بعد انتخاب رؤساء مصر وسوريا وأوكرانيا.. البحث عن الديمقراطية وسط صراع "أمريكي روسي"



ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية في منافسة شديدة وصلت لحد الصراع والحرب الباردة مع الدب الروسي، وساحة الحرب بينهما كانت تختلف من وقت لأخر حسب تطورات الوضع السياسي فى العالم.

فى الستينات والسبعينات كانت الحرب دائرة فى الشرق الأوسط، وبانتصار مصر فى معركة 1973 ضد إسرائيل، انتصر الاتحاد السوفيتي، وبعد إتمام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، انتصرت الولايات المتحدة الأمريكية، وفى التسعينيات تفكك الاتحاد السوفيتي وأصبحت أمريكا وحدها هى القوة العظمى فى العالم.

نحن الآن فى عام 2014، ومازال الصراع دائرا وظهر هذا جليا فى تصريحات كلا من أوباما وبوتين المتضادة دائما بخصوص كلا من الدول الثلاث مصر – سوريا – أوكرانيا .

مصر بعد 25 يناير أصبحت مرتعا لكل أجهزة المخابرات العالمية خاصة الدول العظمى ومنها الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وكلا منهم يبحث عن مصلحة بلاده فى ساحة بعيدة عن بلادهم، وأمريكا اعتقدت تحقيق أهدافها بوصول حكم الإخوان المتمثل فى المعزول محمد مرسي إلى رأس السلطة في مصر، لكنه كان عاما واحدا حتى ثار الشعب المصري ضده، ووقفت روسيا إلى جانب إرادة الشعب المصرى بينما كانت تصريحات البيت الأبيض مناهضة لذلك، وقامت بقطع المعونة ثم إعادة جزء منها، بينما سار الشعب المصرى فى تنفيذ خارطة الطريق التى وضعها لنفسه، وحتى وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي لكرسي الرئاسة.

أما سوريا فقد عانت كثيرا من الصراع الداخلي خلال الثلاث سنوات الماضية من ناحية الجيش النظامي ومن ناحية أخرى الجيش الحر وقوات داعش وتنظيم القاعدة، وعلى الرغم من تهديدات أوباما بضرب سوريا إلا أن روسيا والصين وقفوا الى جانب النظام السوري واستخدموا حق الفيتو لمنع ضرب سوريا أو الاقتراب منها، وحتى عند استخدام النظام السورى للحرب الكيمائية ضد مناهضيه، لم تستطع أمريكا استخدام ذلك لصالحها وإنما تم الاكتفاء بالشجب والاستنكار، واستطاع النظام السورى عمل دستور جديد وإقامة انتخابات رئاسية فاز بها بشار الاسد بنسبة 88% وبنسبة مشاركة 42%.

أما بعد تصويت البرلمان الأوكراني بعزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من منصبه فى 21 فبراير 2014، وتصويت برلمان جزيرة القرم بالانفصال عن أوكرانيا وقبول طلبها بالانضمام لروسيا ظهرت حرب التصريحات الواضحة والصريحة بين روسيا وأمريكا ووصلت لحد التهديد العسكري من ناحية أمريكا ضد روسيا، فيما قام الاتحاد الآوروبى بتوقيع عقوبات اقتصادية ضد روسيا، وأقيمت الانتخابات الأوكرانية فى 25 مايو 2014 ، وفاز بها رجل الأعمال بيترو بوروشينكو بنسبة 55% وهو الرجل المعروف بميله للغرب.

وقال الدكتور عمرو هاشم رييع، الباحث السياسي، إن موازين القوى فى العالم مازالت مختلة بالطبع لصالح امريكا منذ تفتت الإتحاد السوفيتى، لكن هناك إستنهاض لقوة الروس فى المحيط الاقليمى والمحيط الإستراتيجى، مثلا فيما يتعلق بالمياه الدافئة ودول المصالح المشتركة وهم مستعدون لدفع أى ثمن مقابل ذلك، مشيرا إلى أن أمريكا وروسيا فى النهاية أصحاب مصالح.

وأشار محمد سالمان عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية وأستاذ العلوم السياسية، إلى أن هذه الدول ليس لها تأثير فعلى على حركة الآحداث العالمية، ونتمنى أن تكون مصر فى وقت قصير قادرة على لعب هذا الدور، لكن هناك خريطة تحالفات جديدة، قائلا: المستقبل قد يشهد تقارب سريع ومؤثر بين مصر وروسيا أكثر مما حدث بين مصر وأمريكا، وروسيا تجعل مصر أكثر ثقلا لكن سوريا ليس لديها هذا الخيار لأن علاقاتها سيئة مع الغرب وخاصة أمريكا، وسوريا قادرة على استقطاب روسيا ومحتفظة بها كحليف لكن مصر قادرة على إستخدام حس المناورة ويمكنها خلق حرب باردة جديدة فيما يتعلق بمصالحها بين أمريكا وروسيا ويمكنها اللعب على الحبلين، وأوكرانيا قريبة نسبيا من الموقف فى مصر لكن مصر أهم إسترتيجيا , ولأوكرانيا أيضا المقدرة على المناورة.

وقال السفير إيهاب وهبة، مستشار الأمن القومي لرئاسة الجمهورية سابقا، إنه لا يمكن للدول الآن التصرف كما يحلو لها كما أن لكل دولة مصالحها والمصالح تختلف من دولة لآخرى، مشيرا إلى أن أمريكا وروسيا يعملون علي تنمية مصالحهم ولا يمكن فرض رأي موحد لكل الدول تجاه قضية معينة، والمجتمع الدولى المتمثل فى مجلس الآمن والآمم المتحدة يسعى إلى أن تتفق الدول العظمى فيما يخص سوريا، أما بسبب أوكرانيا فقد تم فرض عقوبات على روسيا وهى تعانى من هذه العقوبات، أما بخصوص مصر فلا يمكن أن نقول أنها ساحة للحرب الباردة لكن يجب على مصر أن تحرص على علاقات جيدة بجميع الآطراف، فعليها ان تفتح علاقات مع روسيا والصين وأمريكا وليس هناك إختلاف بين هذه الدول على حرية مصر وعلىنا حماية ذلك، أما تأثير مصر الحقيقي فى الصراع الآمريكى الروسي كان فى عهد السادات.