سعاد حسنى تكشف فى مذكراتها لغز مقتل عمر خورشيد‏

أخبار مصر



في أوراق سعاد حسني التي بلغت 350 صفحة والتى نشرتها روز اليوسف ان سعاد حسنى كتبت جزء خاص بالفنان عمر خورشيد واطلقت عليه (لأسطورة والحقيقة) وهذه المعلومات تؤكد عداوة صفوت الشريف لعمر خورشيد مما دفعه للتخلص منه

بين المغرب وتونس وباريس ولندن أمضت سعاد مع عمر خورشيد أسعد أيام عمرها هي تقول ذلك وتعترف أيضًا بأن علاقتهما جاءت نتيجة للحزن واليأس اللذين أصابهما بعد موت حليم صديق عمر خورشيد وزوج سعاد حسني العرفي والتي تؤكد في مذكراتها أنها لم تحب رجلا غير حليم

صفوت الشريف كان قد عاد بقوة للسياسة في مصر وأصبح عام 1981 رئيسًا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ثم صار اليد اليمني لنائب الرئيس مبارك .

ومثلما فعل حليم من قبل في محاولته لكف صفوت الشريف عن أذي سعاد حسني قام عمر خورشيد هو الآخر بمحاولة كف صفوت عنها.. فسعاد تذكر في أوراقها أن صفوت لم ينقطع عن مضايقتها أبدًا.. بل إنه استمر في ذلك بعد رحيل حليم.. ولما علم عمر خورشيد ذهب إلي صفوت في مكتبه بالتليفزيون وهدده بكلمات واضحة «سعاد تاني لأ.. فاهم يا صفوت».. وصفوت ذو الوجه الجامد ابتسم لعمر خورشيد دون أن ينطق حرفًا.

الطريف أن هذه لم تكن المرة الأولي التي ينفعل فيها عمر خورشيد علي صفوت الشريف.. لكن مرة سابقة حدثت عام 1976 في الليلة الثانية لحفل شم النسيم التي غني فيه حليم «قارئة الفنجان» التي حاول فيها صفوت أن يفسد الليلة فكان أن أرسل بلطجية وغوغاء للحفل ـ



ــ سعاد في مذكراتها القنبلة عن عمر خورشيد أنه شاب دارس للفلسفة وكذلك الموسيقي في المعهد اليوناني.. وكان بزغ نجمه في أوائل الستينيات عندما استعانت به السيدة أم كلثوم في موسيقي أغانيها تحديدًا التي كان يلحنها لها بليغ حمدي.. ثم تأكدت نجومية عمر بعد أدائه لدور مهم في فيلم «ابنتي العزيزة» إخراج حلمي رفلة وبطولة نجاة ورشدي أباظة وعمر خورشيد وموسيقي وألحان عمرخورشيد عام 1971.. وكانت سعاد حسني هي من رشحت «عمر» لمخرج الفيلم «حلمي رفلة».

مات حليم في 30 مارس 1977.. وكان عمر خورشيد في قمة مجده وشهرته.. وكانت تدور حوله الشائعات ولا تنتهي.. وبعد أن صار صفوت الشريف من مؤسسي الحزب الوطني ــ الديمقراطي طبعًا ــ جاءته فكرة والغريب أنه لم يخفها عن سعاد حسني حينما وجد ثغرة سوف يتمكن بها من النيل من عمر خورشيد.. وهو ما حدث فعلاً.. عندما قام عن طريق بعض فنانين وفنانات يعملون لحسابه رغم أن عمر خورشيد علي علاقة حب مع ابنة السادات.. نانا أو جيهان محمد أنور السادات.. ونانا هي قرة عين والدها وحبيبة قلبه آخر العنقود.. دلوعة الأبوين فتاة جميلة وظريفة ورقيقة ومتدينة ومشهود لها بالخلق والسلوك الحميد.. كان صفوت يعلم مدي خوف الوالدين عليها.

أطلق صفوت الشريف شائعة خبيثة تقول إن علاقة ما قد حدثت بين نانا وعمر.

وما صدق علي تلك الشائعة اصطحاب السادات لعمر معه إلي أمريكا لحظة توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والعدو الإسرائيلي.. وقام «عمر» بالعزف في البيت الأبيض أثناء العشاء الشهير الذي تلا توقيع اتفاقية السلام.

