بالفيديو والصور| أهالي الدقهلية في انتظار "شم النسيم" من أجل "الفسيخ



أحمد مختار

على أنغام فريد الأطرش أدى الربيع جه من تانى وبصوت سعاد حسنى الدنيا ربيع والجو بديع قفلى على كل المواضيع تستقبل الدقهلية كل عام عيد شم النسيم، فلايوجد بيت بالدقهلية لا ينبعث منه إحدى الأغنيتين.



واحتلفت أراء أهالى الدقهلية حول الاحتفال بالعيد هذا العام، منهم من أكد أنه سيحتفل به كالأعوام الماضية، وشدد على ضرورة الاحتفال لإعطاء صورة للعالم أن مصر آمنة وحتى لاينال المتطرفون مايريدونه ومنهم من وجد غصه فى قلبه واستنكر الإحتفال به وسط الأجواء الحزينة التي تمر بها مصر.



عيد شم النسيم من أقدم المناسبات التي احتفل ولا زال يحتفل بها المصريون وله مكانة خاصة عندهم، فهو من أعياد الفراعنة، ونقله عنهم بنو إسرائيل، ثم انتقل إلى الأقباط بعد ذلك، وصار في العصر الحاضر عيداً شعبياً يحتفل به كثير من أهل مصر من أقباط ومسلمين وغيرهم.



وكانت أعياد الفراعنة ترتبط بالظواهر الفلكية، وعلاقتها بالطبيعة، ومظاهر الحياة، ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وكان الفراعنة يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم، وكانوا يلونون البيض الذى يرمز إلى مولد الحياة او الجنين وأطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم (عيد شموش) أي بعث الحياة، وحُرِّف الاسم على مر الزمن، إلى (شم) وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله.



ويرجع بدء احتفال الفراعنة بذلك العيد رسمياً إلى عام 2700 ق.م أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثه. ورغم مرور ألاف السنين فمازلنا نحتفل فى مصر بشم النسيم بل وتحتفل به معظم شعوب العالم متأثرة بالحضارة الفرعونيه . ومازال الشعب المصرى يمارس طقوسا قريبه مماكان يمارسها أجداده، كنوع من الترويح عن النفس والتنزه وكعيد شعبى للمصريين قد قلدتهم فيه باقى الشعوب.



ولكن شم النسيم له طعم خاص في محافظة الدقهلية، حيث تخرج الأسر منذ الصباح الباكر إلى الحدائق والمتنزهات والحقول التي تميز محافظتنا بوجود أماكن خضراء رائعة، ورصدت كاميرا الفجر استقبال مدينتي نبروه والمنصورة لعيد شم النسيم، والذى يمثل أهمية كبرى لمدينة نبروه منبع الفسيخ .



مدينة نبروه والتى تشتهر بصناعة الفسيخ منذ مايقرب من 80 عاما بسبب قربها من مدينة بلطيم التى تقع على سواحل البحر المتوسط وبحيرة البرلس فى كفر الشيخ وهو ماجعل أبناء نبروه يبرعون فى صناعة الفسيخ ويتوارثونه من أباءهم وأجدادهم، ويوجد بها أكثر من 60 محلا لبيع الفسيخ يتوافد عليها هذه الأيام المئات من أهالى القرى والمدن المجاورة والمحافظات الأخرى ليصطفوا فى طوابير طويلة للحصول على كيلوات الفسيخ وقمنا بجولة داخل محلات الفسيخ



والتقينا بإيهاب اليمانى، صاحب أشهر محل لبيع الفسيخ بنبروه، والذى أكد لنا أن هناك اقبالا كثيفا هذا العام على الشراء ويأتى على المحل وفودًا من محافظات أخرى، مضيفا أن المشاهير والفنانين يقوموا بشراء الفسيخ من محلاتهم.



وأشار اليمانى إلى أن صناعة الفسيخ فى مدينة نبروه ورثوها عن آبائهم وأجدادهم منذ مايقرب من 80 عاماً فهم يقوموا بتجهيز البراميل الخشبية، ويتم غسل السمك جيداً ووضعة فى البراميل وفوق كل طبقة سمك طبقة من الملح الخشن ويتم غطاءه بالأكياس البلاستيك وغلقة جيدا حتى يتم نضوجة فى فترة تتراوح من 15لـ 20 يوما على حسب حجم الفسيخ.



