الاكتئاب لدى الرجال أحاسيس مختلفة

الفجر الطبي



الاكتئاب مرض نفسي شائع بسبب الضغوط التى يواجهها الإنسان ، ولا يفرق بين النساء والرجال ، ومن أعراضه الحزن والكآبة بالإضافة الى فقدان الرغبة في أمور كانت مرغوبة في السابق .

والرجال تظهر لديهم بعض العلامات عند الإصابة بالاكتئاب أهمها سلسلة من التغيرات الجسدية والنفسية، منها الشعور بالتعب إلى درجة الإرهاق حتى إذا لم يقم بأي جهد، بالإضافة الى شعوره بتردي قدرته على القيام بأي نشاط. بل إن الأمر قد يصل به إلى مواجهة صعوبة في الكلام أو حتى التفكير السليم ، في ما يلي بعض أبرز علامات الاكتئاب لدى الرجال:

1 - أرق النوم : وهو النوم لفترات أقصر أو أطول من أوقات النوم الطبيعي. الأرق، الاستيقاظ المبكر جداً، النوم حتى ساعة متأخرة من الصباح.. كلها علامات تؤكد أن صاحبها مصاب بالاكتئاب.

فالبعض قد ينام اثنتي عشرة ساعة يومياً ومع ذلك يظل يشعر بالإرهاق، والبعض يظل يتقلب في سريره ويستيقظ كل ساعة أو ساعتين من دون أي سبب معقول للاستيقاظ. وينصح الأطباء كل من يعاني من مشاكل في النوم بمناقشة الموضوع مع الطبيب قبل فوات الأوان.

2 - آلام المعدة أو الظهر : بعض المشاكل الصحية كالإمساك أو الإسهال أو الصداع أو أوجاع الظهر قد تكون دليلاً على أن صاحبها مصاب بالاكتئاب ، لكن المشكلة مع الرجال أن غالبيتهم ترفض إدراك حقيقة جلية وهي أن الكثير من الآلام المزمنة واضطرابات الجهاز الهضمي ترتبط بصورة وثيقة بالاكتئاب كما يقول فريق طبي برئاسة البروفيسور نورمان سوسمان من معهد الطب النفسي التابع لجامعة نيويورك.




وبعد دراسات بحسب جريدة القبس مطولة خرج هذا الفريق بنتيجة مفادها أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب غالباً ما يعانون من مشاكل صحية تنجم عنه.

ويقول البروفيسور سوسمان وهو أيضاً أستاذ علم النفس في جامعة نيويورك ان الاكتئاب مرض عضوي وليس مجرد حالة نفسية.

3 - حدة الطبع وسرعة الانفعال : بدلاً من الهدوء والسكينة يصبح المصابون بالاكتئاب أكثر نزقاً وحدة في الطبع.. يصبحون سريعي الانفعال في أحاديثهم وفي أفعالهم وردود أفعالهم على تصرفات الآخرين.. قد يبدو الأمر مثيراً للحزن والشفقة في معظم الأحيان.

ويوضح البروفيسور كلابو أن الأفكار السلبية غالباً ما تصبح هي المسيطرة على تفكير المصاب بالاكتئاب، وغالباً ما يشكو من أنه بات سريع الانفعال بسبب سيطرتها على تفكيره بصورة دائمة.

4 - صعوبة التركيز : من نتائج التخلف النفسي أن تصبح القدرة على تداول المعلومات أكثر بطئاً، كما أنه يسبب صعوبة في التركيز أثناء العمل أو في الشؤون الحياتية الأخرى.

وكما قلنا فالاكتئاب يملأ العقل بأفكار سلبية وبالتالي يظل المرء يفكر بالجوانب السلبية في الحياة، وبالنتيجة يصبح عاجزاً عن التركيز على أي شيء آخر.

ويصف البروفيسور كلابو الاكتئاب بأنه شكل من أشكال فشل الدماغ. فعندما يصاب المرء بالاكتئاب يصبح مثل الكمبيوتر الذي غزته الفيروسات فلم يعد قادراً على القيام بأي عمل بطريقة صحيحة.

5 - الغضب والعدوانية : يعبر البعض عن الاكتئاب بالعدوانية تجاه الآخرين وبالغضب من كل شيء تقريباً. فالمكتئب الذي يدرك وجود خطأ ما يمكن أن يتصور إمكان التعويض أو تلافي هذا الخطأ بالظهور بصورة أنه لا يزال قوياً وقادراً. وبكل أسف فالقوة والقدرة كما يفهمهما المكتئب تكونان بالعدوانية في التصرفات والأفكار كما يقول البروفيسور سوسمان. ويضيف هذا المتخصص أنه لا بد من التمييز بين الغضب والعدوانية من جهة وسرعة الانفعال وحدة الطبع من جهة ثانية. فالغضب والعدوانية هما قمة الانفعال، أما سرعة الانفعال فليس سوى نزق وغرابة في الأطوار.

