"المناورة المصرية الإماراتية" تضرب أمريكا وقطر وتركيا في مقتل


مصطفى أحمد

تزداد اللعبة العالمية وتشتد سخونة بين التحالف الذي يقوده الولايات المتحدة الأمريكية وقطر وتركيا والتحالف الذي تترأسه مصر والسعودية والأمارات بمساندة من روسيا، حتى دخل هذا الصراع في مرحلة المناورات العسكرية التي تمثل أكثر أنواع التعاون بين أي دولة وآخرى.

كانت الضربة الأولى هي سحب سفراء السعودية والأمارات والبحرين، وبعدها التهديد بعزلة دولية لقطر من مجلس التعاون الخليجي بعد أن قامت قطر بالتدخل فى شئون مصر الداخلية برعايتها لجماعة إرهابية وما أن مضى أسبوع على تلك الضربة جاءت الضربة الأخرى من مصر بإقامة مناورات عسكرية مع دولة الإمارات تحت عنوان زايد 1 وهى المناورة التي تجرى الآن على أرض دولة الأمارات.

وتعد تلك المناورة هي الأولى بين مصر والأمارات بعد أن رفضت مصر إجراء مناورات عسكرية مع تركيا بعد عزل محمد مرسي وتدخل تركيا في الشئون المصرية بجانب أن المناورة ستكون مجاورة لدولة قطر المجاورة لدولة الامارات

ولعل مصر طوال تاريخها لم تعرف مناورات سوى مع روسيا فى عصر جمال عبد الناصر ثم مع الولايات المتحدة الأمريكية والآن مع الأمارات وهو ما يمثل اتجاه للسياسة الخارجية لمصر والسؤال الذى بات يطرح نفسه ماذا تمثل تلك المناورات لمصر، وهل هناك استفادة حقيقية لمصر من تلك المناورات وهل تمثل المناورة رسائل سياسية لعدد من الدول ؟..

سيف اليزل: زايد 1 رسالة لقطر وأمريكا

اللواء سامح سيف اليزل، رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن المناوراة زايد 1 تمثل فى جانبها رسالة سياسية إلى دولة قطر وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة الامريكية بأن السياسة الخارجية لمصر قد اختلفت تماما، وأن أمريكا لم تعد قبلة المصريين بل أن مصر قادرة على إقامة علاقات قوية مع كثير من الدولة العظمى.

وأضاف سيف اليزل، أن المناورات العسكرية هي أقوى علاقة تربط بين بلد وآخر، حيث يطلع كل بلد على قوة الدولة الأخرى العسكرية، وهو ما يدل على تعاون عربي وثيق بين الدولتين، لافتا إلى أن هذا الإجراء أصاب قطر بكثير من الخيبة خاصة أن دول التعاون الخليجي أصبحت الآن في صف مصر.

مستشار أكاديمية ناصر العسكرية: التقارب العربي العسكري هو الحل الآن

فيما أشار اللواء محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إلى أن المناورات بين مصر والإمارات تعطى مهارة للقوات المسلحة المصرية، لافتًا إلى أن التدريبات ستكون فى بيئة صحراوية مختلفة عن البيئة المصرية وهو ما يعطى خبرة أكثر للقوات المصرية بالإضافة إلى الاستفادة التي تعود على الجيش الإماراتي بإقامة مناورات مع أقوى جيوش المنطقة.

وتوقع خلف أن لا تكون تلك المناورات هي الأخيرة، خاصة أنها اتخذت اسم زايد 1 ومعنى هذا أن هناك مناورات آخرى تحمل اسم زايد 2 و زايد 3 ، وهو ما يعنى استمرار المناورات، لافتًا إلى أن التقارب العربي العسكري هو الحل الآن في ظل تلك الهجمة ومخططات التقسيم التي تحيط بالبلاد.

بيومي: مناورة عسكرية مصرية مع دول آخرى قريبا

واعتبر السفير جمال بيومي، أمين عام وحدة الشراكة المصرية- الأوروبية بوزارة التعاون الدولي، إن إقامة مناورات عسكرية مع دولة الإمارات بعد سحب سفيرها من قطر هو نوع من أنواع الرد الدبلوماسي القوي، وهو ما تتميز به الخارجية المصرية في الشهور الأخيرة خاصة أن المناورات جاءت بطريقة مفاجئة.

وأضاف بيومي أن السياسة الخارجية المصرية تتجه ناحية الشرق، قائلا: نحن على وشك حلف عربي جديد يتصدى لمحاولة الهيمنة الأمريكية وسيتكون هذا الحلف بقيادة مصر والسعودية والإمارات والبحرين وبمساندة روسيا حتى يتم التصدى لمخططات التقسيم .

وكشف بيومي عن أن المناورات العسكرية المصرية ستكون مع دول آخرى فى الفترة المقبلة وهو دليل على استقلال الإرادة المصرية، التي تم حرمانها من إقامة مناورات عسكرية سوى مع الولايات المتحدة الامريكية فقط في عصر المخلوع مبارك.