أحمد فايق يكتب : الشعب هو القائد والمعلم.. والعدالة الاجتماعية ستنتصر رغماً عن الرئيس القادم
خالد يوسف: حينما أخبرت حمدين أننى سأنضم للسيسى قال لى أنت تؤدى مهمة وطنية حتى لا ينفرد به فلول الحزب الوطنى
الشعب هو القائد والمعلم.. والعدالة الاجتماعية ستنتصر رغماً عن الرئيس القادم
قبل أن أبدأ معه الحوار قلت له كل حرف تقوله فى هذا الحوار مسئولية تاريخية، فمصر الآن لا تتحمل تصورات خاطئة، أبديت له اعتراضى على انضمامه لحملة المشير عبد الفتاح السيسى عضوا فى الهيئة الاستشارية، لكننى لم أتهمه مثل غيرى بخيانة حمدين، لأننى أعرف خالد يوسف جيدا، يختار ما هو مؤمن به حتى لو كان من وجهة نظر الآخرين خاطئا، قلت له هناك فارق كبير بين خيال خالد يوسف المبدع والذى استشرف المستقبل فى «حين ميسرة» و«دكان شحاتة » و«هى فوضى»، وبين رؤية خالد يوسف «السياسى» الأكثر مباشرة وتأثرا بالمشاعر اللحظية، قلت له نحن نحتاج فيلما جديدا لك حتى نرى المستقبل منه مثلما فعلت قبل ذلك، أصبت مثل غيرى بالدهشة الشديدة من مكتب خالد يوسف الذى انقسم إلى شقتين، إحداهما فيها المقر الرئيسى لحملة حمدين صباحى والأخرى موجود فيها خالد يوسف عضو الهيئة الاستشارية للسيسى، وهو مشهد يوضح طبق الكشرى الذى تعيش فيه مصر الان، لكن السؤال المهم هل طبق الكشرى متجانس أم لا ..
■ هل ترى أن السيسى منحاز للفقراء ؟!
هذا يقينى ومن خلال كلامى معه آراه منحازًا قلبا وقالبا للفقراء ويرى بأنهم دفعوا أثمانا باهظة طوال الأربعين سنة الماضية، لكن الفرق بينه وبين أى أحد آخر، أنه مثلما يريد أن يزيل هذا الظلم من على هذ الطبقة يريدهم فى نفس الوقت أن يكونوا فاعلين فى المجتمع ويقوموا بدورهم فى التنمية، وأن تعيش فى الظلم أربعين عاما، هذا لا يعنى أن تضع يدك على خدك وتنتظر الدولة أن تعطيك تعويضًا عن هذا الظلم، بل يجب أن تعمل وتشارك فى التنمية وستأخذ حقوقك أكثر من أى طبقة أخرى لأنك محتاج.
■ لكن السياسات الاقتصادية لمصر حتى الآن لا تنحاز للفقراء بل تزيد عليهم الأعباء لصالح طبقة المصالح.. حتى إن ابراهيم محلب بدأ فى رفع الدعم عن البسطاء تمهيدا لدولة السيسى؟
- لا تستطيع أن تحاسب السيسى على ما حدث منذ 3 يوليو حتى الآن وتقول إن هذا تمهيد لدولة السيسى، هذا كلام ظالم جملة وتفصيلا هو وزير دفاع فى حكومة واستقال، الدولة فيها مؤسسات وفيها مناطق لصنع القرار وللأسف الشديد ليس منطقة واحدة، البلد لا يسير على استراتيجية واحدة تستطيع من خلالها أن تحاسب أى أحد، لأنه وللاسف نحن فى فترة انتقالية ونظام غير مستقر، حاسب السيسى على ما يحدث بعد انتخابه رئيسا.
هل لديه نية لتطبيق الضرائب التصاعدية ورفع الدعم عن المصانع كثيفة الاستهلاك ووضع حد أقصى للأجور..
■ هل يؤمن بالعدالة الاجتماعية حقا؟
- الضرائب التصاعدية موجودة فى الدستور ويجب أن تنفذ لأنه لا يجوز التحايل على العقد بين المواطنين والدولة، والعدالة الاجتماعية بحكم الثورة يجب أن تتم وليس «بمزاج» أى أحد، ولا يستطيع السيسى أو غيره ممن سيحكم مصر أن يغض الطرف عن العدالة الاجتماعية وقانون الضرائب التصاعدية موجود على هذا الأساس، الدعم الذى يتحدثون عن إلغائه أنا رجل اشتراكى وناصرى وأقول لك إن الدعم فعلا لا يصل إلى مستحقيه، مثلا نجيب ساويرس يحاسب على كيلووات كهرباء مثله مثل الذى يتقاضى راتبًا 300 جنيه فى الشهر، وهذا كلام غير منطقى، والطاقة المتجددة سنحاول دعمها قدر الإمكان لأنها مستقبل مصر، فى حين إن «الشيبسي» ليس مستقبل البلد حينما نتحدث عن أسعار الكهرباء والخبز والمياه، وتجد أن أغنياء مصر يستفيدون من الخدمات بنفس السعر هذا كلام ظالم، وعندما أقول إننى سألغى الدعم عن طبقة الأغنياء، هذا كلام مع العدالة الاجتماعية تماما.