6 - الإجهاد : غالباً ما يشير المكتئب إلى أنه مصاب بالإجهاد، ليس لأنه مجهد بالفعل بل لشعوره بأن تحميل المسؤولية للإجهاد أو تعليق الاكتئاب على شماعة الإجهاد يمكن أن يكون مقبولاً لدى المجتمع كما يقول البروفيسور كلابو. ويضيف أن الاكتئاب والإجهاد يشبهان حارتين متقابلتين في طريق سريع، إذ إننا لا نكون مخطئين إذا قلنا ان الشعور بالإجهاد يمكن أن يكون دليلاً ومؤشراً على وجود حالة اكتئاب، كما يمكن أن يكون في الوقت نفسه، جزءاً من المشكلة نفسها.

وقد أثبتت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع أن التعرض للإجهاد لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى حدوث تغييرات جسدية وعقلية أيضاً.

7 - القلق : يجمع الدارسون والمتخصصون على وجود علاقة قوية بين القلق والاكتئاب. ويقول هؤلاء وأولئك ان الرجال ليسوا أكثر عرضة من النساء لتجربة القلق، بل إن الحقيقة تؤكد أن النساء أكثر عرضة بنسبة الضعفين، لكن اعتراف الرجال أو حديثهم عن القلق أكثر سهولة من اعتراف النساء وحديثهن عنه.




ويوضح البروفيسور إيان كوك الأمر بالقول ان الرجل لا يجد غضاضة في التعبير عن القلق من خسارة وظيفته مثلاً مما يعني العجز عن تأمين متطلبات حياته وحياة أسرته.. فترجمة القلق والخوف من المستقبل إلى كلمات ليست بالأمر الصعب.

8 - الكحول والمخدرات : لا أحد يستطيع أن يتجاهل العلاقة بين تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول والاكتئاب. وقد أكدت العديد من الدراسات أن متعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية غالباً ما يكونون من ضحايا الاكتئاب أيضاً.

ويقول البروفيسور كوك ان الرجال يتجهون إلى المخدرات أو الكحول لتغطية شعورهم بعدم الراحة بدلاً من استشارة الطبيب المختص وطلب المساعدة. ويضيف ان المشكلة مع الرجال هي في عقليتهم الموروثة فهم يتصرفون اعتقاداً منهم أنهم قادرون على تسوية كل المشاكل التي تعترضهم بأنفسهم.

9 - العجز الجنسي : يعتبر الاكتئاب سبباً رئيسياً للعجز الجنسي ومن الطبيعي أن يمتنع الرجل عن الاعتراف بالعجز. ويقول المتخصصون ان المشكلة مضاعفة هنا.. فالاكتئاب يسبب العجز، وفي الوقت نفسه فالعجز يضاعف الاكتئاب.

لكن من المهم القول كما يؤكد المتخصصون ان للعجز الجنسي الكثير من الأسباب الأخرى، كما أنه بمفرده ليس دليلاً على الإصابة بالاكتئاب.

10 - الحيرة والتردد : يجد البعض صعوبة في اتخاذ القرار حول أي شيء في الحياة. هؤلاء كثيرون، لكن المثير للقلق حين يصبح المرء متردداً بعد أن كان قادراً على اتخاذ القرارات في وقتها دون تأجيل أو تسويف.

ويقول البروفسور كلابو ان اتخاذ القرارات قضية ترتبط بعملية التعامل مع المعلومات، وأن الاكتئاب يبطئ هذه العملية ويسبب التردد والحيرة.

11 - الأفكار الانتحارية : تؤكد الإحصاءات أن النساء اللواتي يحاولن الانتحار أكثر من الرجال الذين يحاولون التخلص من حياتهم.. لكن الرجال الذين ينتحرون بالفعل ويضعون حداً لحياتهم أكثر بأربع مرات من النساء اللواتي يفعلنها.

والسبب كما يقول الخبراء أن الرجال يفضلون الوسائل والأساليب المضمونة والأكثر عنفاً، فهم غالباً ما يستخدمون الأسلحة النارية وبالتالي ينتهي بهم الأمر من أول محاولة.

ويشير المتخصصون إلى نقطة غاية في الأهمية وهي أن المتقدمين في السن أكثر من غيرهم عرضة للأفكار والهواجس الانتحارية، وغالباً ما تمر مثل هذه الهواجس من دون أن تثير انتباه أطبائهم، والدليل أن أكثر من سبعين في المائة من المنتحرين بين المتقدمين في السن ترددوا على أطبائهم في الشهر الأخير قبل إقدامهم على الانتحار.