صحيفة: تجدد الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو يضر بـ"المصالح الإسرائيلية"
سلطت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية الضوء على الأزمة الأوكرانية وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط .. معربة عن مخاوف إسرائيل من أن تجدد الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا، قد يضر بالمصالح الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيلتقي الرئيس الأمريكي باراك اوباما اليوم في البيت الأبيض، والأخير منشغل بالأزمة الأوكرانية التي وصفها البعض بأنها الأخطر في أوروبا منذ الغزو السوفيتي لجمهورية تشيكوسلوفاكيا في 1968.
وذكرت أن إسرائيل ليس لها أي دخل في هذا الصراع وستبذل قصارى جهدها للنأي بعيدا عنه.. لافتة إلى أن إسرائيل بوضوح لا تريد قول أي شيء يمكن أن يؤدي إلى أي عداء مع الولايات المتحدة، حليفها الأكبر، وفي الوقت نفسه ليس لديها مصلحة في فعل أو قول أي شيء يثير غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إسرائيل .
وشددت الصحيفة على أن إسرائيل لديها علاقة جيدة وقوية مع موسكو التي تحظى بتأثير كبير على إيران وسوريا، ولا ترغب في إثارة غضب موسكو بلا داع .
ولفتت إلى أن بوتين يمكنه، إذا أراد، أن يصعب الأمور أكثر على إسرائيل ، وهذا يفسر الصمت العلني الإسرائيلي بشأن الأزمة الأوكرانية .. مشيرة إلى أن إسرائيل لا ترغب في التورط في هذه الأزمة، كما هو الحال بالنسبة للبرازيل وسنغافورة اللتين لم تصدرا أي تصريحات حول الوضع في شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وتابعت الصحيفة ليس فقط أن إسرائيل ليس لديها أية مصلحة في هذا الصراع ، بالرغم من أن هناك مخاوف واضحة على اليهود المتواجدين هناك، لكن هؤلاء اليهود لديهم الفرصة لمغادرة البلاد ، لكن أي شيء قد تقوله إسرائيل إزاء هذا الشأن ليس له صلة حقيقية ، فالرئيس الأمريكي، على سبيل المثال، من غير المرجح أن يلتفت إلى نتنياهو ويسأله عن بعض التصريحات الواضحة والجلية في هذا الشأن، ولذلك فإن مثل هذه التصريحات، إذا صدرت، لن تعني شيئا لأحد .
وأضافت (جيروزاليم بوست) أن إسرائيل مثل أية دولة في العالم ، تتابع الوضع في أوكرانيا بحرص شديد، حيث لا تكمن مخاوف إسرائيل فقط في احتمال تسبب الأزمة هناك في حرب شاملة، ولكن أيضا تكمن في احتمال تجدد تنافس الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو مما قد يضر بالمصالح الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل حريصة على العمل مع روسيا جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، وليس ضدها بشأن الأزمة النووية الإيرانية.. حيث أن تأزم العلاقات بين واشنطن وموسكو سيكون له عواقب سلبية حول مناطق أخرى ذات أهمية كبيرة لإسرائيل، مثل قضية بيع وتسليم الأسلحة إلى سوريا، واحتمال نقلها إلى حزب الله في لبنان.
واختتمت بقولها إذا أرادت روسيا أن ترد بالمثل على بعض تحركات واشنطن، فإن أحد المجالات التي يمكن أن تستغلها في ذلك سيكون المسار الإسرائيلي الفلسطيني.. وقد يستغل الفلسطينيون أيضا زيادة التوتر الأمريكي الروسي لتشديد مواقفهم ، وفق رأي الصحيفة .