السكري، مرض لا يعترف بالعمر والجنس
معظم مرضى السكّري لا يدركون أنهم مصابون بالسكري إلا لدى تعرّضهم لمضاعفات المرض كخلل في وظيفة القلب والغشاوة في النظر. فيما يعتبر من الضروري تشخيص المرض في مرحلة مبكرة للوقاية من أضراره ومضاعفاته. فإن كنت تعاني من السكّري، فأنت بحاجة لاتّباع عدد من الإجراءات الوقائيّة اللازمة بهدف تغيير نمط حياتك، والالتزام بالعادات والسلوكيّات الصحيّة التي تساعدك على حماية نفسك من مضاعفاته، وأن تتعايش معه بأقلّ الأضرار.
ما هو مرض السكّري، وما هي مسبّباته؟
السكّري هو عبارة عن خلل في نسبة الجلوكوز في الدم نتيجة لاضطرابات في عمليّة التمثيل الغذائي في الجسم. هرمون الإنسولين، والذي ينتجه البنكرياس، ضروري لتنظيم عمليّة امتصاص خلايا الجسم للكميّة اللازمة من الجلوكوز.
مريض السكّري يعاني من زيادة في نسبة الجلوكوز في الجسم hyperglycemia ، ويعود هذا لسببين:
أنّ الجسم لا ينتج ما يكفي من الإنسولين أو أنّه لا ينتج الإنسولين.
أنّ خلايا الجسم لا تستجيب بشكل سليم للإنسولين الذي ينتجه البنكرياس.
وبذلك فكميّة الجلوكوز الزائدة هذه تخرج من الجسم مع البول، ولا تحصل الخلايا على كفايتها من الجلوكوز الذي يعطيها الطاقة اللازمة لنموّها.
أنواع السكري وعلاجه!!
الإهمال في علاج السكّري يؤدّي إلى تطوّر مضاعفاته والتي قد تصل إلى التسبّب في أمراض القلب والأوعية الدمويّة، وتلف شبكيّة العين، والفشل الكلوي المزمن، وتلف الأعصاب، وعدم قدرة الجروح على الالتئام مما يؤدّي بالتالي إلى الإصابة بالغرغرينا في القدمين، والتي تقود إلى بتر الأطراف.
هناك ثلاثة أنواع من السكّري، وكلّها يتوفّر لها العلاج المناسب الذي يحدّ من تطوّرها:
السكّري من النوع الأوّل: وفيه لا ينتج الجسم الإنسولين مطلقا. وعادة يظهر لدى الأطفال والمراهقين، ويعالج بحقن الإنسولين والرياضة والنظام الغذائي المناسب.
السكّري من النوع الثاني: وفيه ينتج الجسم الإنسولين بكميّات غير كافية، أو أنّ الإنسولين الذي ينتجه الجسم لا يعمل بصورة سليمة. وهذا النوع أكثر شيوعا من الأوّل ويصيب الأشخاص في أي سن. ويعالج بأدوية السكّري وممارسة الرياضة واتّباع نمط غذائي سليم.
سكّري الحمل: وفيه يتطوّر السكّري في الجسم خلال فترة الحمل فقط.
النوعان الأوّل والثاني من السكّري هي أمراض مزمنة, ما يعني أنّها دائمة ومستمرّة، أمّا سكّري الحمل غالبا يزول من تلقاء نفسه بعد الولادة.
أعراض السكّري:
العطش الزائد
الجوع المفرط
الإرهاق
التبوّل الزائد، خصوصاً ليلاً
خسارة الوزن
الغشاوة في النظر
جروح لا تلتئم
تغيير نمط الحياة ضرورة وليس خيارا:
قد لا يكون من السهل تغيير نمط الحياة، إلاّ أنّه ضرورة لا بدّ منها للحدّ من خطر الإصابة بمضاعفات السكّري والتي لا تقلّ خطورة عن المرض نفسه:
إنقاص الوزن: الوزن الزائد يعيق قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بالشكل الصحيح، إضافةً إلى كونه يسبب ارتفاع ضغط الدم. فينصح بتجنب الحمية القاسية التي تخفض الوزن بسرعة وتزيده بالسرعة نفسها. وبدلاً من ذلك يمكن تقليل كمية الطعام والدهون التي يتناولها المريض، وممارسة الرياضة بما لا يقل عن 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع.
ممارسة الرياضة: ضع برنامجاً للرياضة، والتي تساعد، بالإضافة إلى إنقاص الوزن، على السيطرة على مستوى الكولسترول وضغط الدم وتساعد الجسم في حسن استعمال الإنسولين. وحسب الدراسات، فإنّ من يمارس الرياضة لمدة نصف ساعة خمس مرات في الأسبوع يقلل احتمال إصابته بالسكري من النوع الثاني.
ناموا تصحّوا: تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أنّ قلّة النوم، وأنّ أنماط النوم التي لا تتوافق مع الساعة البيولوجيّة الداخليّة للجسم كالمواظبة على النوم نهارا بدل الليل، قد تتسبّب في زيادة خطر الإصابة بمرض السكّري. فالنوم لساعات كافية ضروري لصحّة أفضل وأنّ النوم في الليل يأتي بآثار صحيّة أكبر من النوم نهارا.
الحمية الغذائيّة لمرضى السكّري:
أطعمة ينصح بتناولها:
الأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات الصحيّة مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليّات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
الأطعمة الغنيّة بالألياف مثل الخضروات، والفواكه، والمكسّرات، والبقوليّات، وطحين القمح الكامل، ونخالة القمح.
الأسماك مثل السلمون، والماكريل، الغنيّة بحمض أوميغا3 . لكن ينبغي تجنّب السمك المقلي والأسماك الغنيّة بمادّة الزئبق مثل تيليفيش وسمك السيف.
الأطعمة الغنيّة بالدهون الجيّدة مثل الأفوكادو، واللوز، والبيكان، والفستق، والزيتون.
أطعمة ينصح بتجنّبها:
الأطعمة الغنيّة بالدهون المشبعة مثل لحم البقر، والنقانق، والسجق.
الأطعمة الغنيّة بالدهون غير المشبعة المتوفّرة في الوجبات المعالجة، والمخبوزات، والسمن النباتي.
الأطعمة الغنيّة بالكوليسترول مثل منتجات الألبان الغنيّة بالدهون، والبروتينات الحيوانيّة الغنيّة بالدهون، وصفار البيض، والمحار، والكبد.
الأطعمة الغنيّة بالصوديوم: حاول التقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم قدر الإمكان.
وفي النهاية من الضروري استشارة الطبيب في كلّ ما يتعلّق بعلاج المرض والوقاية منه، حيث لا غنى عن إرشادات الطبيب ونصائحه في كلّ ما يتعلّق بصحّتنا وحياتنا، فما يفيد لشخص قد لا يفيد لشخص آخر بناء على عدّة عوامل تتعلّق بمدى تقبّل جسم المريض للمادّة العلاجيّة أو حساسيّته ومقاومته لها.