مى سمير تكتب : شريرة أمريكا الجميلة

مقالات الرأي


هيلارى كلينتون: قلت لأوباما: لو سقط مبارك فإن الفوضى ستستمر فى مصر 25 عاما قادمة

تأتى مذكرات رجال السياسة والسلطة لتلقى الضوء على كواليس صناعة القرار وترفع الستار عن الخلافات والصراعات التى تبقى فى الظل، هذه الأسرار هى التى تمنح لكلمات من خرج من السلطة نكهة خاصة، تكسبه بريقا ونفوذا من نوع مختلف، لهذا لم يكن غريبا أن تصبح هيلارى كلينتون وزير الخارجية الأمريكية السابقة أهم شخصية فى العالم مع صدور مذكراتها أمس 10 يونيو التى تحمل عنوان (خيارات صعبة).

بالمقارنة بمذكراتها (عيش التاريخ) التى نشرت فى 2003، تأتى مذكراتها (خيارات صعبة) أكثر إثارة للاهتمام، فهذه المرة تكشف كلينتون عن الكواليس السياسية للعالم بأكمله، ففى خلال فترة عملها كوزيرة للخارجية سافرت إلى 112 دولة والتقت بقادة العالم والإدارات المختلفة، وتتضمن هذه المذكرات تفاصيل خاصة عن هذه اللقاءات.

فى 600 صفحة تقدم هيلارى كلينتون شهادتها على فترة توليها منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، وتحرص فى هذه المذكرات على رسم صورة لشخصيتها، كما أشارت جريدة «واشنطن بوست» فى عرضها للكتاب، باعتبارها شخصية عملية وواقعية فى مواجهة المشكلات.

فى كتابها تؤكد هيلارى كلينتون أنه مع كل مشكلة تواجهها السياسة الخارجية الأمريكية تأتى الخيارات الصعبة التى يجب اتخاذها، من قضايا الشرق الأوسط المستعصية، إلى روسيا، أفغانستان، ليبيا، والربيع العربى، وغيرها من القضايا الدولية.

وتؤكد كلينتون فى كتابها أن إداراتها كانت تسعى دائما لاتخاذ المسار الصحيح بما يخدم المصالح الأمريكية ولكن مع نهاية كل فصل من كتابها، يطفو سؤال مهم على السطح ألا وهو: هل كانت القرارات الأمريكية سبباً فى تفاقم المشاكل، وما هو المسار الآخر الذى كان يجب تبنيه؟

يقدم الكتاب نظرة قريبة على العلاقة التى جمعت بين كلينتون والرئيس الأمريكى، وكتبت كلينتون أنها لم تكن تتفق دائما مع الرئيس أوباما وآخرين فى الإدارة الأمريكية وهو الوضع الذى يوصف اليوم فى العالم بالعمل فى (فريق من المتنافسين).

وتضيف أنها كما لم تتردد فى الكشف عن تفاصيل الكثير من خلافاتها مع أوباما إلا أنها فى نفس الوقت حرصت على إبقاء بعض هذه الخلافات سرا فى اطار احترامها للسرية التى يجب أن تتواجد بين الرئيس ووزير خارجيته، خاصة أن أوباما لايزال فى الحكم.

1

وزيرة الخارجية

يبدأ الكتاب بمشهد دراماتيكى فى حياة هيلارى كلينتون، وذلك مع نهاية المعركة الطويلة والصعبة التى خاضتها ضد أوباما من أجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لانتخابات الرئاسة الأمريكية فى 2008، لقد حسم أوباما المعركة لصالحه، وفى الوقت الذى كان يحتفل معسكره بالانتصار، كانت كلينتون تجلس فى الكنبة الخلفية لسيارة (مينى فان) أسدلت الستائر على نوافذها حيث كانت فى طريقها لمقابلة أوباما فى لقاء سرى لتنسيق خطوات الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية قبل الاعلان عن النتيجة النهائية فى مؤتمر الحزب.

تصف كلينتون مشاعرها فى تلك اللحظة بمشاعر فتاة مراهقة فى طريقها لمقابلة حبيبها فى أول موعد غرامى يجمعهما، فى تلك الأثناء كانت كلينتون مستعدة لمساعدة أوباما فى حملته الانتخابية لكنها فى نفس الوقت لم تكن تستطيع أن تنسى قسوة المعركة التى خاضتها معه وتعرضت فيها للكثير من المضايقات مثل اتهام زوجها الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون بالعنصرية، وهو الاتهام الذى تصفه كلينتون بغير المعقول، أو لحظات التحيز الجنسى التى نشأت فى خضم المعركة.

