أحمد فايق يكتب: حكومة.. قليلة الحياء
هل تعانى الحكومة عجزا جنسيا.. حتى تترك كل ملفاتها وتبحث عن فيلم «حلاوة روح».. ومشاهد هيفاء وهبى والمراهق الصغير معها؟
ما مفهوم الحياء بالنسبة للسيد إبراهيم محلب رئيس الوزراء؟
هل هو مشهد فى فيلم سينمائى، أم صورة لساق امرأة عارية، أم فن إغواء تمارسه إحداهن أمام من يحتاج؟
ما مفهوم العاهرة؟
هل هى امرأة تبيع جسدها مقابل المال؟
أم من يسرق أموال البسطاء والغلابة لصالح طبقة لا تمثل نصفاً فى المائة من المصريين، هل العاهرة كاذبة.. تداعب أحلام البسطاء.. تسرق أموالهم.. تسرق ضرائبهم.. تنحاز للفاسدين.. أم هى امرأة بسيطة اضطرت لبيع جسدها مقابل المال.. لأن الدولة فيها حكومة تمارس العهر السياسى على المصريين.
هل حينما أوقف عرض فيلمى «خمسة باب» و«درب الهوى» عام 1983، بحكم قضائى توقفت بيوت الدعارة عن العمل؟
هل نسى المصريون القضية الفلسطينية حينما تم منع عرض فيلم «ناجى العلى»؟
هل تتذكرون أرامل مبارك حينما أعلنوا الحرب على أفلام «هى فوضى» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة»، واتهموها بالإساءة لسمعة مصر وخدش الحياء، لقد بقيت الأفلام وذهبت صرخات قليلى الحياء ممن نادوا بمنعها.
ما مفهوم جملة «خادش للحياء»؟
على رأى صديقى صبرى فواز اسم «محلب» نفسه قد يكون محفزا لمخيلة البسطاء لتصور معان قد تكون خادشة للحياء، فكلمة محلب فى المحلب أو الكرز البرى أو كرز المحلب «باللاتينية: Prunus mahaleb» نوع نباتى يتبع جنس البرقوق من الفصيلة الوردية، تعد من أهم الأشجار التى تستعمل كأصول لتطعيم اللوزيات «بخاصة الكرز». تزرع فى بلاد الشام والمغرب العربى بخاصة فى المناطق الجبلية والبلاد الباردة، توجد أيضاً فى تركيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا،.
لكن فى بعض المناطق الشعبية قد تستخدم نفس الكلمة فى أشياء أخرى لا علاقة لها بالحياء، أى أن اسم رئيس الحكومة يجب أن تمنعه الرقابة الشعبية فى العشوائيات، وكل شىء فى الحياة نسبى، إلا أن نصف هذا الشعب يعانى من الجوع، وأبناؤه يموتون يوميا برصاص الغباء السياسى.
هل يعرف معنى كلمة محلب فى العجم الوسيط؟
الإجابة فى صفحة 190 «حلب القوم حلبا وحلوبا» اجتمعوا من كل وجه والشاه ونحوها، حلبا : استخرج ما فى ضرعها من لبن. لو لدينا خيال مريض، واعتبرنا أن كل شىء خادش للحياء، أو لو كنا مصابين بعجز جنسى لطالبنا بمنع اسم رئيس الحكومة من الصرف.
هل تعرفون إنجازات السيد إبراهيم محلب رئيس الحكومة فى شهرين غير منع فيلم «حلاوة روح»؟
- استشهاد ميادة أشرف الزميلة بالدستور، واستشهاد حمادة خليل فى قسم إمبابة على يد أمين شرطة.
- استشهاد الرائد محمد جمال والنقيب أشرف بدر الدين القزاز والمجند علاء فرحات والعميد طارق المرجاوى فى حوادث إرهابية.
- وفاة 26 مصريًا فى فتنة اسوان بين الدابودية والهلايلة.
- اعتقال مئات من الثوار فى سجون الداخلية.
- حبس من شاركوا فى ثورة 30 يونيو بقانون سيئ السمعة يدعى قانون التظاهر.
- رفع فواتير الغاز للمنازل وعدم الاقتراب من الدعم الذى تقدمه الدولة للمصانع كثيفة الاستهلاك.
- السماح للمصانع باستخدام الفحم كوقود لإكمال سيناريو حرق مصر بالتلوث والفساد.
- خطط لرفع فواتير الكهرباء والبنزين.
- انقطاع يومى للكهرباء مرتين على الأقل.
- اختناق مرورى يومى بسبب موكب سيادته.
- دخول الأمن الجامعة وتحويل المعركة بين الأمن والإخوان إلى معركة كاملة بين الأمن وكل الطلاب.
- عدم وضع حد أقصى للأجور لتظل مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تصل رواتب الكبار فيها إلى مليون جنيه شهريا.
- عدم وضع ضرائب تصاعدية لتظل مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى يدفع فيها من يتقاضى شهريا 400 جنيه مثل من يربح مليار جنيه.
- الإعلان عن مبادرة التمويل العقارى الجديدة التى ساعدت مافيا العقارات فى رفع أسعار الشقق.
- خفض عدد الأراضى المطروحة فى الإسكان العائلى إلى أقل من النصف وذلك حتى تستطيع مافيا الأراضى رفع الأسعار مثلما تشاء.
- أين موازنة الدولة التى يتحدث عنها رئيس الوزراء.. حتى يفاجئنا بعجز فيها.. حتى الآن لا توجد مشروعات تعمل وكل شىء متوقف.
لو كان لدى الحكومة أى خيال، أو رؤية مبدع لما هو قادم، لشاهدت أفلامًا ترى ما سيحدث فى المستقبل، لو ظل سيادته منحازا للأغنياء على حساب البسطاء، لو كان لديه نصف خيال لعرف أن ثورة العشوائيات قادمة، ولا يفرح بالقضاء على ثوار 25 يناير، كل ما فعلته أنك استبعدت الطبقة الوسطى التى كان لديها استعداد للتفاهم والتعايش فى إطار الحد الأدنى، وتستدعى طبقة لن ترحم أحدا حينما تثور، وقتها ستصارع الزمن حتى تلحق بالطائرة التى ستهرب بك من مصر لتجدهم أمامك فى طريق المطار، حتى تشهد نهاية سينمائية لإنجازاتك.