أورام الرحم الليفية.. حميدة لكنها قد تسبب الإجهاض وتأخر الإنجاب
تعتبر أورام الرحم الليفية من أكثر الأورام التى تصيب الجهاز التناسلى للأنثى شيوعا، وهى من الأورام الحميدة التى تتكون فى الطبقة العضلية للرحم، وقد تستقر داخل عضلة الرحم، وقد تنمو داخل تجويف الرحم، أو قد تنمو خارج جدار الرحم، وهى تظهر فى صورة ورم واحد لا يتعدى السنتيمتر، أو قد تكون عدة أورام يصل حجمها إلى25 سم.
وتقول دكتورة هويدا حسانين استشارى جراحة النساء والتوليد، إن أعراض الأورام الليفية تتوقف على عدة عوامل منها نوع الورم وحجمه، فقد تشكو المريضة من الورم الليفى، وقد يتم اكتشافه بالصدفة عند الكشف أو الفحص من خلال الموجات فوق الصوتية، ولكن أكثر أعراض الأورام الليفية شيوعا هى النزيف الشديد، وآلام الظهر وأسفل البطن، وزيادة حجم البطن غير الطبيعى.
وأضافت أن من أهم الأعراض أيضا الإجهاض المتكرر وتأخر الحمل، وقد يزداد حجم الورم ليضغط على الأعضاء المجاورة للرحم، مثل القولون والمثانة والمستقيم والحالب، وعندها تشكو المريضة من أعراض أخرى مثل الانتفاخ والمغص والاحتباس البولى الذى يشير إلى وجود هذا الضغط الذى يوصلنا بعد الفحص إلى وجود ورم ليفى بالرحم.
وتشير دكتورة هويدا، إلى أن الأورام الليفية تصيب الإناث فى المرحلة الإنجابية فى المرحلة العمرية من 20 إلى 40 سنة، وأن خطة علاج الورم الليفى تتوقف على عدة عوامل منها السن، والحالة الإنجابية للمريضة، وحجم الورم ومكانه، ومدى تعرض الأعضاء المجاورة للرحم من آثار جابية، ولكنه فى الغالب ينصح باستئصال الورم الليفى من خلال الجراحة مع الحفاظ على الرحم، ويفضل عمل الجراحة باستخدام المنظار عن طريق البطن أو الرحم، على حسب حجم الورم وعدده.
وأكدت هويدا، على أن معظم الأورام الليفية التى تصيب الرحم حميدة، إلا أن وجودها قد يؤثر على تأخر الحمل عند المريضة، وذلك يتوقف على عدة عوامل من أهمها مكان وحجم الورم الليفى، حيث إن وجود الأورام الليفية فى مكان الجنين قد يسبب منع الحمل، أو قد يؤدى للإجهاض المبكر والمتكرر، وفى حالة وجود الورم فى عضلة الرحم أو داخل تجويفه يعمل على الضغط على الجنين داخل الرحم مسببا عدم نموه، وقد يؤدى إلى إجهاض الحمل نفسه فى مراحله المتقدمة، إلى جانب الإفرازات الكميائية التى تخرج من الأورام الليفية التى تعمل على تأخر الحمل أيضا.
وتنصح دكتورة هويدا، باستئصال الورم الليفى من الرحم للمساعدة فى حدوث حمل، ولكن تحت إشراف الطبيب، ويتم ذلك بطريقة لا تضر بنمط الحياة عند الأنثى فى حالة عدم وجود مانع من إجراء الجراحة، كما تنصح باستئصال الأورام الليفية دون تردد فى حالة كبر حجمها وتعددها وتأثيرها على أعضاء أخرى مجاورة للرحم، خاصة فى حالة تقدم السن وعدم رغبة الأنثى فى الإنجاب.