برلين تخطو بثبات كعاصمة جديدة للمواقع الإليكترونية
تقوم المقاهي المنتشرة في حي ميتي ببرلين بمهمة مكتب للمبتكرين التجاريين الذين يبتكرون مشروعات تقوم على تكنولوجيا الإنترنت، وفي هذه المقاهي تولد أفكار يتلقفها المستثمرين لتتحول فيما بعد الي واقع ملموس.
وبينما كانت مدن مثل ميونيخ وشتوتجارت وهامبورج تمثل الرد الألماني على مركز التكنولوجيا الشهير في وادي السليكون الأمريكي، الإ ان برلين تمثل وضع مختلف كليا ، فهذه المدينة مبدعة ورخيصة تجتذب حاليا مجموعة من المواهب الشابة من مختلف أنحاء العالم التي تهوى المبادرة، وبعد ذلك يبدأ المال في تتبعها لتنفيذ ما تطرحه من أفكار ومشروعات.
يقول كريستوف لانج من رابطة برلين بارتنر التي تروج للمدينة كموقع للأعمال إن برلين لا تعد مركزا ماليا ولكنها تجتذب المواهب التي تجذب بدورها المال.
ويشير لانج إلى آخر دراسة أجريت عام 2007 والتي تشير إن برلين تتمتع بأكبر عدد من المبادرات لإقامة مواقع إليكترونية جديدة تقوم على التكنولوجيا حيث يتم إنشاء موقع جديد كل أسبوع، ويضيف إنه من المؤكد أن هذا الرقم قد زاد إلى حد كبير.
وترددت أنباء مؤخرا بأن الممثل الأمريكي أشتون كوتشر والفنانة العالمية مادونا قد دخلا اللعبة حيث استثمر مديرهما جي أوزيري في موقع إليكتروني للتواصل الاجتماعي وصفه الذين يستخدمونه بشكل تجريبي بأنه يؤدي إلى الإدمان بشكل غريب .
وتؤكد جيسكا إريكسون العاملة لدي شركة 6 فوندركيندر ان برلين تختلف عن مدن مثل نيويورك التي تركتها منذ حوالي العام في ان برلين تتميز بوجود زهو فضاء من الموسيقى والفن الرائع وخليط ساحر من البشر.
وكانت الشركة الألمانية قد صممت آلية لإدارة المهام على الإنترنت وحصلت على ما يقرب من مليون مستخدم خلال العام الأول من الطرح , وهو ما يمثل انتعاش واضح للمشروعات الجديدة في برلين
ويقول شيولر ديرمان وهو مواطن أمريكي غادر سان فرانسيسكو ليبدأ مشروعه الخاص في برلين إنه لم يتمكن من الحصول على وظيفة بشركة ألمانية، وإنه لا يتحدث ومعظم المبتكرين الألمانية ولا يمتلكون مواقع المانية كما أن منتجاتهم لا تستهدف السوق المحلية.
وابتكر ديرمان منتجا أطلق عليه اسم موبد وهو تطبيق على الإنترنت للأصدقاء يساعدهم على تتبع الديون والهبات وهذا المنتج في مراحل الاختبار النهائية.
وبالمقارنة مع وادي السيليكون الأمريكي حيث تكون مثل هذه الفعاليات شائعة يوضح ''ديرمان ''أن برلين لا تزال تتيح للمبتدئين الفرصة للظهور، ويقول إننا لا نزال أسماكا صغيرة ولكن في مساحة أقل حجما.
ولكن تظهر بعض الحقائق التي قد تؤثر سلبا علي الشركات الجديدة مثل الوعي البطيء بلبلاد لفوائد تشجيع المبادرين الموهوبين واجتذابهم.
فيشير لانج من رابطة برلين بارتنر إلى أن قانون الهجرة الألماني لا يزال مصبوغا بالخوف بدلا من البحث عن الفرص، وبينما لا يجد مواطنو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي صعوبات في زيارة ألمانيا إلا أن الأشخاص القادمين من دول أخرى مثل الصين وروسيا يواجهون عقبات قانونية معقدة للحصول على تأشيرة دخول.
ويتفق ميشائيل بيفيفر من وكالة التجارة والاستثمار الألمانية المسئولة عن قطاع التجارة الخارجية والأستثمار ويقول إنه من الصعب حقيقة الدخول إلى ألمانيا بالنسبة للأشخاص الذين يمتلكون عقولا مليئة بالأفكار الجيدة دون أن يكون لديهم أموال.
ويعترف بيفيفر بأن المستثمرين المحتملين في ألمانيا الذين أسسوا شركات لا يبدون تحمسا للدخول في مشروعات ذات مخاطرة عالية، مستدركا ان تدفق المواهب الدولية والتمويل يغير من هذا الاتجاه.
فيما يقول كريستيان ريبير مؤسس شركة 6 فوندركيندر إنه منذ فترة طويلة كان أصحاب رؤوس الأموال المستثمرين الأوروبيين يرغبون من التاكد من امكانية تحويل الافكار الجديدة الي واقع مادي يحقق نجاح في السوق قبل ضخ أستثماراتهم فيها الأمر الذي أدى إلى خنق الابتكار، وهو السلوك الذي شهد اختلاف جذري خلال العام الماضي
ويقول إنه في برلين بشكل خاص يبحث المستثمرون عن مطوري برامج الكمبيوتر الشباب ومؤسسي المشروعات الصغيرة الذين يمتلكون أفكارا تكنولوجية جديدة، وكلما كانت الفكرة أكثر غرابة كلما زاد احتمال تبني المستثمر لها.