الثامن والعشرون من سبتمبر ... ذكرى رحيل البطل

أخبار مصر


لكل دمع جرى من مقلة سبـب و كيف يملك دمع العين مكتئب ؟

لولا مكابدة الأشواق ما دمعت عين و لا بات قلب في الحشا يجب

في مثل هذا اليوم ( الثامن والعشرين )من سنة 1970 رحل عبدالناصر عن دنيا مصر والعروبة والقومية تاركا خلفه ارثا من العزة والكرامة تغنى بها شعب مصر من بداية ثورة 1952 وتلاها من انتصارات عديدة وانكسارات قليلة .

رحل عبدالناصر وترك خلفه اختلافا حوله ما بين كثير مؤيد له وقليل معارض له .. رحل ناصر وترك العروبة تشقى من بعده بعدما رزع للعزة بيننا كيانا فكان زيتونة تورق في صحرائنا .. وكان نسرا يحلق في سمائنا ..رحل ناصر الذي اذا ما قيمناه بقلوبنا فكلنا نحبه ،واذا ما قيمنا تجربته بعقولنا فقد يختلف البعض حوله .

التجربة الناصرية في مصر حققت نجاحات كثيرة .. بداية من طرد ختلال استمر اكثر من 70 سنة واستمر ناصر في نهضة مصرية شملت قوانين الاصلاح الزراعي وانشاء بنية صناعية قوية اسهمت بلا شك في دعم الاقتصاد المصري وجعلته صامدا امام حروب مع العدو الصهيوني .

بكت مصر ابنها البار يوم وفاته في جنازة كانت كأمواج النهر الهادر تزحف خلف ابنها لتودعه في موكب مهيب لم تشهد مصر مثله في تاريخها المعاصر ..

اختطفت يد المنون عبدالناصر وعمره لم يتجاوز الثانية والخمسين من عمره ولكن اذا ما نظرنا الى ما حققه نجده يتخطى ذلك العمر بكثير .

اختطف الموت كبارا لنا في اشد احتياجنا لهم

كم من احباب واراهم الموت تحت ترابه وهو لايبالي رأيتك ايها الموت في وقفة طفل على الطرقات يستجدي حضنا دافئا... يستجدي حصنا آمنا من اب فرقته عنه .

رأيتك في فتاة تبحث عن ام لها تمشط لها شعرها تلبسها ثيابها تأخذها لمدرستها ولكن لم تجد امها والسبب انت ايها الموت ا.

رأيتك في انات حائرة في ليلة شتاء باردة عجوز ثكلى لا تجد ابنا يدفئ لها فراشا او يعد لها طعاما !!

ما اشد قسوتك علينا ايها الموت ...