■ معروف عنك حسك الجماهيرى فى صناعة الأفلام إذا وضعنا حمدين صباحى والسيسى أمامك أيهما اختيارك الفنى وأيهما الجماهيرى؟
- فى هذه المرحلة اختيارى الفنى والجماهيرى هو السيسى، فى 2012 كان حمدين صباحى اختيارى الفنى والجماهيرى لأننى أحسب كل الامور بإحساسى وعقلى، وعندما انحزت للسيسى فى هذه الانتخابات استخدمت إحساسى وعقلى ولما انحزت لحمدين فى 2012 انحزت له بعقلى وإحساسى أيضا، طبعا حمدين علاقتى به علاقة تاريخية تمتد لأكثر من ثلاثين سنة ولها أبعاد ومكانة، وأكن لهذا الرجل كل الاحترام والحب والتقدير، عندما تم استدعائى من المشير السيسى واختارنى فى الهيئة الاستشارية ذهبت لحمدين وكان أول شخص أخبره بذلك وقلت له إننى سأؤيد السيسى، وما كان منه إلا أن قال لى بما أن هذه هى قناعاتك فأنت تؤدى مهمة وطنية وأشد على يديك روح وكمل ولن أغضب منك لانك لا تعمل شيئًا تحت وطأة الحاجة والمصلحة وإنما عن قناعة وكمان كنت تؤيدنى عن قناعة أنت الآن تؤيد السيسى عن قناعة أيضا، وستظل صديقى فأنا احترمت فيه ذلك بل وقال لى إنه فيه مصلحة وطنية فى تأييدك للسيسى لأن هذا الرجل لو تخلت عنه كل القوى الوطنية وكل القوى الثورية لن يجد حلفاء غير فلول الحزب الوطنى، وبالتالى نحن نضعه فى زاوية وأتمنى بانضمامك له أن تضم حملته قوى وطنية وثورية أخرى وتصبح المنافسة بين معسكرين من الثورة، وهذا ماكان يحلم به عندما فتحت معه الموضوع فوجدت فيه رشدا سياسيا كبيرا، وقال لى إن البلد ليس فى حمل لأن يكون الصراع بين الدولة والثورة.
■ هل لو كسب حمدين صباحى الانتخابات ستكون سعيدا؟
- الاثنان لو كسبا سأكون سعيدًا من منطلق أن هذا اختيار الشعب، والشعب هو القائد والمعلم وأنا مؤمن بذلك عندما طالب الشعب بالسيسى كنت مع هذا الشعب الذى أمثله، ولو الشعب غيّر رأيه واختار حمدين سأكون سعيدا أيضا لأن الشعب هو الذى يعلمنا ويغير رأيه فى أى لحظة هو الذى اختار مرسى وغير رأيه.
■ لكنك تناقض أفلامك فى هذا الاختيار؟
- فى ماذا تختلف أفلامى..أنا منحاز للسيسى من خلال قناعتى فى الحدود والأخطار التى تهدد الوطن فهو رجل المرحلة.
هل تتذكر مشهد نزول الجيش للشارع فى دكان شحاتة الرقابة اعترضت عليه عام 2009 وأجازته الشئون المعنوية بالقوات المسلحة؟!
- أرى أنه كان فيه استشراف للمستقبل وملخصه أن حالة الظلم الاجتماعى التى كانت موجودة فى البلد وحالة الاستبداد التى كانت موجودة وحالة قتل الطيبة فى قلوب المصريين ستوصلنا لهوجة وانفجار سيؤدى فى الأخير إلى حظر التجوال ونزول الجيش للشارع.
■ لكنك فى مشهد نهاية «حين ميسرة» تحدثت عن معركة دموية وانفجارات بين الدولة البوليسية والإخوان؟
- نعم تقريبا، هى نهاية ثلاثة أفلام سواء «حين ميسرة» أو «هى فوضى» أو «دكان شحاتة» والنهايات موجودة وتحدث منذ ثلاث سنوات، وهى مشاهد دقيقة وتحدث الآن بالتفصيل هل تتذكر مشهد تفجير الإرهابيين للحى «حين ميسرة» هو يحدث الآن، ومشاهد حظر التجوال ونزول الجيش «دكان شحاتة» حتى هجوم الناس على قسم الشرطة فى «هى فوضى» يعنى الثلاثة مشاهد رأيناهم يتفصيلاتهم لدرجة أن هذه المشاهد عندما تراها فى الفيلم يتخيل لك أنها حقيقية وليست من فيلم.
■ ماتت الأم فى «كف القمر» وتجمع الإخوة لماذا ترى فى السيسى الأخ الكبير رغم أن عنده مشكلة كبيرة مع بعض قطاعات المجتمع وتحديدا الشباب؟
- أنا رأيى أن السيسى عنده ايمان بانه لا يمكن أن تبنى مستقبلاً لهذا الوطن وأصحاب المصلحة غير موجودين فى المشهد، وهم الشباب حتى إن كان قطاع منهم معه وقطاع آخر منهم ليسوا معه، والمشير مصرّ على التواصل مع القطاعات التى ليست معه، وأتصور أنه بإجراءاته على الأرض بعد أن يحكم مصر سيتمكن من التواصل مع الجميع.