في ذات الوقت وبعد عقد اتفاقية السلام كان السادات وجيهان يواجهان انتقادات وشائعات مما سهل لصفوت أن يطلق شائعته الأخطر.. وانتشرت الحكاية ولسوء الحظ فقد ظلم فيها عمر خورشيد نظرًا لتشابه الأسماء بين جيهان الأم وجيهان الابنة.. نانا!



ــ تحكي سعاد عن موقف السادات وتسترسل أن صفوت كان في «أوائل أيام استلامه عمله كرئيس لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وبهدوء قاتل كالشائعة القاتلة عرض صفوت علي السادت الحكاية ومن ثم فقد طلب من السادات أن يترك الأمر له ــ أي لصفوت.. أي يمنحه حرية التصرف والفعل مع هذا الشاب الفاسد.. كان صفوت يسعي كما تقول سعاد للحصول علي رخصة «رئاسية» للتخلص من عمر خورشيد.. وقد فعل دون علم السادات أو بأمر منه.

السادات طلب من صفوت التصرف في حدود القانون ورفض لقاء عمر خورشيد الذي حاول أن يلقاه ليشرح الأمر له بعدما شعر بحجم المؤامرة وخطورة الانتقام، لكن صفوت لم يكتف بذلك بل أحكم الحبل جيدًا حول رقبة عمر خورشيد وراح يصنع شائعة خري تتعلق بزيارة عمر إلي تل أبيب في الوقت الذي كانت الدول العربية مشتعلة بعد توقيع الاتفاقية.

كانت شهرة عمر خورشيد تملأ سماء وأرض الوطن العربي.. فانصب العداء الذي طال سمعة السادات يطال عمر خورشيد.. وعلي الفور قامت دولة الكويت بإلغاء حفلات كان «عمر» يعد لها مع فرقته الموسيقية بداية عام 1979.. بل أصدرت الكويت قرارًا بمنع عمر خورشيد من دخول أراضيها استنادًا إلي القانون الملكي رقم 21 لسنة 1964 بشأن مقاطعة إسرائيل ومن يتعامل معها.. وهو القرار الذي حصلت شرطة سكوتلانديارد علي أصله بالفل عند التحقيقات في مقتل سعاد حسني.

بعد الكويت قامت دولة قطر هي الأخري بإصدار قرار شبيه بالقرار الكويتي بتاريخ 8 أبريل عام 1979 بمنع دخول عمر خورشيد من دخول قطر.. تلا ذلك قرارات منعه من عدة دول عربية أخري.



ــ قرر عمر خورشيد زيارة جهاز أمن الدولة في 9 أبريل عام 1979 خاصة بعد تلقيه بالفعل من دولة الكيان الصهيوني لدعوة مفتوحة لزيارة إسرائيل.. هذه الدعوة صدرت من مؤسسة تدعي الثقافة الأمريكية الإسرائيلية.

المثير والغريب والمفاجئ أن مباحث أمن الدولة التي فحصت الموضوع بتوصيات من وزير الداخلية وقتها النبوي إسماعيل وجدت أن هذه الدعوة قد طبعت في «شارع محمد علي» لدي محل زنكوغراف محدد كان صفوت قد طبعها فيه.

وفي المذكرات وفي نفس السياق معلومة مهمة كشفتها سعاد حسني عن الموسيقار محمد عبدالوهاب أنه علم بالمؤامرة فأخبر عمر كي يحتاط وأقنعه بضرورة طلب لقاء عاجل مع السادات.

بعد مقتل عمر خورشيد قام الموسيقار محمد عبدالوهاب المعروف بدبلوماسيته الشديدة بالخروج عن هذه الدبلوماسية.. فكان أن صرح لصحيفة «لوموند» الفرنسية: إن عمر خورشيد قد قتل بسبب مؤامرة سياسية.. وذكرت سعاد أن ذلك التصريح أغضب السادات الذي اعتقد أن عبدالوهاب يقصده.

كان صفوت قبل مقتل خورشيد قام بمراقبته ورصد تصرفاته علي مدار الأربعة وعشرين ساعة عن طريق فريق رصد خصصه لتلك المهمة وكان النبوي إسماعيل وزير الداخلية علي علم بكل ذلك.. بل كان يساعد صفوت للقيام بمهمته بشكل تقني.. وعلي أكملصورة.

