مصادر صحفية: جروب على "فيس بوك" يحطم صنم "الصحفى مصدر"
الصحفي مصدر .. هى أول كلمة تقابل صغار الصحفيين والمتدربين، ربما يصادفها خلال المقابلة الشخصية، أو أثناء العمل نفسه، وبدون المصدر يقف الصحفي عاجزا أمام الموضوع الذي لا يستطيع إكماله، وكلما كبر المصدر كلما زاد ثقل الموضوع، وكلما كبر الصحفي كذلك ثقلت موازين مصادره، وبخل على الشباب بتلك المصادر الثمينة، التي أنفق عمرا في تجميعها داخل إندكس سري للغاية .
هذه الأسطورة انكسرت على صخرة جروب مصادر صحفية ..
عايزة رقم كذا يا جماعة.. عايز رقم حد في وزارة كذا لو سمحتوا .. صحفي يسأل وأكثر من صحفي يجيب، داخل جروب على فيس بوك ، حميمية ورغبة حقيقية في المساعدة، تشبع في المصادر الصحفية قلما تجده في مؤسسة إعلامية، أو لدى صحفي حقيقي تربى على مبدأ المصدر ثروة .
استطاع صغار الصحفيون تفتيت تلك الأسطورة بسهولة، فلم يعد أمامهم مستحيل ولا يوجد ما يخفى عن الأنظار، غيقول آدم سعيد، مصور فيديو، إحنا شفنا حاجات كتير أوي مع بعض.. أنا شفت زمايلي سايحين في دمهم، بينا حاجات أكبر من المصادر، بعد الشغل بنتفق ونخرج نقعد على قهوة، الشغل بحميمية لغى أي قيود بتفرضها المهنة علينا .
بدأ آدم عمله كمصور فوتوغرافيا بصحيفة أسبوعية، ثم عمل كمصور فيديو، ثم انتقل لموقع آخر تحت الإنشاء، وعمله الجديد يحتم عليه استخدام المصادر.. قبل كدة مكانش مهم، بس شغلي دلوقتي عايز مصادر، فكنت بكتب عالفيس بوك، وأصحاب كتير ليا كانوا بيساعدوني بشكل لطيف جدا .. من هنا جاءت لآدم فكرته التي محت قاعدة الصحفي رقم .
بدأ في تكوين جروب على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ، تحت اسم مصادر صحفية .. للوهلة الأولى تشعر أنه مثل بعض المواقع الإلكترونية، أرقامه غير متجددة، وأغلبها غير صحيحة، لكن الحقيقة أنها مصادر متجددة ومهمة لدى معظم الصحفيين، ويحتكرها جيلهم الأقدم، بل ويرفض إعطائها لزميله المتدرب الصغير.. استلهم آدم فكرته من جروب آخر تم تفعيله، لتسهيل الأحداث التي ينبغي على مصور الفيديو تغطيتها.. زملاء لينا عملوا الجروب عشان مصورين الفيديو ميفوتهومش حدث مهم في أي مكان، ولأن مكانش حد بيساعدنا .
أكثر من 500 صحفي من مختلف الصحف المصرية، و23 إندكس مليئا بآلاف الأرقام المفيدة والثقيلة، من مختلف الوزارات والمؤسسات في أول يوم .. يتحدث آدم بفخر عن إنجازه في هذا المجال.. ما ان وصل المشروع إلى يومه الثالث، حتى تعدى أكثر من 2000 صحفي، على استعداد لمشاركة قاعدة بياناتهم ومصادرهم مع زملاء لا يعرفونهم، فقط تجمعهم مهنة واحدة، تحت مظلة الإعلام.
لدى آدم خطة قريبة في الجروب، هدفها المنفعة العامة، حتى خارج إطار المصادر، فقد أبدى بعض الصحفيين القدامى في هذا المجال، رغبتهم في تدريب الصغار على مهام المهنة، وكيف يصبحون محترفي صحافة.
يوجد بالجروب أيضا استمارة على موقع جوجل ، يملأها الصحفيون، ويدخلون بياناتهم والملف المسؤولون عنه، إذا رغب أحدهم في التواصل مع الصحفي، وقد سجل عليه بالفعل أكثر من 250 صحفيا حتى الآن، من مختلف المؤسسات الإعلامية.