مصادر: قطر تسعي إلي كسب ثقة القيادة المصرية الجديدة بلعب ورقة الوساطة بين "النظام والإخوان"

أخبار مصر


بدأت قطر في انتهاج سياسة جديدة تجاه مصر بإرسال أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برقية تهنئة للرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي وسبق ذلك وصول السفير القطري إلى مقر سفارته في العاصمة المصرية ومعه وفد مهم وتعليمات من الأمير بــترطيب الأجواء وتمهيد الطريق لمراجعة مهمة لعلاقات مصــر وقطر.


وتأتي رسالة أمير قطر ضمن البروتوكول السياسي المعتاد، لكن مصادر في الدوحــة تؤكد أن الأيام المقبلة ستشهد اتصالات عــلى مستوى أعلى بين مصر وقطر، وأن السفــير سيف بن مقدم البوعينين تلقى أوامر عاجــلة من الخارجية القطرية بالتوجه إلى القاهرة لحضور احتفالات تنصــيب الرئــيس الســيسي وأن يبدأ في بناء ما تهدم خلال فــترة ما بعد إزاحة الإخوان من الحكم.

وتشير مصادر “العرب اللندنية” إلى أن القطريين يأملون في كسب ثقة القيادة المصرية الجديدة بلعب ورقة الوساطة بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين والذين تحتفظ قطر وتأوي معظم قياداتهم الــهاربة مــن مصر بعد سقوط نظام الإخوان في يوليو الماضــي.

وتسعى قطر إلى فك عزلتها الخليجية عبر الملف المصري رغم أن تحالفها مع تركيا واقترابها من إيران لم يثمرا تقدما يذكر في موقفها السياسي في المنطقة بل تواجه صدّا عربيا جعلها تسعى إلى إبراز نفوذها السياسي ولكن بطريقة جاءت بردود عكسية على سمعتها.

وقال مراقبون إنه رغم مساهمة الدوحة ووساطتها في إطلاق سراح الجندي الأميركي المحتجز لدى طالبان إلا أن تلك الوساطة بينت قربها من تنظيمات متشددة في أفغانستان وغيرها كما تبين ذلك في صفقة إطلاق الراهبات في سوريا.

وتراهن قطر على أن النظام الجديد في مصر سيرحب بوساطتها مع الإخوان و”سيسيل لعابه” للمساعدات القطرية التي ستقدم مقابل تخفيف عقوباته ضد قادة الإخوان ومنهم المرشد العام والرئيس السابق وغيرهما.

كما أن الدوحة حسب ذات المصادر، تراقب عدم وجود ردة فعل ضدها من الرئيس السيسي الذي كانت لهجته خفيفة العداء تجاهها خلال حواراته التلفزيونية منذ الثلاثين من يونيو بل راغبة في عودة قطر إلى رشدها.

وكان أحمد مرسي، الباحث في معهد كارنجي للسلام الدولي قد قال في تصريحات سابقة إن السيسي “لن يدخل في مسار تصادمي مع تركيا أو قطر، لكن في الوقت نفسه فإن العلاقات بين مصر وتركيا، وبينها وبين قطر لن تتحسن في وقت قريب”.

أما الباحثة الأميركية، مارينا أوتاوي، فقد ذهبت إلى نفس النتيجة، حيث اعتبرت أن “مصر ستدخل مرحلة حياد مع كل من قطر وتركيا في المستقبل القريب، فيما ستعتمد في الفترة المقبلة على تمويل كل من السعودية والإمارات”.

من جهة ثانية، قال المراقبون إن الدوحة حريصة على عودة العلاقة مع مصر لأن ذلك يعتبر بوابة ضرورية لنزع فتيل الأزمة مع جيرانها الخليجيين الذين ألزموها في اتفاق الرياض الأخير بوقف حملتها التحريضية على مصر سواء من بوابة قناة الجزيرة أو عبر إيواء قيادات إخوانية فارة وفسح المجال أمامها للتآمر على أمن مصر.

وحذّر المراقبون من التفاؤل المبالغ فيه في تقدير السعي القطري إلى إعادة العلاقة مع مصر، لافتين إلى أن الدوحة سبق أن تعهدت في أكثر من مرة بوقف التحريض ضد مصر ومنع اتخاذ وسائل إعلامها فضاء لتحقيق ذلك، لكن تلك الوعود بقيت في الرفوف خاصة في ظل صراع أجنحة داخل الأسرة الحاكمة في قطر.