مراقبون: قطر لجأت إلى حمد بن جاسم في محاولة لتخفيف الغضب "الشعبي السعودي"

أخبار مصر


بدت نبرة حديث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في أول ظهور إعلامي له بعد انتقال الحكم في قطر، مختلفا عن تصريحاته السابقة، خاصة في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية للدوحة وعلاقتها بجيرانها.


فقد شدّد حمد بن جاسم خلال لقائه مع الصحافي تشارلي روز لصالح تلفزيون “بلومبرغ” أن قطر تسعى إلى أن تصحّح مسار علاقتها بجيرانها، وخصوصا السعودية. وأكّد أن قطر، سواء في عهد الأمير الأب أو عهد الأمير الابن، وتسعى إلى أن تكون لها علاقات طيبة مع جيرانها وخصوصا السعودية.

وقال إن “البعض يدّعي أنّنا نصارع في حلبة لا ننتمي إليها، مع قوى تفوق قدراتنا. لكنّني أؤكّد أنّنا نحترم وزن الدول الكبيرة ونسعى دائما إلى المحافظة على علاقاتنا الطيبة مع الدول المجاورة، وخاصّة المملكة العربية السعودية. ولكن تكمن المشكلة في أننا لم نعتد تعدّد واختلاف الآراء”.

وعلّق مراقبون على هذا التصريح نقلا عن العرب اللندنية، قائلين إن قطر بدأت تراجع سياستها الخارجية، وقد لجأت إلى حمد بن جاسم، المعروف بدهائه، في محاولة لتخفيف الغضب الشعبي السعودي على قطر بعد التسجيلات التي تمّ تسريبها مؤخرا والتي تكشف عن تآمر قطري على دول عربية، وعلى رأسها السعودية.

ودعم المراقبون تحليلهم بما جاء في حوار بن جاسم مع “بلومبرغ” في ما يخص إيران، حيث أكّد لتشارلي روز أن الدوحة في حال كان عليها أن تختار بين طهران والرياض فستختار الثانية التي تعتبرها العمود الفقري في الجسد الخليجي.

وقال بن جاسم: “نحن نساند إيران، لكن، إذا ما آل الأمر إلى الاختيار، فسنختار السعودية لأنها أهمّ وأقرب لنا من أي حليف آخر، كما أننا نعتبر توازنها وأمنها ونفوذها رئيسيين للمنطقة. وبالنسبة إلينا في قطر فإن الاستقرار في السعودية هو أمر مهم جدا، ونحن نود أن نرى السعودية قوية لأن ذلك يساعد جميع دول مجلس التعاون الخليجي”.

نفس الأسلوب استعمله رئيس الوزراء القطري السابق خلال إجابته عما يتعلق بعلاقات قطر بالإخوان المسلمين ودورها في ما جري ويجري في مصر. وقد حاول في هذا السياق أن يتنصل من دعم الإخوان، معبّرا عن الرغبة القطرية في دعم المشير عبدالفتاح السيسي لو فاز في الانتخابات.

وقال مراقبون إن القيادة القطرية تريد أن تسحب دعمها للإخوان لترضي جيرانها، على أن تجد مدخلا للقطع معهم ومغازلة السيسي من بوابة دعم من يفوز بالانتخابات.

وتحدّث حمد بن جاسم عن الطموح المبالغ لقطر قائلا إن الدوحة تعي تماما حجمها وقدراتها. “لكن المشكلة تكمن في عدم تحمل بعض الدول الكبيرة، في منطقة الشرق الأوسط، لحجمها وحجم الدور المتوقع منها. وعندما نحاول ملء هذا الفراغ، يظنّ البعض أننا نسعى إلى السيطرة أو فرض نفوذنا.

واضاف على سبيل المثال، نحن لا نسعى إلى تعويض مصر، في المشهد السياسي بالمنطقة، لكنّ سياسة حكومة مبارك فرضت علينا هذه المسؤولية، من حيث المبدأ”.

واعتبر المراقبون أن هذا يحمل اعترافا ضمنيا أن الدوحة حاولت أن تقوم بدور أكبر من دورها مما أثار احتجاجا لدى الدول الإقليمية المؤثرة.