رويترز: السيادة لـ"الغوغاء" في شرق أوكرانيا

عربي ودولي


رويترز

كان الخطأ الذي ارتكبه هو أنه أطلق ساقيه للريح فرارا من مجموعة من الغوغاء كانت تتقدم باتجاهه. وكان هذا كافيا للرجال والنساء الذين كانوا يحملون الهراوات والسكاكين والسيوف عبر حي لينين في دونيتسك.

انقضوا على الرجل فأصابه ما أصابه من الضرب والجروح ولم ينقذه من أيديهم سوى رجال الميليشيا الذين سحبوه بعيدا عن الحشد تحت ستار من الدروع المعدنية وألقوا به في صندوق سيارة انطلقت به مسرعة إلى مصير غير معلوم.

لم يستطع أحد أن يذكر ما فعله الرجل وكل ما قيل أنه كان مستفزا وهو مصطلح يستخدمه كل جانب من جانبي الصراع في أوكرانيا لوصف الآخر لكنه في الشطر الشرقي من البلاد الخاضع لسيطرة المتمردين لا يعني سنوى أنه من مناصري الحكومة الفاشية في كييف.

هذه صورة وحشية لحكم الغوغاء الذي أصبح سائدا في هذه المدينة الشرقية في أوكرانيا وهي أكبر المدن التي سقطت في انتفاضة مسلحة على حكومة كييف التي تريد توجيه البلاد نحو الغرب. وتحمل كييف روسيا مسؤولية إذكاء العنف لكن موسكو تنفي هذا الاتهام.

ويريد زعماء الانفصاليين الموالين لروسيا اجراء استفتاء يوم 11 من مايو لإعلان دونيتسك والمنطقة المحيطة بها دولة مستقلة.

وأيا كانت النتيجة فلن تعترف بها كييف. وسيكون من الصعب احتواء مشاعر الغضب التي ستنطلق في هذه العملية وقد تنزلق الدولة إلى حالة خطيرة من الفوضي وربما الحرب الأهلية.

وهتف الحشد لن ننسى أوديسا وهي عبارة سرعان ما أصبحت الهتاف الذي اجتمع عليه الناس في مدن شرق أوكرانيا الصناعي.

وكان مقتل أكثر من 40 من النشطاء مؤيدي روسيا في مبنى احترق خلال الاشتباكات في الميناء المطل على البحر الاسود يوم الجمعة بمثابة صب للزيت على النار.

وأطلق حشد سراح 67 من النشطاء المؤيدين لروسيا الذين اعتقلتهم الشرطة خلال الاضطرابات عندما حطموا البوابة الرئيسية واقتحموا السجن يوم الأحد.

وتردد الهتاف للمرة الأولى في دونيتسك يوم السبت عندما اجتاح نحو 200 شخص مبنى جهاز أمن الدولة في المدينة عندما حل المساء ثم ساروا في الشارع ونهبوا مقر أعمال قطب صناعة الصلب سيرهي تاروتا حاكم الإقليم الذي تدعمه حكومة كييف.

سلطة الشعب

حملوا معهم كراسي وصناديق فودكا وأيقونات. وبات الشبان الملثمون هم القوة الجديدة في هذه المدينة التي يقطنها مليون نسمة والتي تعتمد على الصلب والفحم.

قالت تاتيانا كامنيفا التي انضمت للاحتجاج مع ابنتها كان هذا بالأمس. إنهم وحوش.. أسوأ من الوحوش.‭‭‭ ‬‬‬ وأضافت هذه مجرد البداية.

كانت الوجهة المستهدفة يوم الأحد هي مكتب الادعاء العسكري ثم مبنى مجلس إدارة الحكم المحلي وكلاهما كان يرفع العلم الأوكراني.

وعند مبنى الحكم المحلي قال رجل من خلال مكبر للصوت إن المبنى يملكه الشعب ويجب عدم إحراقه. وأضاف لا تقلقوا.. سنتجه غربا ونأخذ كييف.

كانت هناك حفنة من رجال الشرطة يتابعون الموقف. وكانت الشرطة بلا حول ولا قوة في عدة بلدات بشرق أوكرانيا أخذ مسلحون يجوبون شوارعها.

وظهر رئيس مجلس المدينة وفتح الأبواب حتى يتسنى خفض العلم وإحراقه. وأخذت النيران تلتهم العلم الملقى على الأرض.

وكانت هناك مشاهد مشابهة في مطلع الأسبوع في مدينة ماريوبول الساحلية إلى الجنوب من دونيتسك حيث أشعل المحتجون النار في أحد فروع مصرف برايفت بنك الذي يملكه شخص موال للقوى السياسية المؤيدة لأوروبا في كييف.

قال ميخائيل -وهو بحار سابق عمره 55 عاما- في مدينتنا.. السلطة للشعب.

ورجحت زوجته إيرينا أن يكون حرق المبنى من فعل أشخاص يحاولون زعزعة الثقة في الانتفاضة. لكن ميخائيل قال لقد أنصفوا بإحراقه.