أحمد فايق يكتب: «الفجر» انفردت بأول حوار مع الفرعون المصرى الذى أضاء البرلمان الألمانى والرئاسة بالطاقة الشمسية

مقالات الرأي



مفاجأة: الجيش يصنع ألواح الطاقة الشمسية واللمبات الموفرة

العالم المصرى ابراهيم سمك، تذكروا هذا الاسم جيدا، فسيكون له دور مهم خلال الفترة القادمة فى حل أزمات الكهرباء، وكان لـ«الفجر» السبق فى اكتشاف قيمته العلمية من خلال حوار أجرى معه منذ أكثر من عام على صفحاتها، ابراهيم سمك هو عالم مصرى يعيش فى ألمانيا منذ 45 عاما، وهو الذى ابتكر لمبة الشارع التى تعمل بالطاقة الشمسية وانتشر اختراعه فى 250 بلدية بالمانيا، كما انه وضع خلايا الطاقة الشمسية للبرلمان الالمانى والرئاسة الالمانية ومحطة قطارات برلين ومطار شتوتجارت، كما ترأس مجلس ادارة الاتحاد الاوروبى لصناعات الطاقة المتجددة.

ابراهيم سمك وصل إلى مصر الاسبوع الماضى للمشاركة فى مؤتمر إعلان الاقصر مدينة خضراء أى مدينة بالكامل تعتمد على الطاقة الشمسية، وبدأت الخطوات بالفعل من خلال تحويل مبنى المحافظة والمبانى الادارية للعمل بتكنولوجيا الطاقة الشمسية، وتم وضع 1000 عمود إنارة باللمبات الموفرة فى شوارع المحافظة، المفاجأة أن من طبق هذه الخطة على أرض الواقع هى الشركة المصرية العالمية للبصريات التابعة للقوات المسلحة، والمفاجأة الاكبر أن مصانع الجيش أصبحت الان تصنع ألواح الطاقة الشمسية واللمبات الموفرة أيضا وهذا بشهادة عالم مصرى كبير مقيم فى المانيا وهو الدكتور ابراهيم سمك، حيث قال لى إنه فوجئ بهذا المستوى فى مصانع الجيش، ولم يكن يتصور أن هذه التكنولوجيا وصلت إلى مصر.

اللواء طه سيد بدوى رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية العالمية للبصريات، كان من قبل عضوا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكان مسئولا عن الاسلحة والذخيرة، وتحدث بحماس شديد فى المؤتمر عن ضرورة تطبيق الطاقة الشمسية فى مصر.

المعلومة التى لدينا أن هناك خطة لتحويل 8 محافظات للعمل بالكامل بتكنولجيا الطاقة الشمسية، وبالفعل بدأ تطبيق الخطة فى محافظات الاقصر والمنيا وقنا واسيوط والبحيرة وبورسعيد، وتبدأ الخطة من خلال تغيير كل أعمدة إنارة الشوارع إلى اللمبات الموفرة والتى توفر 90% من الطاقة، ثم عمل خلايا شمسية على المبانى الحكومية وتحويلها بالكامل إلى الطاقة البديلة، وبحسبة بسيطة سنجد أن تحويل كل أعمدة إنارة الشوارع فى مصر إلى اللمبات الموفرة كفيل بتوفير 6% من الطاقة فى مصر، وتحويل 8 محافظات للعمل بالكامل إلى الطاقة الشمسية سيوفر نسبة لا تقل عن 10% أخرى من استخدام الطاقة فى مصر.

الإحصاءات تقول: إن دولة مثل المانيا أصبحت توفر طاقة من الشمس توازى كل كهرباء مصر مرة ونصف المرة، حيث تنتج البيوت هناك طاقة شمسية تساوى 32 ألف ميجاوات، ومصر تنتج 22 ألف ميجاوات، والنظام هناك يقوم على تمويل من البنك الالمانى للتنمية بعمل خلايا طاقة شمسية فوق البيوت، هذه الخلايا تغذى الشبكة الرئيسية، وتدفع الدولة للمواطن ثمن الكهرباء الزائدة، وتحولت الكهرباء من نقمة على المواطن إلى مصدر للدخل، هذا النظام يسعى الدكتور ابراهيم سمك إلى تطبيقه فى مصر، وحتى الان تلقى تجاوبا كبيرا معه.

وهناك حل اخر تتجه له الدولة الان بعد نجاح الجيش فى تصنيع اللمبات الموفرة بتكنولوجيا مصرية 100، وبلغت تكلفة اللمبة الواحدة تقريبا 50 جنيها، وتعمل لـ100 الف ساعة أى ما يوازى 20 عاما، وتوفر هذه اللمبة 90% من الطاقة الكهربائية، وستسبب تخفيض فاتورة الكهرباء بالنسبة للبيوت بشكل كبير، وهناك أكثر من إتجاه الاول هو أن يتم بيع هذه اللمبة بسعرها العادى 50 جنيها، باعتبار أن المواطن لن يشترى لمبة أخرى لمدة 20 عاما، وستكون مصحوبة بضمان طويل الأجل، لو جرى لها أى شىء يتم تغييرها فورا، والاتجاه الثانى أن يتم بيعها بالتقسيط، والاتجاه الثالث أن تتدخل الدولة لدعمها بالكامل وتوزيعها على المواطنين مجانا باعتبار أن هذا يوفر الاستهلاك الكهربائى بنسبة كبيرة، والاتجاه الرابع أن تدعم الدولة جزءا من تكلفة اللمبة الموفرة، وحتى الان تخضع هذه الآراء للدراسة، وتجرى الان دراسات علمية أخرى لبحث تخفيض تكلفة صناعة اللمبات الموفرة.

نعود إلى المؤتمر الذى عقد فى الاقصر والذى حضرته جهات تمويل مختلفة من بنوك مصرية واوروبية وتم طرح افكار لها علاقة بتحمل هذه الجهات التمويل وتبنى سياسة إعطاء قروض للمواطنين لعمل خلايا طاقة شمسية فوق أسطح المنازل، وتتبنى بعض هذه الجهات تمويل مشروعات الدولة للطاقة الشمسية.

وبالطبع تتبقى المشكلة الاهم التى تواجه استخدام الطاقة فى مصر وهى المصانع كثيفة الاستهلاك الحديد والاسمنت والبتروكيماويات والتى تستخدم تقريبا ما لا يقل عن 30% من الطاقة فى مصر، وتحصل على كهرباء مدعومة طبقا لعقود إذعان وقعت مع أنظمة سابقة فاسدة، هذه المصانع التى لم تطرح سوى بديل واحد وهو استخدام الفحم لتوليد الطاقة، وهو بديل كفيل بتلويث مصر والقضاء على الاجيال القادمة، ففى نفس الوقت الذى تستغنى فيه كل بلاد العالم عن الفحم تبدأ مصر فى استخدامه!.

اما المشكلة الثانية فهى ضرورة أن يربح المواطن من وراء عمل خلايا طاقة شمسية فوق منزله، وأن تشترى الدولة الطاقة منه مثل التجربة الالمانية وبقية دول العالم، خاصة أن مشروع القانون الذى يتم الاعداد له الان سيجعل نسبة استفادة المواطن غير موجودة بالاساس، وهو حافز قد يدفع الكثيرين لعدم التجاوب مع الفكرة الجديدة، إن الطاقة الشمسية هى الحلم القومى لمصر الان، فلدينا ثروة شمسية لا تقدر بمال، ومصر من أكبر دول العالم التى بها سطوع شمسى يوفر طاقة هائلة، والصحراء الغربية فى مصر فيها طاقة تساوى كل بترول الشرق الاوسط.