كان عمر خورشيد قبل مقتله بأسابيع قد سافر إلي أستراليا لإحياء حفلات مصطحبًا زوجته اللبنانية «دينا» ومعه محرم فؤاد.. في استراليا تعرض عمر لمرض حمي البحر الأبيض المتوسط المعروفة.. وهو مرض يصاب به سكان البحر الأبيض بنسب نادرة ومن أعراضه ظهور لون أزرق علي الأظافر والشعور ببرد شديد وألم في الصدر والجنب والبطن وحمي والتهاب في المفاصل وضيق في التنفس لمدة من 12 إلي 24 ساعة وهو ما حدث بالفعل.. وفي المستشفي قرر عمر إجراء عملية البواسير خاصة أن طبيبه المعالج كان مصريا اسمه «فؤاد جبريل» وبعد شفائه ارتدي نظارة طبية لأن المرض أضعف بصره.

تحكي سعاد أن صفوت شعر بغياب خورشيد فأرسل وراءه شخصا يدعي «مكرم» وهو محسوب علي الحزب الوطني الديمقراطي.. وعرض مكرم علي عمر خورشيد أن يقود له سيارته دون مقابل.. وكان ينقل لصفوت أخبار عمر يوميا.. وترك عمر سيدني في أستراليا ووصل إلي ترانزيت في بانكوك.. وهناك اشتري هدية لسعاد ظلت محتفظة بها حتي النهاية.

في القاهرة كان خورشيد يخطط لإحياء الحفل السنوي لذكري افتتاح قناة السويس في 5 يونيو 1980 وكان مصرًا علي لقاء الرئيس السادات فطلبته الفنانة «مديحة كامل» وألحت عليه قبول دعوة رجل الأعمال «عادل الصيرفي» وزوجته السيدة «نوال الصيرفي» بالزمالك لحفل خاص علي شرفه حضره نجوم كبار مثل «ليلي فوزي» و«جلال معوض» و«أحمد فؤاد حسن» وزوجته السيدة «سهام» ومديحة وعدد آخر من الفنانين.

عقب خروج خورشيد من الرولاند هو وزوجته «دينا» فوجئ بثلاثة أشخاص يركبون عربة «بويك فان» كبيرة خضراء اللون نزعت منها اللوحات المعدنية يسبونه وزوجته بأفظع الألفاظ ثم ضبطوا عربة عمر الجديدة وتقدموا أمامه وكأنهم يستفزونه فطاردهم بطول شارع الهرم علي سرعة قيل إنها بلغت 130 كيلو مترا في الساعة حتي وصلت سيارته لنهاية شارع الهرم أمام مطعم «خريستو» فكسرت عليه السيارة الخضراء فاختلت عجلة القيادة في يديه فاصطدم بالجزيرة المتوسطة بعنف وطار جسده خارجًا من الزجاج الأمامي الذي تسبب في جروح ذبحية ثلاثية بالرقبة والصدر واصطدم جسده بعدها بعامود الإنارة فحدث به عدد من الكسور كما جاء بتقرير الطبيب الشرعي ومات عمر في مستشفي المواساة بينما نقلت زوجته «دينا» لمستشفي الأنجلو.

العجيب أن ضباط قسم الهرم الذي يبعد خطوات عن موقع الحادثة هرعوا للمكان وكانت العربة الفان الخضراء لا تزال بالمكان حيث ترجل منها الثلاثة وتأكدوا من موت خورشيد وعادوا ليركبوا العربة وينطلقوا بها إلي مكان اختفائهم الأبدي لأنهم لم يظهروا بعد.

سعاد تحكي ذكريات تلك اللحظات الصعبة وانهيار كل أحباء خورشيد حيث هرعت شريهان أحمد عبدالفتاح الشلقاني مواليد 6 ديسمبر 1964 أخته الشقيقة التي كانت تمثل يومها في مسرحية «سك علي بناتك» مع الراحل «فؤاد المهندس» لتأخذ معها والدتهم «عواطف هاشم» التي كانت مقيمة في فندق فلسطين بالإسكندرية والقاهرة كانت الجنازة يوم السبت 30 مايو 1980 حيث شيع الآلاف عمر خورشيد من مسجد عمرو مكرم محمولا علي عربة شرطة رسمية وحضر وزير الداخلية نائب رئيس الوزراء اللواء «محمد النبوي إسماعيل» الجنازة وامتنع السادات عن إرسال ممثل عنه بسبب إشاعة صفوت التي أفقدت الفن ومصر لعمر خورشيد.. المثير أن صفوت الشريف قد كان أول المعزين في جنازة عمر خورشيد صباح السبت 30 يونيو 1980 من عمر مكرم.