"دماء على الأسفلت".. مصر الأولى عالميا في حوادث الطرق.. والمحور والأوتوستراد طرق سيئة السمعة

تقارير وحوارات


بنى سويف الأولى بين محافظات مصر في حوادث الطرق

أستاذ تخطيط عمراني: خمسة ونصف مليار جنيه تعويضات للضحايا.. والمنظومة تحتاج لتعديل

مصطفى أحمد

الدم على الأرض خريطة .. هكذا يمكن أن نعبر عن الحال في مصر بعد سقوط أكثر من 10 أشخاص خلال الأسبوع الماضي في طرق بنى سويف فقط لنفتح مرة آخرى ملف حوادث الطرق في مصر، التي تحصد سنويا الأف الأرواح ليصبح عدد ضحايا الطرق فى مصر فى العقود الأخيرة يفوق ما فقدته مصر فى حرب أكتوبر بل أن عدد المتوفين بسبب حوادث الطرق فى آخر ستة أشهر يتفوق على عدد ضحايا الإرهاب منذ 30 يونيو.

وتبلغ عدد الوفيات في مصر من حوادث الطرق 12 ألفا وعدد المصابين 40 ألفا بنهاية عام 2013، حسب احصائية منظمة الصحة العالمية، ويتراوح المعدل الطبيعي لحوادث الطرق بالعالم لكل 10 الأف مركبة ما بين 10 و 12 حادثة، ولكن في مصر يصل لـ25 حادثة، بالإضافة إلى مؤشر قسوة الحادث التي تصل إلى 22 قتيلا لكل 100 مصاب، لتحتل مصر المركز الأول، ويحتل ضحاياها ضعف المعدل العالمي في العالم.

وخريطة الحوادث في مصر تنقسم ما بين طرق لا تشهد حوادث إلا قليلا وطرق أخرى تم تخصيصها من أجل إنهاء حياة المصريين، وهي الطرق التي يطلق عليها طرق سيئة السمع ، خاصة أن تلك الطرق تشهد يوميًا حوادث تنهي حياة المصريين، ومن تلك الطرق طريق محور 6 أكتوبر، الذي شهد وحده 757 حادثة فى عام واحدة، بالإضافة إلى الطريق الدائري من ناحية الأوتوستراد، الذي حل في المركز الثاني بـ490 حالة في عام أما طريق الشيخ زايد فشهد 443 حالة في عام 2012 فقط.

لم يقتصر الأمر على القاهرة فقط، بل أن هناك طرق أيضا في المحافظات تعد طرق سيئة السمعة منها طريق أسيوط – سوهاج، الذي يعد الأعلى من حيث معدلات الحوادث يليه طريق الشرقية والقليوبية، بجانب طريق الموت الذي يربط بين القاهرة والبحر الأحمر وهو طريق الكريمات، أما طريق الغردقة – رأس غارب يدخل هو الآخر موسوعة الطرق السيئة السمعة بين طرق مصر.

وتعد محافظة بنى سويف الأولى بين محافظات مصر في حوادث الطرق، حيث أعلنت المحافظة أنها فقدت 45 مواطن في خلال شهرين فقط، وتعتمد المحافظة على ثلاث طرق فقط أحدهما الطريق الصحراوي الرابط بين بني سويف وأسيوط والمنيا وسوهاج والطريق الآخر الزراعي المتوقف عن العمل منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وكان هو الآخر أحد الطرق التي شهدت العديد من الحوادث.

الدكتور عبد الحميد محمد، أستاذ التخطيط العمراني بكلية هندسة بجامعة عين شمس، يرى أن الطرق فى مصر جميعها تحتاج إلى نوع من التطوير، مشيرًا إلى أن الخسائر تنقسم إلى قسمين منها خسائر بشرية، تتصدر فيها مصر المركز الأول بضعف المعدل العالمي في حوادث الطريق، وخسائر مادية ناتجة عن تحطم السيارات ودفع التعويضات وبناء الطرق المهدومة.

وأكد عبد الحميد أن مصر تدفع ما يزيد عن خمسة ونصف مليار جنيه سنويا سددتها الدولة المصرية لحوادث السيارات، وفقا لبيان هيئة الرقابة المالية، مشددًا على أن منظومة الطرق في مصر بها العديد من الأخطاء خاصة الكباري الفرعية ككوبرى المرج، وهو يمثل الخطر الأول ويجب مواجهته.