تضمن هذا اللقاء التطرق للكثير من القضايا والموضوعات من ضمنها رغبة أوباما فى الاستعانة بكلينتون كوزيرة لخارجيته، ولكن كلينتون التى شعرت بالارتباك رفضت العرض، وكرر أوباما عرضه بعد ذلك أكثر من مرة وأعادت كلينتون رفضها إلى أن أدركت أن أوباما لن يتوقف عن عرض المنصب حتى توافق.

2

مصر والحرس القديم

(إنهم يجلسون على برميل بارود، وإذا لم يتغيروا، سوف ينفجر)

بهذه العبارة افتتحت هيلارى كلينتون الفصل الخامس عشر من كتابها الذى حمل عنوان (الربيع العربى: الثورة) ، فى بداية حديثها عن الربيع العربى، أشارت إلى أنه فى الأسبوع الأول من شهر يناير 2011، كانت تستعد للقيام بجولة فى الشرق الأوسط، وكانت تستعد هذه المرة لكى تكون أكثر وضوحا وتتخطى الاجندة المعتادة لمثل هذه الجولات التى تتضمن اجتماعات رسمية وتملقات فى الغرف المغلقة حول الحاجة لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية فى العالم العربى.

وتصف هيلارى كلينتون محاولات إحداث تغيير فى العالم العربى فى ذلك الوقت بأنها كانت أشبه بضرب رأسك فى الحائط، ورغم ذلك طلبت من مساعديها كتابة خطاب مختلف تقول من خلاله شيئا يستطيع أن يؤثر بشكل حقيقى، خاصة أنها ستلتقى مع الكثير من القادة العرب والمسئولين فى مؤتمر الدوحة الذى يأتى ضمن محطات رحلتها فى الشرق الأوسط والتى تضمنت أيضا زيارة اليمن، عمان والإمارات.

فى هذا الاطار تؤكد هيلارى أنها ليست أول وزيرة خارجية أمريكية تسعى للضغط من أجل إجراء إصلاحات فى العالم العربى، ففى عام 2005 قدمت كونداليزا رايس فى أول عام لها كوزيرة للخارجية الأمريكية خطاباً فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث تحدثت عن ضرورة إجراء انتخابات ديمقراطية وصرحت قائلة (إن الولايات المتحدة على مدار ستين عاما كانت تدعم الاستقرار على حساب الديمقراطية، وفى النهاية لم يتحقق أى منهما).

تذكر هيلارى كلينتون هذا الخطاب فى مذكراتها، لكنها لا تذكر ما كتبه الصحفى الأمريكى ديفيد إى سناجر فى كتابه الشهير (الحقيقة والإخفاء) عن أن هذا الخطاب كان سببا فى إثارة غضب النظام المصرى فلم يقم مبارك بزيارة واشنطن طوال الفترة المتبقية لجورج بوش فى البيت الأبيض، ومن جانبه لم يقم الأخير بفتح الموضوع مرة أخرى.

كما تشير هيلارى كلينتون إلى خطاب أوباما الشهير فى جامعة القاهرة باعتباره محاولة أخرى من الإدارات الأمريكية من أجل حث نظام مبارك على إجراء إصلاحات.

وتضيف كلينتون أنه رغم كل المحاولات سواء تلك التى تمت فى العلن أو فى الاجتماعات المغلقة إلا أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى الشرق الأوسط ظلت كما هى راكدة ولا تتغير.

وتضيف وزيرة الخارجية الأمريكية أن الانتخابات البرلمانية التى شهدتها مصر فى 2010 -حيث تم اقصاء المعارضة- تمثل القمة الدرامية لحياة سياسية قائمة على القمع وفساد على المستويات كافة.

وتضيف فى مذكراتها أن كل المؤشرات كانت تؤكد أن المنطقة على وشك الانهيار بما فى ذلك دراسة تعود لعام 2002 أعدها باحثون من الشرق الأوسط بالتعاون مع برنامج التنمية فى الأمم المتحدة، التى أشارت إلى أن الوضع فى المنطقة فى حالة اضطراب، ولكن رغم المشاكل التى يعم بها العالم العربى إلا أن قادة المنطقة لم يبدوا أى استعداد للتغيير من أسلوب إداراتهم.

تعترف كلينتون بأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فى ظل الواقع اليومى، كانت تمنح الأولوية للاستراتيجيات الطارئة والاحتياجات الأمنية مثل مكافحة الإرهاب ودعم إسرائيل، التصدى للطموحات النووية لإيران، وفى المقابل تغض البصر عن ضرورة إجراء إصلاحات سياسة واقتصادية.

