المستشار سامح المشد يكتب : أسرار المخطط الحمساوي الإخواني القطري الصهيوني

ركن القراء


تدور الكثير من الحوارات والنقاشات بين الأوساط السياسية والدبلوماسية والإعلامية، على المستويين الفلسطيني والإسرائيلي، حول مستقبل العلاقة بين حماس، والدولة العبرية. والحق يقال أن شكل العلاقة بين الطرفين ليس فقط مرتبطا بهما وحدهما، ولكنها ملفات شائكة ومعقدة، والتي بدورها تؤثر سلبا على طبيعة وشكل العلاقات بين الدول العربية وحماس. حركة حماس شئنا أم أبينا في طريقها الى الهاوية، بقدر تورطها في مستنقع الخزى والعار. وذلك ليس لإعتبارات سياسية، ولكن لقناعات شعبية ودولية. فوصلت مبتغاها في سلطة غزة، بالقوة وليس بالإنتخاب، فقامت بالإنقلاب المسلح على السلطة الفلسطينية. فسيطرت على 1% من قطاع غزة والباقى تستحوذ عليه إسرائيل. والأمر الذي لم يعد سرا أن الرغبة الجامحة المتصاعدة التي تحيط بزعماء وقادة حماس، تتجاوز أى رغبة بإزالة حكم السلطة الفلسطينية وفتح وإسقاطهما، بل ومحوها من الوجود! السؤال الذي يطرح نفسه على صناع القرار في إسرائيل، ما الذي يجبرهم على تنسيق الإتفاقيات وعقد الصفقات مع حماس منذ تأسيسها برعاية تل أبيب؟ الإجابة على هذا السؤال الديناميتي الملغوم ليس علينا ببعيد، ولا يحتاج الى تفكير. فصناع القرار في إسرائيل يرون أن الإقدام على التفاوض مع حماس، من شأنه يقوم بإعادة تنظيم الصفوف، ومراجعة الخطط، والتهيؤ لمخططات مستقبلية. وكذلك اللجوء للحوار مع حماس، يسجل نقاطا إضافية لإسرائيل، ويعود عليهم بنتائج كبيرة على المدى البعيد. وتوفير شريكا قويا لهم، وذلك بسبب قناعات توصل إليها الإستراتيجيون اليهود، الذين واكبوا التطور التاريخي للحركة، والذي يعطى كثيرا من الفوائد السياسية لإسرائيل. حيث أن فنادق المفاوضين وخنادق المقاومين هي التي تحسم الصراع.

وهنا لابد من كشف المخطط والتعاون بين حماس وإسرائيل والإخوان وقطر لإقامة دولة غزة وسيناء . هذا المخطط قديم منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، الذي رفض الأمر تماما، كما رفضه من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، ليجد قبولًا لأول مرة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. تقارب المصالح بين حركة حماس وإسرائيل، كانت نواة لسعيهما لتنفيذ المخطط، بيد أن حماس تسعى أن تكون دولة غزة وسيناء وطنًا للقاعدة، بينما تريد إسرائيل نسف القضية الفلسطينية بهذا المخطط. وطلبت حماس رسميا فى عهد الإخوان الموافقة على إقامة منطقة حرة بين غزة وسيناء، كان بداية المخطط على أرض الواقع. حيث أن الطلب كان يحتوى على مئات الآلاف من الأفدنة لتنفيذ إقامة المنطقة. وهنا أحب أن أذكر بسعى حماس والإخوان لتنفيذ مخطط دولة غزة وسيناء وهو التصريحات التي تم تسريبها للرئيس المعزول، على سعيه للموافقة لفتح السفارة الإسرائيلية، وترحيب المعزول بإقامة مخيمات للفلسطينيين في سيناء. ومن هنا يظهر لنا جليا أن الإخوان وحماس لم ولن يعرفا معنى الإنتماء الوطنى. لذلك وجدت إسرائيل في حماس المنفذ والملاذ الأخير لها لتنفيذ مخططها، بعد فشل محاولات إسرائيل مع كل الأنظمة السابقة. بينما وجدت الخطة دعما كبيرا من المعزول مرسي في عهد الإخوان. وبالطبع معروف لدى الجميع ولا يخفى على أحد أن قطر هى الدويلة الوحيدة التي تقف وراء المخطط الحمساوى الإخوانى الإسرائيلى. وتصريحات الرئيس المعزول الخائن، أنه كان يتمنى فتح سفارة لغزة في مصر، فضح نفسه ومخططه، وهو ما يعنى أن الإخوان كانت تسير في إتجاه تنفيذ المخطط الإسرائيلي.

كما أن تطاول حماس على مصر بالفعل من خلال التفجيرات، والقول من خلال الجزيرة، كانا إمتدادا للمخطط الإخوانى، المدعوم أمريكيا وإسرائيليا، بمعاونة قطرية تركية. وضمن الأخطاء والمصائب والكوارث التي غرقت فيها حماس والإخوان، هى الإضرار بالدين، وتشويه سماحة الإسلام، والمتاجرة بالقضية والشعب الفلسطينيين، والإستعانة بالإرهابيين لإستهداف جيش مصر العريق، مستغلين إنشغال الجيش بالمشاكل الداخلية. وتحويل معسكرات حماس لتدريب الإرهابيين، وحفر الأنفاق لتهريب المفجرين والسلاح الذي يوجه في صدور المصريين، ولا يضعون إعتباراً لدور مصر التي ضحّت في سبيل قضيتهم بأكثر من 121 ألف شهيد أثناء حرب الجيش المصري الذي خاضها من أجلهم. ووصلت الوقاحة من الدرجات أعلاها ومن الدناءات أدناها لحركة حماس، فتجرأت هذه الحقيرة على تهديد الجيش المصري، لهدم الجيش للأنفاق، فهدم مايقرب من 1000 نفق، كبدت قيادات حماس خسائر مالية ومعنوية وسياسية وإرهابية كبرى. فتظاهرت حماس أمام معبر رفح، محاولات رخيصة من جانب حماس، ومزايدة على دور مصر في رعاية أهالي غزة، مع العلم أن الهدم يهدد أيضا بيزنس قيادات حماس. هذه الأنفاق تحوّلت إلى ما يشبه جحور الفئران، وتحوّلت إلى شبكات واسعة تحت الأرض، والكثير منها وصل عمقه إلى 12 متراً، ضبط بها كميات هائلة من أسلحة الهاون، والـ آر بي جي، وصواريخ مضادة للطائرات، وأطناناً من المتفجرات، التي كانت ستوجه ضد جيشنا الوطني. والجيش المصري لا يعتدي على أحد خارج حدوده، ولكن من يحاول أو يفكر البدأ بذلك سيغضب الجيش، وإذا غضب فلا تحدث عن النتيجة... فتحية لجيش مصر العظيم الذي يستأصل الورم السرطانى الإرهابي في البلاد، وقطع أي رأس تحاول تهديد أمن وسلامة مصر، وسوف لا نسمح بتكرار الأعمال الإجرامية الحمساوية الإسرايئلية القطرية الإخوانية التركية في مصر.

عميد النادي الدبلوماسي الدولي [email protected]