الصين ترفع من أهمية أمن وسلامة الإنترنت الى المستوى الاستراتيجي كأحد ركائز الأمن القومي

عربي ودولي



كشفت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية أن عدد مستخدمي الإنترنت عبر الأجهزة الجوالة قد وصل إلى 8.38 مليون شخص بحلول يناير من العام الجاري 2014، مشكلا قرابة ثلثي السكان الإجمالي بالصين.

ورأى الخبراء الصينيون أن الإنترنت أصبح من البنية الأساسية الحقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية.

وقامت الحكومة الصينية بتشجيع التطوير السليم للمالية عبر الإنترنت وستقوم بتنفيذ استراتيجية الشبكة العريضة النطاق وستحافظ على أمن الإنترنت، فيما أستشهد الخبراء بما ورد في تقرير عمل الحكومة الصينية الصادر الأسبوع الماضي، الأمر الذي يبرهن على أن الصين رفعت اهتمامها حيال هذا القطاع إلى المستوى الاستراتيجي الوطني وأحد ركائز الأمن القومي .

ومع إنشاء الحكومة الصينية مجموعة قيادية مركزية عالية المستوى يترأسها الرئيس الصيني شي جين بينغ في يوم 27 فبراير الماضي، بهدف توجيه وتنسيق أعمال أمن الإنترنت والمعلوماتية بين مختلف القطاعات، أعرب الخبراء الصينيون عن إعجابهم بعمل الحكومة لإنشاء هذه المجموعة الخاصة بأمن الإنترنت والمعلوماتية، حيث أشار تشانغ ياو شيويه، عضو أكاديمية الصين للهندسة خلال الدورة السنوية الحالية للهيئة الاستشارية السياسية الوطنية، إلى أن هذه الخطوة لها أهمية استراتيجية وتطبيقية عميقة، فيما أشرف تشانغ على تطوير أول جهاز توجيه للإنترنت في عام 1995.

وأضاف تشانغ أن التوسع المتسارع للانترنت وخاصة الشبكة الجوالة سيطلق عنان القوة بشكل غير متوقع، فإما أن تكون بناءة وإما مدمرة، ولذلك فإن موقف الصين من هذا سيكون موقفا مسؤولا تجاه الدولة والشعب، وفي يونيو 2013، كشفت وسائل الإعلام عن برنامج بريسم المشغل من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكي منذ عام 2007 للقيام بالمراقبة الطويلة الأجل والواسعة النطاق في كل من داخل البلد وخارجه، ما أثار زلزالا دبلوماسيا ضخما وجعل الناس يعرفون هشاشة أمن الانترنت .

وفي هذا السياق قال وانغ يوي كاي، عضو اللجنة الاستشارية للمعلوماتية الوطنية إن هذه الفضيحة كشفت المخاطر الأمنية الكامنة في العالم الإلكتروني الصيني، وأن الأمن بالحقيقة هو منافسة تكنولوجية، حيث تخلفت الصين في هذا المجال لافتقارها إلى التكنولوجيا الجوهرية ما أدى إلى الاعتماد المفرط على الأجهزة وأنظمة المعلومات الخارجية، مع العلم أن حوالي 50 % من المعدات الرئيسية للنظام المعلوماتي يتم تزويدها من قبل الشركات الأجنبية في قطاعات المالية والاتصالات والطاقة والمواصلات الصينية حتى في الحكومة، الأمر الذي يشكل تهديدا خطيرا للبنى الأساسية للمعلومات الحاسمة.

وأوضح الباحثون أنه بجانب الأمن الوطني، أصبح أمن الإنترنت الشخصي يهم الناس أكثر فأكثر مع تعميم استخدام الانترنت في أنحاء الصين وقد تجسد ذلك في الاستخدام المتزايد للخدمات المصرفية عبر الانترنت .. مشيرين إلى أن خدمة يوي أه باو ، لخدمة المصرفية الأكثر شعبية على الانترنت فى الصين، تمكنت من جذب قرابة 81 مليون مستثمر الكتروني مع مجمل رأسمال بلغ حوالي 500 مليار يوان، ما يعادل 81.7 مليار دولار أمريكي ابتداءا من إطلاقها في يونيو 2013.

وقالوا إنه بجانب التسهيلات العظيمة والعائدات المثيرة للإعجاب التي تجلبها الخدمات المصرفية على الانترنت، إلا أنها أثارت قلقا جديدا حول الأمن الشخصي. إذ أظهر استطلاع أجرته وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن 60% من المستطلعين واجهوا قضية سرقة المعلومات الشخصية، بينما عبر 60 % من المستطلعين عن عدم رضاهم حول حماية المعلومات الشخصية.

وفي الوقت نفسه، كشف تقرير صادر من مركز الصين لمعلومات الانترنت في ديسمبر العام الفائت أن 74.1% من مستخدمي الانترنت أي 438 مليون شخص تعرضوا لقضايا الأمن في فترة الستة الأشهر قبل إصدار التقرير، حيث قال لي جيون، مؤسس شركة شياومي التكنولوجية فى الصين كنت أخاف من فقدان محفظتي في الماضي، والآن أصبحت خائفا من فقدان هاتفي الجوال، لأنه يرتبط بأشياء كثيرة مثل المعلومات الشخصية والحسابات المصرفية، فإذا تسربت هذه المعلومات ستكون النتيجة كارثية .

وطبقا للباحثون فى الصين فقد أصبح هذا الموضوع ساخنا عشية الدورتين السنويتين، وقدم النواب المشاركون اقتراحات حوله، بما فيها تنفيذ مشاريع تحقيق الإنتاج المحلي للمعدات المعلوماتية الحاسمة وتحسين المعايير التقنية للأمن المعلوماتي بالإضافة إلى إكمال النظام القانوني وتنسيق نظام الإدارة والمراقبة.