ساحات كندا مسارح مفتوحة للرقص
حوّلت شوارع كندا وأحياؤها الشعبية وساحاتها العامة، منذ منتصف الشهر الجاري، إلى مسارح مفتوحة للفرح تُقدّم فيها عروض «مهرجان الرقص الجوال» الذي يمتد عشرة أيام.
المهرجان الذي أسسّه الكندي - المصري رفيق هوبير صباغ (55 سنة)، ينتظره الكنديون سنوياً بفارغ الصبر ليس لأنه يُدخل البهجة الى قلوبهم ويقدم لهم عروضاً عالمية فحسب، بل لأنه يساهم أيضاً في تعميم ثقافة الرقص ويجعلها «لغة عالمية قادرة على مخاطبة الصغار والكبار»، كما يقول صباغ.
يتخذ المهرجان من مونتريال مركزاً لمجمل نشاطاته الفنية، كونها مدينة كوسموبوليتية تتمتع بثروة عالمية من التنوع والتعدد الثقافي والفني، وهي مركز استقطاب لأشهر مصممي ومخرجي الرقص المعاصر من داخل كندا وخارجها، بمدارسه الأفريقية والأوروبية والإسبانية وغيرها.
ويحـــرص المهرجان، الذي تموّله الحكومة وبلدية المدينـــة ومنظمات أهلية وتبرعات خاصة، على إقامة عــــروضه في الأماكن العامة وفي الهواء الطلق، لتكون متاحــــة لأوسع جمهور من أبناء الطبقات المتوسطة والفقيـــرة التــــي قد تعجز عن دفع ثمن بطاقات الدخول إلى احتـــفالات ممـــاثلة فـــي المسارح الكندية التقليدية.
كما يفسح في المجال للراقصين الشباب، محترفين وهواة، ممن لم تتسن لهم فرصة الظهور على المسارح، لتقديم عروضهم أمام الجمهور وتشجيعهم على إظهار ما يختزنون من مواهب وطاقات فنية.
ولعل الفلسفة الاجتماعية الفنية التي يقوم عليها المهرجان تجعل الرقص نهجاً «ديموقراطياً» لامركزياً جديراً بالنشر على نطاق أوسع.