأنه الشيء الوحيد الذي كان يمكنهم فعله لأنفسهم في ذلك اليوم.

أسلوب تناول الطعام والإفراط فيه، كما ظهر من كل الإجابات السابقة، لا دخل لهما بالجوع، بل بالشهية. ويرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالمشاعر والحالة النفسية للإنسان.

وسبب آخر اكتشف حديثاً هو تناول الأدوية التي تمنع قدرة المخ على منع الشهية، عندما يشبع الإنسان، ومن ثَم يستمر شعوره بالرغبة في تناول الطعام، وهكذا يصاب بالسمنة المفرطة.