محامي متهمي حكم "إعدام المنيا" يفجر مفاجأة لـ"الفجر": القاضي هددنا بالضرب بالنار!

تقارير وحوارات


محمد عبد الصبور: رئيس الدائرة مستشار شخصيته صعبة، ومعروف بتشدّده في الأحكام

المحامي: الدائرة تعنّتت في سماع الدفاع .. وأوصلت الأمور لمرحلة الصدام معه

95 % من الدفاع لم يتمكن من تصوير أوراق القضية أو الاطلاع على أدلة الثبوت

الجلسة لم تستغرق أكثر من 10 دقائق.. والحكم كان صدمة وكارثة



في قضية بها 22 متهمًا فقط من جماعة الإخوان ، حُكِم على 528 شخصًا بالإعدام بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية، ورغم إن قتل نائب مأمور مركز شرطة مطاي يمكن أن يقوم به فرد واحد ومطواة، إلا إنهم جميعًا قد أخذوا بذنب شخص واحد من قاض معروف بتضخيمة للتهم، والحكم بأشد الأحكام.

وكانت المجموعة من أهالي مركز مطاي بالمنيا، أو من أعضاء الجماعة الإسلامية، وكان ممنوعًا منعًا باتا تصوير أوراق القضية للمحامين أو معرفة الاتهامات التي يواجهها المتهمون، وذلك مخالف لأحكام القانون التي تسمح للمحامي بالاطلاع والتصوير، ولكن، كما يقول محمد عبد الصبور، محامي المتهمين بالقضية، إن هيئة الدفاع استطاعت معرفة التهم الموجهة لموكليهم بالحب مع رؤساء نيابة شمال المنيا الكلية ، مؤكدًا أنهم عرفوا التهم من تحت الترابيزة بالمخالفة للأوامر التي جائت للنيابة من فوق.

وعن التهم الموجّهة إلى موكليه، قال عبد الصبور ، إنهم متهمون بقتل نائب مأمور مركز شرطة مطاي ، والشروع في قتل أمينيْ شرطة بالمركز نفسه، والإنضمام لجماعة إرهابية، ومحاولة احتلال واقتحام المنشآت العامة والشرطية.

وعن تعنّت النيابة، كشف لـ الفجر ، أن مجموعة المحامين طلبت سماع شهود النفي في القضية، الذين كان من بينهم أمناء شرطة قام أحد المتهمين بتهريبهم وحماية حياتهم، لكن النيابة رفضت، وتمّ تهديد الأمناء بالفَصْل من العَمَل، وأضاف: من إصرار المحكمة على ضرب القضية في مقتل، رفضت تسليمنا صورة من القضية حتى بعد إخلاء سبيل معظم المتهمين على ذمة القضية، وفوجئنا بتشكيل دوائر خاصة لنظر قضايا الإرهاب، ولذلك تم تشكيل هذه الدائرة .

والغريب.. هو ما لاحظه المحامون، إن الدائرة مُنتقاة بعناية، لأن رئيس الدائرة مستشار شخصيته صعبة، ومعروف بتشدّده في الأحكام.

ويحكي عبد الصبور، إنه فوجئ بقرار الإحالة لمحكمة الجنايات لتنظر الدائرة موضوع القضية.. ويقول: كنا على يقين إن القضية ليست فيها أي دليل، ولا يمكن صدور حكم مشدّد إلا على عدد قليل من المتهمين، وسيتم تبرئة الباقين .

كانت تفاصيل المحاكمة مليئة بالغرائب والطرائف، حتى إنه، كما يحكي عبد الصبور ، حين انعقدت الدائرة للمحاكمة، تعنّتت في سماع الدفاع ، وأوصلت الأمور لمرحلة الصدام معه، وهدّد المحامين قائلًا: الجلسة متأمنة بالسلاح.. وأي حد هيقرّب من المنصة هينضرب بالنار .

ويكمل محامي المتهمين، قائلًا: الجلسة لم تستغرق أكثر من 10 دقائق على أقصى تقدير.. 95% من الدفاع لم يتمكن من تصوير أوراق القضية أو الاطلاع على أدلة الثبوت أو معرفة علاقة (السببية) بين المتهمين وموضوع الجريمة.. وأخيرًا، رفع رئيس المحكمة الجلسة بعد أن طلب أحد الزملاء ردّ هيئة المحكمة، وفوجئنا بقرار الدائرة بحجز الدعوى للحكم لجلسة اليوم مع التصريح بأجل يوم واحد للمذكرات .

ويتعجَّب قائلًا: طلبوا من المحامين كتابة مذكرات في قضية لم يعرفوا تفاصيلها أو يقرأوها!! .

ويعلّق عبد الصبور على الحكم بإعدام 528 متهمًا، وبراءة الباقين: لا نعرف ولا نريد أن نعرف.. كيف وصل القاضي إلى هذا القضاء، خاصة إننا كنا نعتقد إنه سيعيد القضية للمرافعة مرة أخرى، ولو حكم سيحكم على 7 أو 8.. والمؤبد على 20.. والباقي (براءة).. لكن هذا الحكم كان صدمة وكارثة ونقطة سوداء في تاريخ القضاء المصري .