تويتر يفجر الصراع بين كبيري تركيا
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا، التي لم يعد يفصلنا عنها سوى خمسة أشهر، حيث ستجري في الـ10 من شهر آب (أغسطس) المقبل، تتحدث تقارير عن صراع في هرم السلطة والحزب الحاكم.
فجرت أزمة حظر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) من جانب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الصراع من أوسع أبوابه مع رئيس الجمهورية عبدالله غول الذي يرفض القرار.
وتتحدث الصحف التركية منذ اسابيع عن هذا الصراع الذي يرى فيه بعضها تعبيرًا عن طموحات سياسية متنازعة، وندد عبد الله غول، المستخدم بكثرة لموقع تويتر، بقرار الحجب الذي اتخذته الحكومة معربًا عن امله في أن يرفع سريعًا.
وبينما كان أردوغان توعد بـ اجتثاث (تويتر) من جذوره ، لكن المعارضة رأت في حجبه محاولة من الحكومة للتستر على فضيحة الفساد الكبرى التي تطاول أردوغان. وقال اردوغان إن القانون الجديد الذي فجر مظاهرات احتجاج في اسطنبول مطلع الأسبوع ضروري لحماية الخصوصية.
ومن جهته، قال غول الاحد الماضي: من الواضح أنه وضع غير مرضٍ في بلد متطور مثل تركيا له وزن كبير على الصعيد الاقليمي ويخوض مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي. لهذا السبب سيتم التغلب سريعًا على هذه المشكلة .
وأمام غول فترة محدودة من الأيام للتصديق على القانون أو الاعتراض عليه. ويقول معارضون إن القانون يخنق حرية التعبير. وسيسمح القانون لهيئة الاتصالات بمنع الوصول إلى مواد في غضون أربع ساعات دون قرار مسبق من المحكمة.
خلافات علنية
وتقول تقارير تركية إن هذا الاختلاف في وجهات النظر ليس جديدًا، فرغم حرص أقوى رجلين في النظام على تجنب الاستهداف المباشر الا انهما لا يترددان في كشف خلافاتهما على الملأ.
وتغص مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع تبادل ملفات الفيديو بتسجيلات منسوبة لوزراء -بينهم اردوغان- وحلفائهم في الشركات مقدمة كدليل على ارتكاب مخالفات ترتبط بفضيحة كسب غير مشروع شغلت تركيا على مدى أشهر.
وقبيل الجدل بشأن تويتر، عارض رئيس الدولة علنًا رئيس الوزراء الذي يستغل من جانبه كل لقاء في حملته للانتخابات البلدية المقررة في 30 اذار (مارس) للتنديد بـ المؤامرة التي تحوكها ضده من الولايات المتحدة منظمة الداعية فتح الله غولين.
وقال اردوغان الاسبوع الماضي في تصريح تلفزيوني: سيكون من الخطأ القول إنه لا توجد مؤامرة تدبر من الخارج ، ورد غول قائلاً: لا اقبل الادعاءات التي تستهدف قوى خارجية ولا اعتقد أنها مبررة. لا اؤمن بنظريات المؤامرة هذه التي تقول إن هناك من يسعى الى تدمير تركيا .
وسيكون تحدي الحكومة والاعتراض على مشروع القانون أمرًا غير مألوف بالنسبة لغول وسيضعه في خلاف مع أردوغان حليفه منذ فترة طويلة ويواجه ضغوطاً بسبب فضيحة فساد قبل أسابيع من انتخابات محلية حاسمة.
أردوغان يعترف
وأقرّ رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الاثنين، بأنه أمر بحجب موقع تويتر وهدد بحظر مواقع أخرى إذا أضرّت بـ المصالح القومية لبلاده التي ذكّر بأنها ليست جمهورية موز ، على حد تعبيره.
وكانت الحكومة التركية أعلنت أن هيئة الاتصالات نفّذت قرار محكمة بحجب تويتر الذي اتهمته بإهمال مئات القرارات القضائية لإزالة روابط إلكترونية اعتُبرت غير قانونية ، في إشارة إلى نشر حسابات على الموقع لتسجيلات هاتفية منسوبة إلى أردوغان ومقربين منه، تكشف فساداً مالياً ضخماً وتدخّل رئيس الوزراء في كل شؤون الحياة العامة.
وقال رئيس الوزراء التركي خلال تجمّع انتخابي لحزب العدالة والتنمية الحاكم: وسائل الإعلام المعتادة تهاجمنا. بماذا يصفونها؟ عدم تقبّل الحريات. لا يهمني من يكونون. لن أصغي. حتى لو وقف العالم ضدنا، أنا ملزم باتخاذ تدابير ضد أي هجوم يهدد أمن بلادي .
أكاذيب
وأضاف: هذه الشركات المدعوة تويتر ويوتيوب وفيسبوك تلجأ إلى كل شيء حتى إلى التركيب، وكلّها سبّبت تصدّع عائلات. لا أفهم كيف يمكن لأي شخص يتحلى بمنطق سليم، أن يدافع عن فيسبوك ويوتيوب وتويتر التي تنشر كل أنواع الأكاذيب ، طبقًا لقوله.
وأشار أردوغان إلى أنه أمر بحجب تويتر لأنه لم يلتزم قوانين تركيا، مشدداً على أنه سيحجب كل المواقع الإلكترونية التي تضرّ بالمصالح القومية لتركيا ثم توعّد بـ سحق تلك المواقع، وأشار إلى أن تويتر بدأ بإغلاق حسابات كانت هيئة الاتصالات التركية طلبت إغلاقها، لما تحويه من تحقير وازدراء لقيم الشعب التركي، واعتداءات على الحريات الشخصية للمواطنين ، كما قال.
وكرر أردوغان اتهاماته للموقع بانتهاج معايير مزدوجة، إذ يغلق حسابات استجابة لطلب تقدّمه الولايات المتحدة أو بريطانيا، ويدافع عن حرية التعبير إذا تعلّق الأمر بتركيا أو مصر أو أوكرانيا.
وشدّد على أن بلاده ليست جمهورية موز داعياً وسائل الإعلام وجهات أخرى إلى تفهّم أسباب إغلاق تلك الحسابات، بدل التشدّق باسم الحرية التي لا يمكن لأحد أن يدوس على قيمنا وحرماتنا باسمها ، على حد تعبيره.