بالصور.. أشهر مساجد الإسكندرية خارج اهتمامات الأوقاف.. والتصدعات تصيب مأذن المسجد الإندلسية


دينا حسن

إهمال وإنفلات أمني يصيب مسجد المرسي أبو العباس، أحد أهم وأقدم مساجد محافظة الإسكندرية السياحية، والذي يقع في منطقة الأنفوشي بحي الجمرك، حيث يعاني المسجد ذات الطراز الأندلسي من التعديات وإهمال وزارة الأوقاف له، على الرغم من أنه مزار سياحي يتوافد إليه السائحين الأجانب من مختلف الدول، ومريدي الطرق الصوفية من كافة المحافظات، وخاصة في احتفالات المولد النبوي الشريف التي تقيمها الطرق سنوياً.



وفي بداية الجولة الميدانية لمسجد المرسي أبو العباس، شرح الشيخ جابر قاسم، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، لـ الفجر ، تاريخ المسجد وأهميته بالنسبة للصوفيين، قائلاً: سيدي المرسي أبو العباس يعود نسبه إلى سعد أبو عبادة سيد الخزرج في عهد الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم، وعاش 43 سنة في مصر، وقد كان لديه مريديه وتلاميذ، وكان من أعلام الصوفية في ذات الوقت، وأن الصوفيين يرتبطون بهذا المسجد لأنه مسجد روحاني، فقد كان أبو العباس يعلم أصحابه العلم الروحي من خلال القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وأنه تتواجد به حلقات الذكر، وأن كل طريقة تقيم حلقات الذكر الخاصة بها يومياً .



وأضاف أن المسجد قد تم بنائه 685هـ، وكان عبارة عن مقبرة المرسي أبو العباس في منطقة باب البحر، وفي عام 706هـ أمر كبير تجار الإسكندرية ببناء المسجد، ثم قام الأمير قرطماش بإعادة بنائه 105هـ، وفي عام 1280 أمر شيخ البنائين أحمد الدخاخني بإعادة تجديده، في عام 1927 قامت وزارة الأوقاف بإعادة بناء المسجد والميدان الملاحق له على الطراز الأندلسي الذي كان شائعاً في ذات الوقت، وفي عام 1944 تم بناء المسجد بكافة ملاحقاته، وأن أخر تجديد له قد كان عام 1979.



وقال الشيخ جابر قاسم، إن مأذنة المسجد ذات الطراز الأندلسي والتي يبلغ طولها 80 م تعاني من التصدع والتشققات، وقاربت على الانهيار، وقباب المسجد بها تشققات تُسرب مياه الأمطار في فصل الشتاء إلى داخل المسجد، مما يؤدي إلى غرق المسجد، وتشويه صورته وخاصة أنه مزار سياحي يأتي على رأس السياحة الدينية بالمحافظة.



وتابع أن جميع شبابيك المسجد قد أنهكها التسوس ولا يوجد صيانة داخل المسجد، وأن تراكم الإهمال بداخله سيؤدي إلى طمس الزخارف الإسلامية والإندلسية به، وأنه إذا تم إعادة تأهيل وصيانة المسجد سيتم إزالة كافة النقوش الفريدة به، مؤكداً أن مسجد المرسي أبو العباس ضمن الهيئة العامة للتراث الإسلامي المعماري، ويتبع وزارة الأوقاف، وأنه قد تم إرسال خطابات وشكاوى إلى وزارة الأوقاف لتشكيل لجنة لفحص المسجد وإعادة تأهيله منذ 10 سنوات، إلا أن الوزارة لم تستجب.



وأوضح أنه في عام 2008 عندما تم اختيار محافظة الإسكندرية عالمياً ضمن الدول الثقافية والإسلامية، قد تم مسح المحافظة عام 2005، وتم اختيار المسجد المرسي أبو العباس ضمن التراث المعماري الأول، وعلى الرغم من ذلك فإن وزارة الأوقاف لم تهتم به وتأخذ90% من صندوق النزور لصالحها، و10% فقط إلى المشيخة العامة للطرق الصوفية، وبالتالي لا يتوافر للمشيخة الأموال الكافية لتطوير المسجد.

وأضاف أنه يوجد داخل المسجد 6 أضرحة بجانب مقبرة المرسي أبو العباس، وهي ضريح بهجة بنت المرسي أبو العباس وزوجها سيدي ياقوت العرش، وزوجة السيد المرسي أبو العباس بنت سيدي أبو الحسن الشاذلي، وقاضي قضاة الإسكندرية ابن الحاجب - اللبان- الفكهاني- أبو شامة- تلاميذ المرسي أبو العباس وانه قد تم تحويل تلك الأضرحة إلى مخزن لمخلفات المسجد، بدلاً من تطويره وفتحه مزار للمريدين والسائحين.



ونوه إلى أن المسجد بملاحقاته النافورة-- والميدان الخاص به قد تحول إلى مرتع للباعة الجائلين ومأجري المراجيح ، فضلاً عن تواجد الخارجين عن القانون ومدمني المخدرات، وأن المسجد لا يوجد به نقطة شرطة مفعله تعمل على تأمين المسجد، حيث أنه قد تم سرقة السياج الحديدي حول المسجد، وتم سرقة نجفة من داخل المسجد، بالإضافة إلى قدم وتهتك سجاد المسجد.



وأكد أنه قد تم رفع العديد من الشكاوي إلى محافظة الإسكندرية ووزارة الأوقاف عن حالة التدهور والانفلات الأمني التي يعاني منها المسجد، على أن يتم إعادة تأهيله، ووضع حراسات عليه، حفاظاً له من أعمال السرقة وتعاطي المخدرات.