"حسام مؤنس".. كلمة السر في ترشح "صباحي" للرئاسة


:

مهدي مبارك

المعروف إنّ حمدين صباحي حين حضر حفل تأبين محمد الجندي في مركز إعداد القادة بالعجوزة لم يكن ينوي إعلان ترشحه للرئاسة.. لكن ما لا يعرفه أحد إن حسام مؤنس حشد أوتوبيسات من المحافظات لحضور الحفل، وإجبار صباحي على الترشح، ورتب مع محمد عبدالعزيز وحسن شاهين، قيادات تمرد التي تمردت على محمود بدر، للحضور، وعرض مؤنس على صباحي قبل الحفل صور الأوتوبيسات التي احتشدت من المحافظات لدرجة إن قاعات مركز إعداد القادة عجزت عن تحمل عدد الحضور.. وقال له قبل المؤتمر بدقائق إن الناس عايزة حمدين رئيسًا .

وما لا يعرفه أحد أيضًا إن مجموعة من أمانة تنظيم التيار الشعبي رفضت ترشح صباحي للرئاسة، كان على رأسها حمدين نفسه وضمّت (خالد يوسف، وعبدالحكيم عبدالناصر، وتهاني الجبالي، وآخرين)، وكانت أسبابه إن الأجواء غير مناسبة لخوض معركة انتخابية.. إضافة إلى عدم تنظيم صفوف التيار (خاصة إن بعض أعضاء التيار انضموا لأنصار السيسي).

كان رأي صباحي إن خوض الانتخابات له سلبياته وإيجابياته، لكن سلبياته أكثر، وإن الأفضل مساعدة السيسي في حربه ضد الإرهاب ثم التنسيق معه في الانتخابات المقبلة.. هذا السيناريو رسمه حمدين صباحي لمستقبله السياسي، وقال لأحد المقربين منه: خلّي السيسي يكمل ما بدأه .. لكن حسام مؤنس كان له رأي آخر.

كان مؤنس على رأس المجموعة التي ترى إن ترشح صباحي للرئاسة هو الخلاص من حكم العسكر والإخوان ، وعدم ترشحه عيب في حق التيار ، واستلم تفويضًا شفويًا من الشباب للحديث باسمهم.. خاصة إن جميعهم لم يقتنعوا بأسباب عدم الترشح.. وبالفعل استغلّ كل الظروف ليثبت لـ صباحي إنه الرئيس المنتظر ، وحين امتنع النسر عن الرد على أي اتصالات تليفونية، حتى من أقرب المقربين إليه، انتهز الفرصة وزاره عدة مرات ليقنعه إن شعبية السيسي (في النازل)، ويقنعه بالترشح.. حتى نجح في ترتيب يوم حفل إعداد القادة بحضور عدد (جبار) انشرح له قلب صباحي .. وفي ساعتها، وبدون ترتيب، أعلن ترشحه للرئاسة.. وهو ما صرح به أحد أعضاء لجنة التنظيم بحملة صباحي لـ الفجر .

مؤنس لم يطلب أن يكون منسق حملة حمدين صباحي، ولم يجد نفسه في ذلك المكان بالصدفة.. قام بكل ما يمكن أن يقوم به من مهام منسق الحملة دون تكليف، وحصل عليه (بالأمر الواقع)، وفي رواية أخرى (بوضع اليد).

وتؤكد مصادر مقربة من صباحي أن استفراد حسام مؤنس بقرارات حمدين صباحي أغضب كبار أعضاء التيار الشعبي .. خاصة في غياب عزازي علي عزازي بعد وفاته، وكان الوحيد الذي يحدث توازن بين شباب وعواجيز التيار .. ما أدى إلى قيام مؤنس بالإشراف على تعديل البرنامج الانتخابي لـ صباحي ، وفرض سرية تامة - حتى على أعضاء أمانة تنظيم التيار - على التعديلات التي يقوم بها المهندس زكريا الحداد، والسفير معصوم مرزوق، وباقي فريق تعديل البرنامج.