صحيفة لبنانية: إسرائيل تمنع حصول معارضة سوريا على صواريخ مضادة للطائرات

العدو الصهيوني



نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن مسئول بالمعارضة السورية قوله إن الإسرائيليين يخشون من تمدد جبهة «النصرة» والجماعات «الجهادية» فى المنطقة القريبة من الجولان السورى المحتل، ويمنعون وصول أسلحة نوعية، كالصواريخ المضادة للطائرات للمنطقة.

وقال المسؤول السورى المعارض إنه من دون وجود «النصرة» فى المنطقة، كان من الممكن للمعارضة الحصول على أسلحة أفضل.. مشيرا إلى أن أى سلاح يسلك نحو الجبهة الجنوبية فى الحرب السورية لا يمنح للمعارضة والمجموعات المقاتلة إلا بموافقة إسرائيلية ، بأى حال، ومهما كانت طبيعته.

ونقل تقرير للصحيفة من باريس عن أعضاء فى وفد «الائتلاف الوطنى السورى»، ممن شاركوا فى لقاء عقد مؤخرا مع الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، إن الفرنسيين وعدوا بمنحهم مع الأمريكيين أسلحة مضادة للطائرات، لكن مسؤولا أمنيا فرنسيا قال إنه من المستحيل أن تسلّم باريس أى سلاح نوعى للمعارضة المسلحة السورية فى الوقت الراهن، ذلك أن الجماعات، التى يمكن وصفها بالمعتدلة، من وجهة نظر فرنسا، ليست قادرة على حماية الأسلحة النوعية من أن تقع فى أيدى الجماعات «الجهادية»، كما أن الفرنسيين لا يثقون بأى من الفصائل المقاتلة على الأرض.

وأوضح مصدر ديبلوماسى غربي، يتابع الاتصالات مع المعارضة المسلحة فى اسطنبول بتركيا، أن شرط إرسال أى أسلحة نوعية جديدة، هو أن تقوم الجماعات التى وقعت على «ميثاق الشرف الثوري»، بضغط سعودى وقطرى وأمريكى وأوروبي، بتحجيم «جبهة النصرة»، وضربها باعتبارها الجهة التى تستقبل، مع تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» (داعش)، الآلاف من الأوروبيين، الذين سيشكلون تهديدا للعواصم الغربية، فى حال عودتهم أحياء إلى بلدان الأصل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجبهة الجنوبية كانت ، أولى الجبهات التى تعرضت لاختبار الهجوم على «جبهة النصرة» ومحاولة عزلها فى حوران، وظهر بوضوح عجز الجماعات عن تحقيق أى انتصار من دون مقاتلى «النصرة» أو وقف تقدم الجيش السورى النظامى فى درعا.

وقال مصدر معارض، مقرب من غرفة العمليات التى تدير المعارك بالمنطقة ، إن أى سلاح نوعى لم يعبر الحدود السورية الجنوبية فى الأيام الأخيرة، رغم الإعلان عن وصول صواريخ مضادة للطائرات إلى المنطقة.

وأشار المسئول السورى المعارض إلى أن التغييرات الوحيدة التى طرأت على الجبهة الجنوبية هى وصول دفعات جديدة من المقاتلين الذين دُرّبوا فى دولة خليجية على استخدام أفضل للصواريخ المضادة للدبابات، وأن دفعة من 100 مقاتل قد عبرت الحدود مؤخرا، أرسلت إلى منطقة بصرى الشام، فيما وصل عدد مماثل، ينتظر إرساله إلى جبهة نوى .. حسبما نقلته الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة السورية تتجه إلى اختبار تهدئة بعض الجبهات، وسحب المقاتلين من جيوب محاصرة، أو يصعب إمدادها، بعد انقضاء الانتخابات الرئاسية، للتفرغ لحشد قواتها فى مناطق يمكن الدفاع عنها، خصوصا إزاء تصاعد تهديد عودة مقاتلى «داعش»، إلى الريف الحلبي، واحتمال خسارة دير الزور (شمال شرق سوريا) نهائيا، واقتراب معركة الشحيل، معقل «جبهة النصرة»، وعجز «مجلس شورى المجاهدين» فى المنطقة الشرقية، عن وقف تقدم مقاتلى زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، رغم تكاتف مقاتلى «الجبهة الإسلامية»، و«جيش المجاهدين» و«جبهة الأصالة والتنمية»، و«جبهة النصرة»، فى المعركة.

وقال المصدر إن هناك رغبة كبيرة لدى الفصائل «الجهادية» بالتركيز على حلب.. وتحاول المعارضة على الأرجح، استباق نتائج معركة حلب ، التى يتجه فيها الجيش السورى إلى إطباق فكى الكماشة، على الأحياء الشرقية فى المدينة.

على صعيد متصل .. كشفت الصحيفة أنه جرى فى بيروت، محاولة أمريكية لاختبار الاتصال بالمعارضة الداخلية السورية، بعيدا عن واشنطن، وعن وحدانية التمثيل المفروض على المعارضة السورية عبر الائتلاف الوطنى .

وأوضحت أنه خلال يومين جرت لقاءات، حضرها السفراء السابقون الأميركيون ريتشارد مورفي، ونانسى سوزنبرغ، وفرانك وينزر، وممثلون عن المجتمع المدنى السوري، وشخصيات من المعارضة السورية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تخلف عن حضور اللقاء، رغم حضورهم إلى بيروت، كل من المنسق العام لـ«هيئة التنسيق» حسن عبد العظيم، ونائبه رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطى الكردي» صالح مسلم محمد.

وكان عضوا «التنسيق» قد اعتبرا أن اللقاء سيجرى حصريا مع السفراء الأميركيين السابقين، وليس لقاء جامعا يضم إليه ممثلين عن النظام، فيما اعتبرت الجهات التى تولت تنظيم اللقاء أنها كانت قد أبلغت مسبقا عبد العظيم بمضمون اللقاء وإطاره، وانه ليس لقاء حصريا مع السفراء الأميركيين السابقين.

وتعود فكرة تنظيم اللقاء فى بيروت إلى «المنتدى السورى - الأمريكي»، لوضع السفراء الذين حضروا، بموافقة وزارة الخارجية الأميركية وعلمها، فى مواجهة شخصيات سورية تعمل على الأرض وتملك معرفة مباشرة بما يجري، وعدم الاكتفاء بـ«الائتلاف» كمصدر للمعلومات والمواقف.