صحف غربية تتساءل: انضمام القرم إلى روسيا..عبء عليها أم جائزة لها!

عربي ودولي


تصدرت أنباء الاستفتاء على انضمام جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا، اليوم الأحد، صفحات كبريات الصحف الغربية، التى تساءلت بدورها عما إذا كان الحصول على القرم يمثل عبئا على روسيا أم جائزة ترضية لها.

فمن جانبها، رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية فى تقريرها، عن هذا الشأن، أنه حال دخلت أوكرانيا تحت عباءة الكريملين، فإن روسيا ستوسع نطاقها الاقتصادى وتصد محاولات التقرب إلى الاتحاد الأوروبى وربما تبسط سيطرتها على خطوط الغاز التى تصل إلى الغرب.

وقالت الصحيفة- فى تقريرها الذى نشر على موقعها الإلكترونى- إنه رغم رفض البرلمان الأوكرانى والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الاعتراف بشرعية التصويت، إلا أن نتيجة الاستفتاء بالموافقة الانضمام لروسيا تبدو مؤكدة.

ونسبت الصحيفة إلى البرلمانى الروسى ليونيد سلوتسكى قوله إن أهمية القرم بالنسبة لروسيا تكمن فى حقيقة أنها أصبحت المكان الذى تمكنت من خلاله موسكو تحدى واشنطن، وإنهاء الحلم الأمريكى بشأن خلق عالم أحادى القطب .

وأوضحت الصحيفة أن مسألة الانضمام إلى روسيا- سواء أصحبت رسمية أم غير رسمية حتى الآن- ستجلب مليونى شخص إلى جعبة موسكو (منهم 15% على الأقل، وهم تتار القرم المسلمين، لن يسعدوا بهذا الأمر)، فيما سيعزز الانضمام من أمن الأسطول البحرى الروسى فى البحر الأسود، ويضفى شرعية على ادعاءات موسكو بأحقيتها فى امتلاك حقول الغاز البحرية.

وأفادت (واشنطن بوست) أن جزيرة القرم كانت تحصل، منذ استقلال أوكرانيا عام 1991، على المزيد من الدعم من الحكومة المركزية أكثر مما تدفع من ضرائب، وهو الأمر الذى قد يتكرر مع موسكو، مشيرة إلى أن معدل الإنفاق الاجتماعى الروسى يفوق نظيره الأوكرانى، وأن هناك اقتصاديين يرجحون إمكانية أن تنفق موسكو نحو 3 مليارات دولار أمريكى سنويا لدعم المنطقة الجديدة.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية حقيقة أن القرم من أغنى المناطق فى أوكرانيا، وفقا للمحلل الاقتصادى بوريس كوبيكن، بيد أن قطاع السياحة فى الجزيرة قد يتأثر خلال الأشهر القادمة فى ضوء الأزمة الراهنة إلا أن ذلك لم يمنع السلطات هناك من الإعراب عن أملها بانتعاش السياحة تحت الحكم الروسى.. وهو أمر يبرز مشكلة كبيرة هى أن منتجع سوتشى الروسى المطل على البحر الأسود، والذى أنفقت فيه روسيا نحو 50 مليار دولار لإقامة دورة الألعاب الشتوية قبل عدة أسابيع، يعد المنافس الرئيسى للقرم.

بدورها، سلطت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الضوء على مزاعم الجيش الأوكرانى بأنه صد غزوا عسكريا روسيا باستخدام المروحيات العسكرية وقوات المظلات لإبعاد القوات الروسية التى هبطت على شريط حدودى يربط جزيرة القرم.

ورأت الصحيفة –فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى- أن هذه المزاعم، التى لم تتأكد رسميا من قبل السلطات الروسية، تبرز مخاوف بشأن اعتزام روسيا شن غزو عسكرى أوسع بداخل الأراضى الأوكرانية، بالتزامن مع استفتاء القرم.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأحداث جاءت بالتزامن مع اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحرب والداعمة لوحدة أوكرانيا فى قلب عاصمة القرم سيمفيروبول ، فيما قرر البرلمان فى كييف حل السلطة التشريعية بالقرم لتجاوزها للسلطة الدستورية عندما شرعت فى إجراء الاستفتاء على الانضمام إلى روسيا.

وتعليقا على الأوضاع، نسبت الصحيفة البريطانية إلى السيناتور الديمقراطى ديك دربين إن أوكرانيا لا تمتلك جيشا قويا، لذلك يجب علينا أن نوفر لهم المال الكافى للدفاع عن أنفسهم ضد روسيا .