" كيري" في "كييف" بعد وقف واشنطن علاقتها العسكرية مع موسكو

عربي ودولي


علقت الولايات المتحدة، أمس، تعاونها العسكري مع روسيا، وذلك قبل وصول وزير خارجيتها جون كيري، اليوم، إلى كييف، لتأكيد دعم بلاده للسلطة الأوكرانية الجديدة، التي تواجه إنذار روسيا، في القرم.

وأعلن البنتاجون أن: الولايات المتحدة، علقت جميع الصلات العسكرية مع موسكو، على إثر التدخل الروسي في منطقة القرم ، وذلك بعد أن لوح البيت الأبيض، أمس، بتهديد بفرض عقوبات دبلوماسية، وأيضا اقتصادية.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، وبلهجة تحذيرية إن: الرسالة التي نريد إيصالها إلى الروس، مفادها أنهم في حال مضوا قدما في نهجهم الحالي، سنبحث جملة من الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية، التي ستعزل روسيا ، معتبرا أن: هذه الإجراءات، سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد الروسي .

وكذلك، عبر مسؤولون عدة في الكونجرس الأمريكي، الراغب في دعم كييف، في مواجهة روسيا، أمس،عن نيتهم في تبني تدابير سريعة، لتقديم مساعدات اقتصادية لأوكرانيا، قد تتضمن ضمان قروض بمستوى مليار دولار، وقد سبق وتحدث كيري الأسبوع الماضي، عن خطة لضمان قرض دولي محتمل، بالقيمة نفسها.

وفي مؤشر على حرب الأعصاب بين أوكرانيا وروسيا، تحدث مسؤول في وزارة الدفاع الأوكرانية، عن توجيه إنذار روسي جديد إلى العسكريين الأوكرانيين، للاستسلام اليوم، وإلا سيتعرضون لهجوم.

وقال أفلاديسلاف سيليزنيف، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الدفاع الأوكرانية في سيمفيروبول، عاصمة القرم بجنوب أوكرانيا، إن: الإنذار هو التالي:الاعتراف بالسلطات الجديدة، الموالية لموسكو، في القرم، وإلقاء السلاح والمغادرة، أو أن يكونوا مستعدين لهجوم .

لكن موسكو أسرعت في النفي، معتبرة أنه هذيان تام ، وقال رئيس البرلمان الروسي، إن: روسيا لم تحتاج بعد إلى استخدام حقها في شن عملية عسكرية، في أوكرانيا .

وفي هذه الأثناء، بقي النشاط الدبلوماسي كثيفا، سعيا إلى إيجاد حل لأسوأ ازمة في أوروبا، منذ سقوط جدار برلين، بحسب تعبير وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

وقد بدأ مجلس الأمن الدولي، بطلب من روسيا، اجتماعا جديدا، أمس، الثالث منذ أربعة أيام، مخصصا لبحث الأزمة في أوكرانيا.

وعبر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذين عقدوا اجتماعا طارئا، عن قلقهم البالغ، بحسب الوزير الفرنسي لوران فابيوس، ودعا الوزراء روسيا إلى اتخاذ تدابير سريعة وملموسة لنزع فتيل التصعيد ، أولها انسحاب القوات الروسية التي انتشرت في الأيام الأخيرة في القرم، إلى أماكن تمركزها الدائمة .

وسيجتمع قادة الاتحاد الأوروبي، مجددا، بعد غد، في بروكسل، في إطار قمة استثنائية.

ومن المقرر أن، تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، اليوم، مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قبل أن تتوجه غدا، إلى كييف.

ويتواجد في العاصمة الأوكرانية، وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، الذي حذر روسيا من: الثمن الذي ستدفعه، لتحركها في أوكرانيا ، وذلك بعد أن التقى السلطات الجديدة، التي تسلمت الحكم بعد إقالة فيكتور يانوكوفيتش، في 22 فبراير الماضي.

إلى ذلك، سيعقد حلف شمال الأطلسي من جهته اجتماع أزمة جديدا، على مستوى سفراء الدول الأعضاء، لبحث الوضع في أوكرانيا، وذلك بطلب من بولندا، البلد المجاور، الذي يعتبر أن أمنه مهددا.

وقد يعقبه اجتماع لمجلس الحلف الأطلسي-روسيا، على المستوى نفسه، قدم عرض لسفير روسيا لدى الحلف الأطلسي، الذي يفترض أن، يحمل الرد عليه اليوم.

وتتهم السلطات الأوكرانية روسيا، بمواصلة إرسال عسكريين بكثافة، إلى القرم، مع هبوط عشر مروحيات قتالية وثماني طائرات نقل، في خلال 24 ساعة.

وقال الرئيس الأوكراني بالوكالة أولكسندر تورتشينوف، مساء أمس: أطلب من روسيا وقف العدوان والاستفزازات والقرصنة .

ونشرت روسيا، منذ السبت الماضي، وبحسب وزارة الدفاع الأوكرانية، تعزيزات من ستة آلاف جندي في القرم، شبه الجزيرة الناطقة بالروسية، في جنوب أوكرانيا، والتي تضم الأسطول الروسي في البحر الأسود.

وكانت جميع القواعد العسكرية الأوكرانية، أمس، مطوقة من جنود، لم تعرف هويتهم، يعملون لحساب السلطات الموالية لموسكو، بحسب السلطات الجديدة في كييف، وكان الوضع في غاية التوتر، في المنطقة، لكن لم يسجل وقوع أية مواجهات.

ويبدو أن أنصار روسيا، بدأوا يتحركون في مناطق أوكرانية أخرى، فقد اقتحم نحو 300 متظاهر من المؤيدين لموسكو، بعد الظهر، مقر الإدارة الإقليمية في دونيتسك (شرق أوكرانيا)، معقل الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش.

وفي جنيف، ندد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بالتهديدات بفرض عقوبات، والمقاطعة لبلاده، وبرر تحرك روسيا في أوكرانيا، بأن القوميين المتشددين، يهددون حياة، والمصالح الإقليمية للروس، والسكان الناطقين بالروسية .