"نيويورك تايمز" تحذر من مغبة أى تدخل عسكرى لروسيا فى أوكرانيا

عربي ودولي


حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من أن إثارة أى توترات فى أوكرانيا التى تموج بالاضطرابات بالفعل لن يكون فى مصلحة أى طرف سواء كانت روسيا أو الغرب، داعية كلا من الجانبين إلى العمل معًا للمساعدة فى استقرار البلاد سياسيًا واقتصاديًا.

كما حذرت الصحيفة -فى مقال افتتاحى بثته عبر موقعها الإلكترونى اليوم الأحد- من مخاطر التشجيع على انفصال دائم لشبه جزيرة القرم والتى تحظى بحكم ذاتى عن بقية أوكرانيا، مضيفةً أنها على يقين من أن تكتيكات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الخطيرة ستأتى بنتائج عكسية ومن شأنها أن تنفر الأوكرانيين بدلاً من تشجيعهم على قبول أى دور روسى فى مستقبل أمتهم.

وذكرت أن روسيا والغرب على حد سواء لديهم مصالح مشروعة فى أوكرانيا ومستقبلها، داعيةً الجانبين إلى التعاون للمساعدة فى استقرار البلاد سياسيًا ووضع خطط اقتصادية وتجارية من شأنها أن تبدأ فى حل الأزمة الاقتصادية.

وتساءلت الصحيفة عن هدف روسيا من التدخل العسكرى فى أوكرانيا وذلك بعد قرار البرلمان الروسى منح تفويض للرئيس الروسى فيلاديمير بوتين بالتدخل العسكرى فى أوكرانيا وكذلك قيام القوات الروسية بفرض سيطرتها بالفعل على شبة جزيرة القرم، لافتةً إلى الدور الودى واللطيف الذى لعبه بوتين عندما استضافت روسيا دورة الألعاب الاوليمبية فى سوتشى لكنها أشارت إلى أن الإرث الحقيقى لبوتين يكمن فى نهجه الخطير فيما يتعلق بالجغرافيا السياسية.

وأشارت إلى أن إعلان السفير الأوكرانى لدى الأمم المتحدة يورى سيرجييف أمس الأول الجمعة أن القوات الروسية سيطرت على مطارين فى شبه جزيرة القرم وأن البحرية الروسية عرقلت خفر السواحل الأوكرانية.

ونقلت الصحيفة أن موسكو نفت إرسال قوات إلى شبه الجزيرة، مستكملة: ولكن الحقيقة أنها قامت بحركة استفزازية عندما وضعت 150 ألف جندى فى حالة تأهب قصوى يوم الأربعاء الماضى قرب الحدود مع أوكرانيا ثم سمحت للرئيس الأوكرانى المخلوع فيكتور يانوكوفيتش بعقد مؤتمر صحفى فى مدينة روستوف أون دون الروسية .

وأوضحت أن الوضع الآن يشوبه الفوضى وأصبح أقرب إلى المواجهة العسكرية، وأن الحكومة المركزية الجديدة التى تولت السلطة فى كييف بعد فرار يانوكوفيتش تواجه صعوبات كبيرة فى عملها.

ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما، كان محقًا عندما حذر روسيا من مغبة أى خطوة عسكرية وبأن الولايات المتحدة ستنضم إلى العالم فى إدانة أى انتهاك للسيادة الأوكرانية، مشيرة إلى أن أوباما قال أيضًا إنه سيكون هناك ثمن لأى تدخل عسكرى روسى فى أوكرانيا، على الرغم من أنه من غير الواضح ما قد ينطوى عليه مثل هذا الثمن فى واقع الأمر.

وجاءت تصريحات أوباما بعد أن قام مسلحون بالسيطرة على مطارين فى سيمفيروبول، العاصمة الإقليمية لشبه جزيرة القرم وإن لم يكن واضحًا هوية هؤلاء المسلحين أو الجهة التى تقودهم.

وتابعت الصحيفة أنه لم تتوفر مؤشرات حتى الآن عن مواجهات لكن ناقلات الجند المدرعة التى تحمل علامات روسية، ظهرت على طرق بالقرب من سيمفيروبول، وظهرت أحيانا بمفردها وفى أوقات أخرى إلى جانب أعمدة طويلة من المركبات العسكرية، ولكن لم يتضح ما إذا كان هذا التحرك للقوات الروسية فى إطار مساع لاحتلال المدينة أم أنه استعراض قوة أم أنه ببساطة تحرك روتينى معتاد للمعدات العسكرية الروسية.

ونبهت الصحيفة إلى أن روسيا لديها العديد من المنشآت العسكرية فى شبه جزيرة القرم، حيث يوجد مقر أسطول البحر الأسود، وأن هذه المنطقة تحظى بعلاقات تاريخية مع روسيا.

واسترسلت الصحيفة فى مقالها الافتتاحى أن موسكو وعدت بأنها لن تتدخل فى القرم باستخدام القوة وذلك فى معرض تعهدها بالدفاع عن مصالح المواطنين الروس فى أوكرانيا، لكن الصحيفة نوهت بأنه ليس من الواضح ما إذا كان بوتين سوف يلتزم بهذا الوعد، مشيرة إلى أن روسيا أرسلت فى عام 2008 ، قواتها إلى جورجيا المجاورة بهدف ظاهرى وهو حماية إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي، ولكن الهدف الحقيقى كان إضعاف الحكومة الموالية للغرب فى تبليسي.

ودعت الصحيفة فى ختام مقالها روسيا والغرب إلى تجنب إثارة المزيد من التوتر فى أوكرانيا، والعمل معًا للمساعدة فى استقرار البلاد، وحذرت من تكتيكات الرئيس بوتين الخطيرة.