تضيف كلينتون أن هذا لا يعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن مهتمة بإجراء إصلاحات فى العالم العربى، بل على العكس كانت تدفع لمثل هذه الإصلاحات لكنها فى النهاية كانت غير مستعدة للتوقف عن التعاون الأمنى مع هذه الدول من أجل إجراء مثل هذه التغييرات، ولهذا لم تفكر أمريكا بشكل جدى فى قطع علاقتها العسكرية مع هذه الدول.

شكل هذا الوضع معضلة لأجيال من صناع القرار السياسى فى الولايات المتحدة الأمريكية، فمن السهل أن تلقى الخطب وتؤلف كتباً تدافع فيها عن القيم الديمقراطية، حتى لو كانت هذه القيم تتعارض مع مصالحك الأمنية، لكن عندما تتعارض هذه القيم على الأرض الواقع مع مصالحك، فإن الاختيار بينهما يكون أكثر صعوبة، وتضيف كلينتون أنها تحدثت مع الكثير من القادة العرب على مدار السنوات بشأن إجراء تغييرات، وتضيف أنها تعتقد أن أغلب القادة العرب كانوا يؤمنون بالفعل أن التغيير قادم لكنه سيكون ببطء وليس فوريا.

وتشير كلينتون إلى تعاونها فى عام 2009 و2010 مع الرئيس المصرى الأسبق مبارك والعاهل الأردنى الملك عبدالله من أجل دفع مباحثات السلام التى انهارت فى النهاية بعد ثلاث جولات من المفاوضات الموضوعية، وتضيف أنها كانت تؤكد دائما لكلا الطرفين أن الوضع الراهن غير مستدام ولهذا من المهم اتخاذ الخيارات اللازمة من أجل دفع عملية السلام.

رأت هيلارى كلينتون أن وضع الدول العربى لا يختلف كثيرا عن مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، فالقادة العرب عليهم أن يدركوا أنهم يخاطرون بفقدان السيطرة على شعوبهم الغاضبة وبالتالى يفتحون الباب لحالة من عدم الاستقرار، الصراع، الارهاب.

فى أثناء استعدادها للقيام بجولتها فى الشرق الأوسط فى بداية 2011 كانت الثورة قد تصاعدت فى الشارع التونسى، وعلى ناحية أخرى سقطت حكومة سعد الحريرى فى لبنان، تتابع: الأحداث فى العالم العربى جعلها أكثر إصراراً على حث القادة العرب على إجراء إصلاحات خلال هذه الجولة.

تصف هيلارى جولتها بالتفصيل حيث انتقلت من الإمارات التى تعد نموذجاً للدولة الحديثة إلى اليمن الدولة التى تعانى الكثير من المشاكل إلى عمان التى نجحت فى تحقيق التوازن بين التطور وبين الحفاظ على تقاليد وثقافة البلد، وفى نهاية الجولة بقطر حيث شاركت فى المؤتمر الذى يضم المسئولين العرب تحدثت عن ضرورة إدراك التغييرات التى يشهدها الواقع العربى وضرورة القيام بإصلاحات، وتعترف هيلارى بأنه على الرغم من التطورات السريعة للأحداث وهروب زين العابدين من تونس، وعلى الرغم من أنها كانت تتحدث عن أهمية التغيير، إلا أن أحداً لم يكن من الممكن أن يتوقع ما حدث بعد ذلك.

انتقلت الثورة العربية إلى الشارع المصرى وتدفقت عشرات الآلاف إلى ميدان التحرير، وترى كلينتون أن مبارك حكم مصر كفرعون يحكم بقبضته على كل السلطة تقريبا على مدار ثلاثة عقود، وتضيف أنها على مدار السنوات التى عرفت فيها مبارك كانت تقدر دعمه الدائم لاتفاقية كامب ديفيد، وتؤكد أنه حاول أكثر من أى قائد عربى إقناع ياسر عرفات بقبول اتفاقية السلام التى أدار مفاوضتها زوجها بيل كلينتون فى 2000.

وتشير كلينتون إلى أن مبارك كان شريكاً للولايات المتحدة فى الكثير من القضايا الاستراتيجية الهامة، إلا أنه من المؤسف أنه بعد السنوات الطويلة التى قضاها فى السلطة كان لايزال يرفض منح الشعب المصرى حريته وحقوقه الانسانية، كما أنه كان يدير بشكل سيئ اقتصاد البلاد. وتعبر كلينتون عن دهشتها من أن مصر التى كانت تحمل لقب سلة الخبز فى العالم القديم أصبحت تكافح من أجل إطعام شعبها وأصبحت المستورد رقم واحد للقمح فى العالم.