■ كيف تراه عبد الناصر وهو لا يستطيع عمل مؤتمر جماهيرى فى الشارع.. عبد الناصر وقف فى ميدان المنشية حينما اطلقوا عليه الرصاص بشجاعة؟
- حركة الإخوان وقتها كانت حركة شعبية كبيرة لكنها لم تكن تمتلك كل الإمكانات الإرهابية الموجودة الآن، وعبدالناصر كان فى وسط اللحظة شجاعا، ولو كان السيسى مكانه سيتخذ نفس ردة الفعل، أى واحد شجاع فى مثل هذا الموقف كان سيفعل ذلك، لكن هل عبدالناصر لم يؤمّن مؤتمراته الجماهيرية من محاولات غادرة؟
ناصر ألقى القبض على العديد من التنظيمات التى كانت تحاول اغتياله آخرها تنظيم 1964، لكن عندما تتحدث عن تنظيم دولى ودول داعمة لهذا التنظيم بالسلاح والأموال تأكد أن الوضع تغير تماما.
■ هل سيدير شئون البلاد من وراء جدار واق من الرصاص؟
- أكيد لا، ونحن فى فترة استثنائية، فترة الترشح فترة قليلة لكن هم مصعدون فيها إلى الذروة، موقف المشير السيسى أكيد سيتغير وستنحصر هذه الموجة ويستطيع أن يخلصنا من فكرة الخوف والترويع التى نعيشها من العمليات الإرهابية.
■ هل هناك صراع بين الثوار والفلول على السيسى؟
- بلا أدنى شك.. هناك صراع والذى سيتغلب عليه هو هذا الرجل نفسه وانحيازه لمن وأتصور أن انحيازه للثورة وأهدافها، هو غير منحاز نهائيا لنظام مبارك وقد أعلن ذلك أثناء خطابه بمناسبة ذكرى ثورة 25 يناير قال إنه لا يمكن العودة إلى الوراء واعادة نظام مبارك والاعتماد على رموز فساد مبارك خلال المرحلة المقبلة، ولو انحاز السيسى لمبارك أنا شخصيا لن أكون معه، ستجدنى انتقلت مباشرة.
■ موضوع فيلمك الجديد؟
- فيلمى عن قصة حب لأننا محتاجون للحب قليلا محتاجون لقدر من التراحم وعودة الحب لحياتنا .
■ نحتاج للعدالة قبل الحب؟
- لا يمكن أن يكون الحب بدون عدالة.
■ لكن هل من العدالة أن تترك حمدين صباحى الآن؟
- انا أقف مع مصر وليس مع السيسى، انضممت للسيسى لأجل القضية الوطنية ولما انضممت لحمدين ودعمته فى انتخابات 2012، كان ايضا من أجل مصر.
■ ما الفرق بين السيسى والمجلس العسكرى السابق الذى أجهض الثورة؟
- فرق السماء والأرض.
■ لكنه كان عضوا فيه؟
- السيسى كان واحدا من بين 17 شخصا.
■ أين حق شهداء 25 يناير؟
- هناك مادة فى الدستور تتحدث عنهم ولابد أن تشكل لجان لعمل قانون بالعدالة الانتقالية وسيحاكم الجميع.
■ هل الإعدام للإخوان والبراءة لمبارك وقتلة ثوار 25 يناير عدالة انتقالية أم انتقائية؟
- هذا صحيح لذلك نريد قانونًا شفافًا وعادلاً وفيه مصارحة ومكاشفة قانونًا يعبر عن روح العدالة الاجتماعية مثلما فعلت جنوب إفريقيا المحاسبة والمصالحة أيضا هذا القانون لابد أن يصدر وسيصدر بحكم الدستور ولا يستطيع رئيس أن يتهرب من الاحكام الدستورية.
■ 3 سنوات ثورة أوقفتك عن صناعة الأفلام ؟
- لا أخفيك سرا لقد حاولت صناعة عشرة أفلام فى ثلاث سنوات، كل فكرة أكتبها أتصور انها العظيمة واشتغل عليها ثم يحصل حدث جديد مثل محمد محمود ومجلس الوزراء فتجدنى متواجدًا فى الشوارع ما بين مظاهرات ولقاءات تليفزيونية وغيره ثم أجد جميع الاسئلة التى طرحتها فى مشروع الفيلم قد أجاب عنها الشارع، عملت 10 مشاريع أفلام وفشلت كلها لأن الواقع كان متغيرا بشكل كبير.
■ هل الواقع تخطى خيال خالد يوسف؟
- الواقع طوال عمره يتعدى كل الخيالات.
■ شاهين صنع أفلاما كثيرة عن سيرته الذاتية هل تفعل مثله وتنتقد نفسك مثلما فعل؟
- ربما يكون فيلمى القادم نقدًا للذات وربما لا.