روبير الفارس يكتب: رسالة عتاب إلى شيخ الأزهر

مقالات الرأي


مناظرات المتطرفين هدية الازهر للأ قباط ..اين الأمام الأكبر؟

فى قلوب الأقباط مكانة كبيرة للازهر الشريف، ويعد بالنسبة لهم ملجأ الراحة والواسطية من هجوم التيارات المتطرفة عليهم وعلى عقائدهم المقدسة، ويرى الكثيرون فى فكرة واعمال بيت العائلة فرصة رائعة وجيدة لغرس المحبة وسبل التعايش ومواجهة الفتن، هذا هو الحلم المثالى الجميل والرائع للصورة الرائجة للوحدة الوطنية التى نتمنى ان تتحول الى واقع دائم، ولكن للاسف هناك ما يعكر صفو هذه الصورة، حيث يعزف الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الاسلامية ورئيس تحرير مجلة الأزهر على وتر الطائفية بقوة وقسوة دون مراعاة لشركاء الوطن والذين سبق واستباح دمهم فى كتابه فتنة التكفير.

وقامت وزارة الأوقاف بسحبه من السوق وحذف تلك الفتوى المدمرة لنفاجىء بسيادته فى هذه الأيام المضطربة والتى يئن فيها وطنا العزيز تحت ثقل ضربات الإرهاب، ويدفع الأقباط من دمهم وكنائسهم ضريبة وطنية شهد لها العالم، يصدر ويقدم كتاب بعنوان ( لماذا أنا مسلم )للشيخ عبد المتعال الصعيدى .كهدية مجانية مع العدد الصادر فى مارس 2014 جمادى الاولى 1435 هجرية الجزء5 السنة 87 .والكتاب يقع فى 144 من القطع الصغير.

وكان الدكتور عمارة صريحا وهو يقدمه للمسلمين وأهل الكتاب على السواء (صفحة 18 ) فماذا يقدم لنا فى الكتاب المجانى ؟ الكتاب مناظرة .كتبها المؤلف الشيخ عبد المتعال الصعيدى - وهو احد رجال الازهر له العديد من الكتب الاصلاحية – ولكن الدكتور عمارة لم يختار من بينها غير هذا الكتاب الذى يدور حول مناظرة بين شاب يدعى محمد وقس امريكى كان يعمل مبشرا يدعى صموئيل زويمر (1867 – 1952 ) وطبعا ينتصر الكتاب للاسلام على العقيدة المسيحية .كعادة كتب المناظرات التى راجت فى مصر فى سبعينيات القرن الماضى مع ارتفاع موجة التطرف الدينى وتكوين الجماعة الاسلامية .حيث امتلات الارصفة بمناظرات الشيخ ديدات.

وطوال هذه الفترة ورغم كل ماحدث لم يشارك الأزهر ابدا فى اصدار هذه المناظرات، حتى فعلها الدكتور عمارة باصدار هذا الكتاب حاملا رسم ووسم الازهر .ليطعن فى الدور المشرف الذى يقوم به الازهر فى بيت العائلة .ويلقى بكرسى فى كلوب الوحدة الوطنية .والكتاب كالعادة يحتوى على طعن ونحر للمسيحية بحجة الرد على اسئلة القس زويمر فى المناظرة المزعومة .ومن بين السطور الواردة فى هذا الكتاب نكتفى بهذه النماذج القليلة.

•جاء فى صفحة 26 تعليقا على الاية القرانية (ولتجدن اقربهم مودة للذين امنو الذين قالوا ان نصارى ذلك بان منهم قسيسن ورهبانا وانهم لايستكبرون )ان القسيسون والرهبان الذين مدحوا فى هذه الايات فهم قسيسون ورهبان اسلموا وامنوا بما انزل على محمد (ص) فمدحوا على اسلامهم الجديد لاعلى نصرانيتهم القديمة .فهل يقرا الازهر هذا التفسير لاكثر الايات استخداما للتدليل على المودة بين المسلمين والاقباط.

• وصف الكتاب عقيدة التثليث اكثر من مرة بانها عقيدة وثنية وزعم ان علم الاديان اثبت انها ماخوذة من العقائد الوثنية القديمة فى بلاد الهند والروم ومصر (صفحة 30 )(صفحة 129 )وشكك فى عقيدة الصلب والفداء (صفحة 38 ).


• وقال الكتاب ان المسيحية ديانة ضد العلم والفلسفة والحكمة (صفحة 91 )

• وتكرر لفظ (النصرانية المحرفة )اكثر من مرة بصفحات الكتاب ومنها ان الله لايريد اصحاب النصرانية المحرفة وحاشا له ان يريدهم منه .وانما الذين اتبعوه هم المسلمون اتباع محمد ص اما اليهود فقد كذبوا به .واما النصارى فقد كذبوا عليه وحرفوا دينه (صفحة 136 ).

هذه هى نماذج قليلة جدا من السطورة الحادة التى طعنت فى العقيدة المسيحية بلا هوادة على مدار صفحات الكتاب ال144 .لتبقى لنا فى رسالة العتاب هذه الى الدكتور الامام احمد الطيب شيخ الجامع الازهر بعض الاسئلة .هل يخدم نشر هذا الفكر رسالة بيت العائلة التى تتبناها ؟ هل تختلف رسالة مجلة الازهر عن رسالة جريدة صوت الازهر والتى تصدر ايضا عن الازهر- صحيفة اسبوعية كل جمعة -وتقدم وجبات تعمل على تدعيم المحبة بين المصريين فمن نصدق يا مولانا المجلة ام الجريدة ؟ ماهو موقفكم لو قام احد الاقباط بالرد على ماجاء فى الكتاب باستخدام نفس المنهج هل وقتها سوف تنعم مصر بالعيش المشترك الذى تعملون من اجله.

روبير الفارس