وأضاف أن الأسعار تبدأ من 30 جنيها وحتى 55 جنيها، مشيرا إلى أن الاسماك أسعارها مرتفعه هذا العام ومع ذلك يوجد إقبال كثيف من الاهالى.



وشهدت أسواق الأسماك المملحة بمدينة المنصورة إقبالا متوسطا من جانب المواطنين قبل أيام قليلة من عيد شم النسيم، وسط شكوى من ارتفاع أسعار الأسماك فى بعض المحلات وتأكيدات من المسئولين على ثباتها كما كانت عليه العام الماضى . وكان لنا هذا اللقاء مع رئيس شعبة الأسماك بالدقهلية والذى أكد أن الأسعار كماهى مثل العام الماضى وأن الإقبال متوسط وإستنكر الإشاعات التى يتم ترويجها كل عام عن التسمم.



وأثناء تجوالنا بمنطقة ميت حدر بالمنصورة والتى تشتهر ببيع الأسماك المملحة (فسيخ ورنجة وسردين وملوحه) رصدت عدسة الفجر إقبالا متوسطا على معظم المحلات من جانب المواطنين وتزايدا على أحد أشهر المحلات التى تقوم ببيع الأسماك المملحة منذ عشرات السنين، بالرغم من ارتفاع الأسعار.



ويرى سمير محمود – فسخانى أن السمك ببلاش مادام السيسى موجود والإقبال كويس ووزارة الصحة بتيجى وترمى وخلاص ، على حد قوله، مضيفا أن أسعار الفسيخ تترواح من 35 إلى 60 جنيه والرنجة 22 جنيه والسردين اليمنى 20 جنيه والبلدى من 16 إلى 25 جنيه، وأشار إلى أن الفسيخ يتم تصنيعه محليا بعد استيراد البورى.



وشدد على ضرورة وجود أصول للصنعة تجنبا لحدوث تسمم أو أى أمراض يسببها الإهمال فى الصنعة، موضحا بأن البورى يفضل وضعه فى براميل خشبية بينما يوضع السردين فى براميل بلاستيكية جيدة النوع حتى لاتفسد.



بينما أكد عثمان الخريبى فسخانى وصاحب محل، أن الأسعار هذا العام مرتفعة جداً، فالبورى يتراوح سعره من 40 إلى 70 وكان قبل كدا من 30إلى 40 وأغلى نوع كان بـ 50 جنيه والرنجة من 20إلى 30 والسردين من 15 إلى 25 جنيه والإقبال ضعيف جداً شبه لا يوجد إقبال ، وأكد أن الزبون الذى كان يشترى 5 كيلو الآن يشترى كيلو فقط.



كما قال بأنه لا يتم حجز طلبات للتوزيع، وأشار إلى أنه قد زارهم أحد مفتشى الصحة، ولم يأخذ أى عينة للتحليل بل كل ما فعله هو إلقاء الفسيخ على الأرض مردداً كلمة وحش وحش وعمل إشارة رابعة بيده، وأثناء تجولنا بالكاميرا قابلنا إحدى السيدات التى استنكرت الإحتفال بعيد شم النسيم فى ظل نزيف الدماء لأبناء الوطن من الجيش والشرطة والمدنيين ، وعندما لاحظت تعجبنا من شرائها للفسيخ قالت أنا جايباه علشان بنتى رايحة لحماتها تقضى شم النسيم معاها .



بينما أكد مصطفى عبد الستار، مدير قطاع الكهرباء بطلخا، أنه منذ 20 سنة وهو يشترى الفسيخ ويأخذ أولاده كل عام ويذهبوا لنقابة المهندسين بطلخا ويحتفلوا بعيد شم النسيم هناك، كما اشتكت الحاجة سميحة من زيادة الأسعار هذا العام فقالت ليه الفسيخ يبقى بـ 60 جنيه .



واستنكرت رد فعل الحكومة، قائلة: غلبنا نقول للحكومة الأسعار زيادة ولما يزودوا الناس 100 جنيه بياخدوها من الناحية التانية، واحنا هنحتفل بيه فى البيت ومينفعش نحتفل بيه برا ونضحك ونهلل والناس بتموت .