هل تدرك المرأة صعوبات ايجاد شريك حياتها بعد سن الـ30؟

الفجر الطبي



الرغم من أن سن الزواج يتغير ويرتفع معدل العمر الذي تقرر فيه المرأة الزواج فانه مازال من الصعب ايجاد شريك الحياة المناسب بعد تجاوز المرأة سن الثلاثين. هناك جملة من الأسباب التي تقف وراء ذلك وعلى رأسها الاعتقاد السائد بأن المرأة تكبر وتظهر عليها علامات الكبر قبل الرجل وكذلك الاعتقاد السائد في مختلف مجتمعات العالم هو أن الرجل يحب أن يتزوج من امرأة تصغره بكثير لكي تتحقق معادلة التكافؤ في الكبر.

الأوهام: مجلة /مينيا فيدا/ البرازيلية المختصة بالشؤون الاجتماعية نشرت دراسة عن الصعوبات التي تواجهها المرأة في ايجاد شريك حياتها المناسب بعد تجاوزها سن الثلاثين ووصفت بعض أحلام المرأة في تحقيق ذلك بأها تتحول الى أوهام. وأضافت الدراسة التي كتبتها الأخصائية الاجتماعية البرازيلية بريندا دي أوليفيرا /31 عاما/ بأن تصورات المرأة لشريك الحياة المناسب تتحول الى أوهام لسببين، الأول هو قلة الرجال الذين يقبلون شروط المرأة الثلاثينية للزواج والثاني هو ازدياد طبيعة طلبات وشروط المرأة الناضجة.

وأضافت /بريندا/ بأن الأوهام تتحول الى شروط ومتطلبات معقدة ليس بالنسبة للمرأة الثلاثينية فقط بل بالنسبة للرجل أيضا. فالمرأة التي تتجاوز الثلاثين يصبح عندها العديد من الشروط حول شريك الحياة لاتوجد عادة عند الفتاة الأصغر سنا التي تحلم فقط بركوبها الحصان الأبيض وفستان الزفاف والزواج من ذلك الفارس الذي رسمته في خيالها في فترة المراهقة. لكن ذلك يتغير عند المرأة الثلاثينية التي تصبح أكثر واقعية مدركة بأن الزواج ليس فقط تلك الأوهام التي تدور حول الحصان الأبيض والأمير الذي رسمت صورته في مخيلتها.

الرجال الناضجون أيضا تزيد شروطهم المتعلقة باختيار شريكة الحياة المثالية. وأوضحت /بريندا/ بأن الرجل لايملك عادة تلك الأوهام التي توجد في رأس المرأة لأنه يعرف مايريد والعثور على المرأة التي يريدها له أسهل بكثير من امكانيات المرأة التي تجاوزت الثلاثين في العثور على الرجل الذي تريد الزواج منه.

الحياة المعاصرة غيرت الاعتقادات: أكدت /بريندا/ بأن الحياة المعاصرة قد غيرت الكثير من المفاهيم حول العلاقات الزوجية والزواج بحيث أنه برزت ماوصفته ب شيفرات جديدة يجب تعلما لفتح باب الزواج، وبخاصة الزواج بعد بلوغ سن الثلاثين. وأضافت بأن بعض هذه الشيفرات أصبحت معقدة نظرا لتغير دور المرأة في المجتمع وتحوله الى دور ينافس دور الرجل في المجتمع. لكن /بريندا/ استدركت لتقول بأن الجميع يعلم بأن هناك عناصر مازال التعامل معها صعبا بالنسبة لدور المرأة المعاصرة، ويأتي على رأسها، كما يعلم الجميع، قدرتها على التوفيق بين حياتها المهنية وحياتها العائلية.

وقالت ان المرأة مازالت تعتبر في المجتمع المسؤولة عن تربية الأولاد وتنظيم الأمور المنزلية نظرا لعدم قدرة الرجل على تنفيذ دوره المنزلي مائة بالمائة. فهو لايحب الطبخ ولا تنظيف الصحون ولا الاعتناء بتربية الصغار عن قرب مثل المرأة.

بعض المصاعب: أوضحت /بريندا/ بأن الصعوبة الكبرى تكمن في موضوع الحمل والانجاب. فالمرأة التي تتجاوز الثلاثين من عمرها ستجد حتما صعوبة أكبر في الحمل وان كانت عاملة فهي قد لاتفكر في الانجاب. وقالت /بريندا/ ان غالبية الرجال يفكرون بأن يصبحوا آباء بعد سن الثلاثين ولذلك فهم يتطلعون للزواج من نساء صغيرات في السن لتحقيق ذلك عالمين بأن المرأة التي تتجاوز الثلاثين قد لاتحقق له هذا الحلم.

وأوضحت بأنه صحيح بأن سن الزواج بالنسبة للمرأة قد ارتفع الى مابعد سن الخامسة والعشرين في الكثير من المجتمعات، لكن توجد على أرض الواقع أمورا تعيق تأخير سن الزواج الى مابعد سن الثلاثين. وهذه حقيقة ربما لاتدركها المرأة، وبخاصة تلك التي تعطي أولوية للجانب المهني من حياتها. كما أشارت الباحثة الاجتماعية البرازيلية الى التغيرات في الأولويات عند المرأة والرجل على حد سواء في الحياة المعاصرة. وتعتبر هذه التغيرات في أحيان كثيرة صعوبات تتعقد كلما تقدمت المرأة في السن.

وقالت أيضا ان الصعوبة الأخرى تكمن في البحث عن الاستقرار المالي، ولذلك تنتظر المرأة كثيرا الى حين العثور على رجل مستقر ماليا لكي يتسنى لها الاهتمام بانوثتها بعيدا عن التفكير في الصعوبات المالية.