بوشكوف: على الغرب اتخاذ قرار مسؤول ازاء اوكرانيا وليس التصرف بروح الحرب الباردة ضد روسيا
أعلن رئيس لجنة مجلس الدوما الروسية للشؤون الدولية اليكسي بوشكوف انه يجدر على الغرب تحليل كامل وطأة الازمة الاوكرانية واتخاذ قرار متوازن لتسوية الوضع هناك، وليس العمل بروح الحرب الباردة ضد روسيا.
وقال بوشكوف لوكالة انترفاكس اليوم الاحد 2 مارس ان الوضع في اوكرانيا خاص. هذا الوضع حين لا يعترف جزء من البلاد بالسلطات الحالية ويطلب الحماية من المظاهر المتطرفة، والتي قد بينت نفسها بالكامل. وهذا الوضع حين تكون البلاد على وشك الانهيار المالي .
واعتبر انه قبل اتخاذ قرارات عاطفية معادية لروسيا، والتي ينجذب اليها بعض الساسة الغربيون، يتوجب على الغرب التفكير جيدا بهذه المسائل.
وصرح المسؤول الروسي انه يجب اخذ جميع هذه الظروف، كما يتصور لي، بعين اعتبار الحكومات الغربية لكي لا يتخذوا قرارات تحمل روح الحرب الباردة، وهذا اسهل شيء، وانما قرار مسؤول يسمح بتسوية الازمة الاوكرانية وليس تصعيدها .
ولفت الى انه في الوقت الحالي، عندما تعمل دول الغرب على صياغة سياستها في الوضع المتشكل حول اوكرانيا لديهم طريقين الاول هو تاريخي عدواني بغض الطرف عن المشكلة الحقيقية وابداء ردة فعل في اطار الغرائز المعادية لروسيا الحاضرة بقوة لدى النخبة السياسية الامريكية وعدة دول اوروبية. والسيناريو الثاني يكون براغماتيا ومتوازنا .
ورأى الكسي بوشكوف انه، ومع كل الاعجاب الذي يمكن ان يشعر به الغرب تجاه الحكومة الحالية في اوكرانيا، لا يمكنهم غض الطرف عن العديد من الحقائق التي تصعب الوضع، وهي اولا عدم القدرة على التحكم باوكرانيا من قبل السلطات الحالية في كييف، وثانيا انتشار القوى المتطرفة نصف الفاشية التي تقوم بدوريات في شوارع كييف وعناصرها يبرطون اشارات الـ SS (مخابرات هتلر خلال الحرب العالمية الثانية - الغيستابو)، ويشنون حملة كاملة من التهديدات بحق سكان البلاد غير الاوكرانيين، ويدعون الارهابيين الشيشان الى توحيد الجهود في محاربة روسيا. اعتقد انه لا يجب على الساة الغربيين، وهم لا يقدرون، غض الطرف دائما عن هذه المشكلة الجدية جدا لاوكرانيا المعاصرة .
وأكد كذلك ان على الزعماء الغربيين الاقرار بأن العديد من المدن الاوكرانية تمتنع الاعتراف بشرعية السلطات الحالية وتصرفات حكومة كييف اذ رفعت الاعلام الروسية فوق العديد من المباني الادارية في دونيتسك وخاركوف وماريوبول وميليتوبول وسيمفيروبل واوديسا. وفي كل المناطق من هذه المدن تجري مظاهرات كبيرة احتجاجا على تصرفات سلطات كييف وتعبيرا عن عدم الرغبة في التقيد بقراراتها. هذا يحصل عمليا في كل الشرق والجنوب الشرقي من اوكرانيا ومن غير الممكن تجاهل ذلك .
وتابع انه لو ايدت الدول الغربية ميدان كييف كتعبير لخيار الشعب، فكيف يمكن رفض حق سكان مدن اوكرانيا الشرقية والجنوبية الضخمة في التعبير عن ارادتهم الشخصية؟ .
وقال ان الغرب لا يستطيع عدم الاعتراف بأن الاتفاق بين فيكتور يانوكوفيتش والمعارضة في 21 فبراير التي وقعت في كييف بمشاركة وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبولندا، لم ينفذ.
وشدد على ضرورة الاهتمام بكل هذه الحقائق من قبل الدول الغربية اذ يجب عليهم التفكير في اية اوكرانيا يؤيدون، هل يؤيدون حكومة كييف غير القادرة على التصرف مع الوضع في بلدها دون اللجوء الى عنف. يجب عليهم التفكير هل العنف بحق الناس الساكنين في الشرق والجنوب الشرقي من اوكرانيا هو الاسلوب الذي يمكن ان تتبعه سلطة كييف. والتفكير لماذا هم يعترفون بحق، ولنقل، شعب كوسوفو في حماية حقوقه في تقرير المصير ولكن لا يعترفون بحق سكان القرم على التعبير عن خيارهم الشخصي . الى ذلك، يجب على الغرب ان يفكر بمن سيدفع ثمن اوكرانيا الحالية المدمرة للنصف والتي تبقت عمليا دون موارد للبقاء. ولا يجب النسيان بأن الغاز الروسي هو الذي يبقي اوكرانيا واقفة على رجليها الى الآن، والذي نورده لها بأسعار مخفضة. وانه بفض هذه التوريدات بالذات، والتي اتخذتها روسيا نهاية العام الماضي، يعتمد استمرار هذا البلد .
واختتم المسؤول الروسي متسائلا انه في الوضع الراهن غير المستقر، والتي اثارتها تصرفات السلطات الاوكرانية نفسها ودعوات المجموعات المتطرفة التي وترت الوضع الى اقصى حد، يُطرح سؤال، هل الغرب جاهز لفتح خطوط الائتمان امام اوكرانيا واخذ حل مشكلاتها المالية-الاقتصادية الضخمة على عاتقه. هل الغرب قادر على حل الكارثة الاوكرانية المالية دون مشاركة دول اخرى بما فيها روسيا؟ .