أنا مُعترض والسلام
جيهان السنباطى
ما أن دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى الى إستخدام الدراجات كوسيلة سهلة وموفرة للطاقة للتنقل بدلاً من إستخدام وسائل المواصلات العامة الاخرى والسيارات الخاصة والأجرة , إلا وواجه الكثير من الجدل فى الشارع المصرى , فمنهم من ايده ولكن بشروط , ومنهم من رفضه رفضاً قاطعاً, وكأن الرجل إبتدع بدعة جديدة لم تكن موجودة فى مصر من قبل , ولم يستخدمها , أحد رغم أننى أكاد أجزم أن عدداً كبيراً من المصريين وهم فى مرحلة الشباب قد إستخدموا الدراجات وخاصة فى أيام الأعياد والمناسبات ويعرفون جيداً كيف يتم قيادتها بل ويستمتعون بإستخدامها , لماذا لاننظر للأمور بنظرة عقلانية بعيدة عن العنترية والكبر والعناد , ألم يكن هذا أفضل كثيراً من إتباع سياسة الإعتراض على أى قرار يتم إنخاذه أو حتى رأى يتم عرضه .
وفى هذا الإطار نجد أن تلك الإعتراضات قد تركزت من خلال متابعة ردود الأفعال فى الشارع المصرى على مايلى : فنجد من قال كيف للفتيات أن تقود الدراجة فى أجواء مليئة بالتحرش وغير أمنة , وأخر يقول كيف للفقراء أن يستخدمون تلك الوسيلة وهم ليس لديهم مالاً يشترونها به , ومن قال كيف للعجائز أن يستخدموها وليس لديهم القدرة والصحة , وأخر يقول كيف للدولة أن تجبرنا على إستخدام تلك الوسيلة وهى لم تمهد لها طرقاً خاصة بها , وغير ذلك من الإعتراضات التى ملئت الصحف ووسائل الإعلام وكذلك مواقع التواصل الإجتماعى فيس بوك وتويتر .
فتعالوا نشير الى بعض مستخدمى الدراجات فى مصر وذلك على سبيل المثال لا الحصر , الم تشاهدون أبدا بائع الخبز وهو يحمل قفص الخبز على رأسه ويقود دراجته ببراعة , ألم تشاهدون بائع الصحف وهو يوزع الصحف والمجلات على الأكشاك راكباً دراجته , وكذلك النجار والنقاش والكهربائى الم تشاهدونهم وهم يحملون خلف دراجاتهم معداتهم , كل هؤلاء ألا يعتبرون من محدودى الدخل ؟؟ ومع ذلك إستخدموا الدراجة لانها موفرة وترحمهم من الزحام فى المواصلات العامة وتحمل أعباء السيارات الأجرة التاكسى .... ألم تشاهدون الأطفال وهم يلهون بدراجاتهم فى الأزقة والشوارع , ألم تشاهدون الشباب وهم يستخدمونها فى المناطق الراقية كنوعاً من أنواع الرياضة البدنية , فهل أثرت الطبقية فى إمكانية إستخدام تلك الوسيلة ؟؟
دعونا نتسائل لماذا لم تحاولون النظر الى تلك الدعوة من الرئيس السيسى بإيجابية وتحصدون ماقد يتم توفيره من أموال وطاقة ومجهود وإتاحة أماكن لكبار السن فى المواصلات العامة وقلة الزحام فى الشوارع إذا ما أستخدم الشباب تلك الوسيلة السهلة مع العلم بأنها ليس أجبارية ولكنها إختيارية لمن يريد ولمن يرى نفسه قادراً عليها .