لعنة "السيسي وصباحي" تصيب الأحزاب السياسية بالانقسام وتوقع الفتنة


صراع في المصري الديمقراطي والوفد والنور بسبب دعم السيسي

صباحي يهدد مصر القوية والدستور بالانقسام

مصطفى أحمد

لكل انتخابات رئاسية لعنة تصيب البعض ويشفى منها البعض الآخر، ومع انتخابات العام قبل الماضي شهدت مصر الكثير من اللعنات التي أصابت بعض الشخصيات السياسية لعل أشهرهم الشخصيات التي اشتركت في مؤتمر فير مونت تدعم محمد مرسي، بينما أصاب البعض الآخر اللعنة حينما أعلن ترشيحه للفريق أحمد شفيق.

ولكن تلك الانتخابات لا تصيب أشخاص بل تهدد كيانات الأحزاب السياسية نفسها مما ينذر بكارثة خاصة إذا انقسمت تلك الأحزاب فيما بينها لتفقد مفهوم الحزبية وتتحول إلى مجموعة من الأشخاص لكل منهم رأيه.

ورغم أن المرشحين حتى الآن هم المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي إلا أن هناك معركة طاحنة داخل الأحزاب السياسية بسبب ميل البعض منهم إلى ترشيح المشير وميل البعض الآخر إلى ترشيح صباحي.

يأتي في مقدمة تلك الأحزاب الحزب المصري الديمقراطي الذي يعاني مشكلة حقيقية بسبب اختلاف الهيئة العليا للحزب، وحسبما أكدت مصادر داخل الحزب أنه منقسم إلى فريقين أحدهما يؤيد صباحي بقيادة أحمد فوزي المتحدث الرسمي باسم الحزب والدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب، والدكتورة هنا أبو الغار، عضو الهيئة العليا، والدكتور نور فرحات، عضو الهيئة العليا، بينما يرى فريق آخر ترشيح السيسي وهو فريق بقيادة عماد جاد وعماد غازي وزير الثقافة الأسبق.

لم يكن الحزب المصري الديمقراطي وحده هو من يعاني تلك المشكلة بل أنها المشكلة التي يعانيها حزب الوفد بعد انقسام أعضائه، خاصة بعد تصريحات السيد البدوي رئيس الحزب في الأيام الأخيرة ملوحا بتأييده السيسي، بينما يرى حسام الخولي عضو الهيئة العليا وفؤاد بدراوي الذراع الأيمن للبدوي أن حمدين هو الأصلح، وهو ما اضطر الحزب إلى تأجيل إعلان موقفه حتى تقديم البرامج الرئاسية.

وهناك معارك آخرى تدور بين المقاطعة وترشيح صباحي في حزب مصر القوية، حيث يرى عدد كبير من شباب الحزب أن يقاطعوا تلك الإنتخابات بعد إعلان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عدم ترشحه للرئاسة، بينما يرى بعض أعضاء الهيئة العليا مثل الدكتور مينا جورج الذي أكد في تصريح خاص لـ الفجر ، أنه حتى الآن سيدعم حمدين صباحي مفضلا المرشح المدني عن أي مرشح آخر، مضيفًا أن هناك عدد أخر من أعضاء الهيئة العليا سيدعمون صباحي خاصة أن الحزب لن يجبر عضوا له على ترشيح أحد.

لم يكن حزب النور هو الآخر بمنأى عن فتنة الأحزاب بعد تصريحات نادر بكار، مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام، بأن السيسي بطل قومي تزامنا مع تصريحات ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية ويونس محيون، رئيس حزب النور، اللذان أبديا عدم اعتراضهم على دعم السيسي، وكانوا أكثر حسما في موقف صباحي معلنين أنه لن يصلح لقيادة المرحلة حسبما جاء في حواره مع جريدة الحياة اللندنية، وهو ما جعل الفجوة تتسع بين قواعد حزب النور التي تميل إلى المقاطعة وأعضاء الهيئة العليا للحزب التي تتجه ناحية صباحي.

وفي حزب الدستور، التي تتولى رئاسته الدكتورة هالة شكر الله، ترى قواعده في حمدين صباحي ديكورا والمشير السيسي عودة لحكم العسكر، إلا أن رئيسة الحزب قد أعلنت أنهم سيفضلون المرشح المدني، في إشارة منها إلى دعم حمدين صباحي خاصة بعد إعلان خالد علي انسحابه من السباق الرئاسي، ورغم أن الكثير من أعضاء حزب الدستور يمثلون حملة خالد على الانتخابية، وهو ما يوشك بصدام بين قواعد الحزب وبين رئيسة الحزب الجديدة المعروفة بانتمائها للاشتراكية، وهو ما يجعل دعمها لصباحي أقرب.