على ثابت يكتىب: فلسطين .. نكبة ضمير
ما أن التقى يوماً بأنسان فلسطينى يحمل جنسية دولة أخرى غير فلسطين ألا وأشعر بأن داخله حزن يملأ كل محيطات وبحور العالم أجمع , حزن تراه فياضاً عندما تسأل أى فلسطينى عن جنسيته وتجده ينطق أسم الدولة التى يعيش عليها ويحمل جواز سفرها وبداخله وطن آخر يعيش فيه ويجرى فى عروقه هو فلسطين , فوجود مواطن بلا وطن هو شئ فى غاية القسوة , صراع نفسى رهيب وحنين لدولة الهوية التى ربما لم يراها ويسمع عنها فقط فى حكايات الاباء والأجداد عن وطنه وعشقه و تجرى دماءها فى عروقه , وتحن كل ذرة فيه الى جذورها الفلسطينية.
فلسطين ليست نكبة عربية عامة أونكبة فلسطينية خاصة, ففلسطين اليوم هى نكبة ضمير الانسانية كلها , فبعد ان فرغ العالم من مأساة التفرقة العنصرية فى جنوب أفريقيا لم يعد لديه سوى مأساة شعب هو جزء اصيل من الانسانية مشتت بين دة دول , شعب قلوبهم وأجسادهم تحمل جنسية دولة وأرواحهم تعيش فى فلسطين , وهو شئ يدل على حجم الجرم الذى ترتكبه الانسانية اليوم فى حق بعض ابناءها من البشر .
سنوات وسنوات ما بين حروب مدمرة ودعوات سلام غير مكتملة والفلسطينيون يعانون , وما بين متاجر بقضيتهم وما بين شهيد من أجل عدالة قضيتهم مازال العذاب الفلسطينى هو سيد الموقف , ولذا فنحن اليوم بحاجة الى تكاتف كل اصحاب الضمائر الحية فى هذا العالم من أجل وضع حد لمأساة الانسانية المستمرة فى فلسطين , نحن بحاجة الى سلام حقيقى على الارض ينهى هذا الواقع المسئ للانسانية , ولا أعرف كيف سيتذكرنا التاريخ الانسانى وماذا سيكتب عنا ونحن نقف فى موقف المتفرج على هذه المأساة المستمرة .
علينا ان نتكاتف جميعاً فى كل بلاد العالم من أجل أجبار اسرائيل على أنهاء هذه المأساة , على كل البشر الاتحاد من أجل وضع نهاية سريعة لمأساة البشر الممزقة قلوبهم فى بلدان العالم ,وقبل ان يتكاتف العالم خارج فلسطين على المنقسمين المتصارعين على السلطة الوهمية فى فلسطين ان يتوقفوا عن مهزلة الصراع على حكم أرض محتله وشعب مشتت فى الداخل قبل الخارج , شئ مثير للعجب ان تجد دولة قابعة تحت الاحتلال وبعض أفرادها يتصارعون على حكمها !
ولذا اقترح ان يتم اعلان دولة فلسطين على الارض الفلسطينية , ثم منح جواز سفر فلسطينى لكل الفلسطينيين فى المخيمات فى سوريا والاردن ولبنان وفى كل بقاع الدنيا , اعطوا الفلسطينيين حقهم فى حمل جواز سفر الدولة التى تعيش فيهم لا التى يعيشون فيها , وأتركوا لهم الخيار ربما يستمروا فى هجرتهم وربما يعودوا لجذوزرهم فى الخليل ورام الله وعكا وغزة وغيرها من الارض الطيبة , ربما نوقف عذاب أرواحهم .
ويا ايها المتصارعون على السلطة فى فلسطين ارحموا المعذبة قلبوهم فى الداخل
والخارج من شعبكم المبتلى بكم , وأتفقوا ولو مرة واحدة على أنهاء حالة الانقسام الداخلى , أتفقوا ولو لمرة واحدة من اجل كل فلسطينى يعيش على أرض غير فلسطينية وتعيش فيه كل ذرة تراب فلسطينية .