الاندبندنت : الاحتلال الاسرائيلي غير اخلاقي وغير شرعي

عربي ودولي



تراجع اهتمام الصحف البريطانية بأخبار الثورات العربية، لكنها أفردت مساحة كبيرة في صفحات الأخبار والرأي لعزم القيادة الفلسطينية التقدم بطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

يقول الكاتب نعوم شايوت في مقاله على صفحات صحيفة الاندبندنت البريطانية ، وهو ضابط سابق في الجيش الاسرائيلي وعضو في جمعية كسر الصمت التي تنشر شهادات من الضباط الاسرائيليين بشأن عمليات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، في عام 1979، العام الذي ولدت فيه، كان عمر الاحتلال الاسرائيلي في غزة والضفة الغربية 12 سنة .

ويتابع الكاتب، في مقاله الذي يأتي عشية التقدم بالطلب الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كان عمري 10 سنوات خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، عندما أرغم أبي -ورفاقه في وحدة تابعة لقوات الاحتياطي- الفلسطينيين الأبرياء على الخروج من منازلهم ومتاجرهم في شكل من العقوبة الجماعية .

واضاف عندما انضممت إلى الجيش، كان يتم الاحتفال بالذكرى الثلاثين للإحتلال. وبعد ثلاث سنوات أخرى تم إرسالي –وكنت ضابطا صغيرا حينها- مع جنودي لمواجهة الانتفاضة الثانية .

ويتذكر شايوت أحداث تلك الفترة قائلا لقد قتلنا مئة فلسطيني في شهر واحد من أعمال الاحتجاج، وجرح آخرون كثر بالذخيرة الحية .

وقال أنه قيل لهم إن هدفهم هو اقناع المجتمع المدني الفلسطيني بأن الإرهاب لا يجدي.

وتابع قائلا إن النظام العسكري الاسرائيلي الذي يخضع له السكان الفلسطينيون عمره الآن 45 عاما، وبينما يتراجع العنف الفلسطيني بصورة كبيرة، فأن الجنود الاسرائيليين لا يزالون يدلون بشهاداتهم بشأن تكليفهم بمهمات لإفساد الحياة اليومية في المناطق الفلسطينية .

ويرى الكاتب أنه لا يزال من غير الواضح ما ستتقدم به القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة يوم غد بشأن طلب العضوية الكاملة في المنظمة الدولية.

وقال لا ندري إذا ماكان؟ ولا كيف سيكون وقع أي نتيجة للتصويت على أرض الواقع؟ .

واضاف على أي حال، فإن الشهادات التي أدلى بها أكثر من 750 جنديا وضابطا اسرائيليا سابقا عملوا في الأراضي المحتلة خلال السنوات العشر الماضية تشير إلى شىء واحد بوضوح: وهو أنه من وجهة نظر الجيش الاسرائيلي، فإن الاحتلال ليس أداة مؤقتة للسيطرة على السكان .

ويخلص إلى أنه ليس له نهاية (الاحتلال) على المدى المنظور .

واضاف يتعلق اولئك الذين يعارضون الاعتراف بدولة فلسطينية باعتقاد خاطىء وهو أن الاحتلال الاسرائيلي أمر مؤقت، وأن هدفه خلق فضاء سياسي لحكم ديمقراطي في فلسطين المستقبل .

ويرى الكاتب أن هذا الاعتقاد هو الذي يجعل الاحتلال مقبول اخلاقيا ، لأنه لو كان الاحتلال دائما لكان غير شرعي، ليس فقط لأن الحاكم أجنبي، بل لأن السيطرة على البشر عبر الإكراه والأوامر العسكرية أمر غير أخلاقي .

واضاف علينا أن نقبل حقيقة أن الجيش لا يرغب في الانسحاب من الأراضي المحتلة، وأن الوضع الراهن هو خطة الحكومة الاسرائيلية المستقبلية .