وتكشف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أن وفاة حفيد مبارك فى 2009 أرهقت أعصاب الرئيس الطاعن فى السن، وتتذكر وزيرة الخارجية الأمريكية أنها عندما اتصلت بسوزان مبارك من أجل تقديم تعازيها، أخبرتها زوجة الرئيس الأسبق أن حفيدها الراحل كان الصديق المقرب لزوجها.

تعترف كلينتون بأن الثورة المصرية كانت تمثل موقفاً شديد الدقة للإدارة الأمريكية. من ناحية يعد مبارك حليفاً استراتيجياً لأمريكا على مدار عدة عقود، وعلى ناحية أخرى كانت هتافات الثوار فى ميدان التحرير حيث رفعوا شعار (عيش، حرية، كرامة انسانية) تتفق مع القيم الأمريكية، وتؤكد أنها فى البداية كانت حريصة على تقديم تصريحات صحفية موزونة تعكس المصالح والقيم الأمريكية وفى نفس الوقت تعبر عن غموض الوضع، أو كما كتبت هيلارى كانت حريصة على تجنب وضع مزيد من الزيت على النار.

تتحدث وزيرة الخارجية الأمريكية عن اجتماع لفريق الأمن القومى فى البيت الأبيض يوم 28 يناير، وتضيف أن الرئيس الأمريكى أوباما طلب تقديم توصيات بشأن التعامل مع الوضع فى مصر. كان هذا الاجتماع تجسيداً للأزمة التى عايشها صناع القرار الأمريكان، حيث طفت على السطح أسئلة من نوعية: كيف يمكن تحقيق التوازن بين المصالح الاستراتيجية فى مقابل جوهر القيم الأمريكية؟ هل من الممكن أن ينجح الأمريكان فى التأثير على السياسات الداخلية لدولة أخرى والتأسيس لنظام ديمقراطي؟ ماذا يعنى أن تقف مع الجانب الصحيح للتاريخ؟

كل هذه الأسئلة وغيرها ظلت محل نقاش فى أروقة البيت الأبيض على مدار الربيع العربى.

كتبت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أنها كانت تشعر بالقلق من تخلى الولايات المتحدة عن شريكها القديم، وترك حلفائها فى المنطقة لمستقبل خطير وغير مضمون. وتقول كلينتون إن هناك أسباباً عديدة دفعت الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على علاقات وثيقة مع حسنى مبارك، ومنها الحاجة لعزل إيران، الحفاظ على الطريق التجارى لقناة السويس مفتوحاً، وحماية أمن إسرائيل ومكافحة الإرهاب فى المنطقة حيث كان تنظيم القاعدة يخطط لشن هجمات جديدة.

وتضيف أنها نصحت بضرورة الحذر فى التعامل مع تطورات الأوضاع فى مصر لأنها كانت تدرك مخاطر الموقف، وتشير إلى أنها كانت لا تعلم حجم التأثير الذى يمكن أن تتمتع به أمريكا على أرض الواقع فى مصر، وأضافت أنه على العكس من اعتقاد الكثيرين فإن أمريكا لا تملك هذا النفوذ الكبير فى الشرق الأوسط ولم تكن أبدا هذا اللاعب الرئيس الذى يمسك فى يده كل خيوط العرائس ليحركها كما يشاء.

تعترف كلينتون بأنها كانت على خلاف مع العديد من أعضاء إدارة باراك أوباما بشأن التعامل مع ثورات الربيع العربى. كتبت كلينتون أن بعضاً من مساعدى الرئيس أوباما فى البيت الأبيض قد غرق فى مثالية ودراما اللحظة. ولكن هيلارى من جانبها حذرت من أنه إذا سقط الرئيس المصرى آنذاك حسنى مبارك، فإن الأوضاع قد تستغرق 25 عاما كى تهدأ، وأن هذه الفترة ستكون قاسية على الشعب المصرى، وعلى المنطقة، وعلى الأمريكان.

كما أكدت فى كتابها أنها اعترضت على طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكى أوباما مع الربيع العربى. وأضافت أنها كانت تفضل أن يشرف مبارك على عملية انتقال منظم للسلطة فى مصر، ولكن فى المقابل طلب أوباما من الرئيس المصرى الأسبق التنحى على الفور.

وكتبت كلينتون أن الإدارة الأمريكية شهدت انقساماً خلال الأيام المحمومة من الاحتجاجات العربية فى عام 2011، واعتبرت نفسها ضمن الحرس القديم فى الإدارة الأمريكية ومعها جون بايدن نائب الرئيس، توم دونيلون مستشار الأمن القومى، وروبرت جيتس وهم المسئولون الذين يتسمون بالواقعية ويتعاملون بحذر مع تطورات الأوضاع، على العكس من جيل الشباب من مساعدى البيت الأبيض.