مفاوضات اللحظة الاخيرة في ملف الدولة الفلسطينية

عربي ودولي


تكثفت الجهود الدبلوماسية حتى ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء في نيويورك التي وصلها عدد من رؤساء الدول على امل تجنب مواجهة حول طلب انضمام الدولة الفلسطينية الى الامم المتحدة، فيما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع لحزب الليكود في الكنيست أن اتفاقا متسرعا مع الفلسطينيين أو تسوية أحادية الجانب، سيؤدي إلى إطلاق صواريخ على كل إسرائيل. وأشار إلى أنه لن يلقى استقبالا دافئا في الأمم المتحدة.

وأضاف أنه 'أسهل بكثير الاستسلام للضغوط والحصول على تشجيع من دول العالم بواسطة تقديم تنازلات مفرطة من جانبنا وعندها سنرى ما سنتلقاه، ورؤساء السلطات المحلية في الشمال والجنوب يشهدون على ذلك' في إشارة إلى صواريخ تم إطلاقها من قطاع غزة وجنوب لبنان.

وتابع إنه 'يوجد اعتراف متزايد في العالم بالحاجة إلى حل المشاكل المختلفة المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية قبل أن تقوم'.

وأضاف نتنياهو 'لا أريد قصاصة ورق وإنما سلاما يصمد ولا يتفكك قبل التوقيع عليه'.

والى ذلك قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت في رسالة قصيرة على موقع تويتر فجرا 'يوم جديد في الامم المتحدة. تكثيف النشاط الدبلوماسي لتجنب كارثة اصطدام دبلوماسية في ملف السلام في الشرق الاوسط. علينا التوصل الى حل لخير الجميع'.

واكد الفلسطينيون نيتهم تقديم طلبهم الجمعة الى امين عام الامم المتحدة بان كي مون. لكن وزير الخارجية الفرنسي اعرب الاثنين عن خشيته من ان يؤدي اختبار القوة في نيويورك الى 'انفجار للعنف' في المنطقة.

والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء ممثلي عضوين دائمين في مجلس الامن الدولي هما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ.

واعلن هيغ مساء امس انه لا تقدم في الاتفاق على بيان بشأن المشكلة الفلسطينية في اللجنة الرباعية المعنية بالسلام في الشرق الاوسط.

وأضاف قبل اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة 'لا يوجد تقدم (في اللجنة الرباعية) يمكن الاعلان عنه حتى اللحظة'.

ووصل الرئيس الامريكي باراك اوباما مساء الاثنين الى نيويورك، وسيجري اجتماعات ثنائية. وتقف واشنطن الى جانب اسرائيل المعارضة الرئيسية لمبادرة الفلسطينيين التي تؤكد ان ولادة دولة فلسطينية لا يمكن ان يتم الا عبر اتفاق سلام معها.

اما الاتحاد الاوروبي فلم يكشف عن موقفه ساعيا الى المزيد من الضغط من اجل استئناف المفاوضات بحسب هيغ.

وبحثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الملف مساء الاثنين مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف. لكن لا يبدو ان جهودهما توصلت الى موقف ملموس.

وقال مسؤول امريكي رفيع 'لم يتحدثا عن صيغة محددة ولم يدرسا نصا' مشيرا الى ان الاجتماع كان اكثر 'استراتيجية' مما هو تكتيتي.

وتابع المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه 'درسا عناصر ستكون ضرورية من منظاريهما، ليس على خلفية هذا الاسبوع في نيويورك فحسب، بل كذلك للتعامل مع نزاع مستمر منذ عقود'.

وكشفت صحيفة 'اندبندانت' الثلاثاء أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يتلقى سراً مشورة سياسية في الشؤون الخارجية من نظيره الأسبق توني بلير.

وقالت الصحيفة إن كاميرون حصل بالآونة الأخيرة على نصيحة من بلير حول كيفية حل الأزمة الدولية بشأن اقامة دولة فلسطينية.واضافت أن كاميرون استدعى رئيس الوزراء والزعيم الأسبق لحزب العمال إلى مقره الريفي 'تشيكرز' لمناقشة هذه القضية، وذلك وفقاً لمصادر بوزارة الخارجية البريطانية، وحافظ منذ ذلك الوقت على اتصال منتظم مع بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، بعد أن دفن الولاءات الحزبية السياسية.

كما اصدر حزب العمال البريطاني امس بيانا اعلن فيه تأييده حصول الفلسطينيين على العضوية الكاملة في الامم المتحدة.