مظاهرة تحذر السفير الإسرائيلي بالأردن

عربي ودولي



حذر المئات من المتظاهرين بالقرب من السفارة الإسرائيلية السفير الإسرائيلي في عمان من العودة إلى الأردن بعد يوم من مغادرتها، وطالبو الحكومة الأردنية بإغلاق سفارة العدو وإلغاء معاهدة وادي عربة التي قالوا إنها تنص على تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين.

وجاءت المظاهرة بعد أقل من 24 ساعة على مغادرة السفير الإسرائيلي عمان بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نتيجة تهديدات متظاهرين باقتحامها، وقررت السلطات الإسرائيلية أيضا إغلاق السفارة الخميس.

المظاهرة -التي استمرت أربع ساعات- بدأت مع ساعات المساء الأولى في ساحة مسجد الكالوتي الذي يبعد عن السفارة الإسرائيلية أقل من كيلومترين، وسط طوق أمني كثيف أغلق كافة المداخل المؤدية إلى السفارة، ونشر مئات الجنود والمدرعات تحسبا لاقتحام السفارة في عمان، تكرارا لما شهدته السفارة الإسرائيلية في القاهرة الجمعة الماضية.

وهتف المتظاهرون الشعب يريد إسقاط وادي عربة ، و لا سفارة صهيونية على أرض أردنية ، و الشعب يريد تحرير فلسطين ، و اسمع اسمع يا عباس عودتنا هي الأساس ، كما رفعوا الأعلام الأردنية والفلسطينية وأحرقوا العلم الإسرائيلي.


وحاول المتظاهرون أكثر من مرة اختراق الحاجز الحديدي الذي نصبته قوات الأمن حول مكان المظاهرة، وحدث تدافع بين المتظاهرين ورجال الأمن جرى احتواؤه في كل مرة.

وكادت المظاهرة تتحول إلى مواجهة مع قوات الدرك التي حضرت بأعداد غفيرة تفوق أعداد المتظاهرين، عندما التف المتظاهرون على طريق جانبي ليستقروا في شارع مؤد إلى السفارة، إلا أن مفاوضات بينهم وبين ضباط كبار في الأمن نجحت في منع تقدمهم وإنهاء مظاهرتهم عند العاشرة مساء بتوقيت عمان.

وحضرت قيادات حزبية وسياسية المظاهرة في بدايتها ثم غادرتها بعد ساعة من بدئها، ليستمر شبان من أطياف سياسية عديدة -لا سيما اليسارية والقومية والإسلامية- في التظاهر حتى النهاية.

وشهدت ضاحية الرابية التي يقع مقر السفارة فيها تعزيزات أمنية منذ الأحد الماضي، بعد يومين من اقتحام متظاهرين مصريين مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ومع صدور دعوات على صفحات فيسبوك تدعو إلى مظاهرة مليونية لطرد السفير الإسرائيلي من عمان.

وشوهدت تعزيزات أمنية تنتشر في الشوارع المحاذية للسفارة التي تعتبر أحد الأماكن البالغة التحصين في العاصمة الأردنية عمان.

ومنذ صباح الخميس عززت قوات الأمن وجودها في منطقة الرابية التي تحولت شوارعها -لا سيما القريبة من السفارة- إلى ما يشبه ثكنة عسكرية ، وكشفت مصادر موثوقة للجزيرة نت أن عدد رجال الأمن المحيطين بالسفارة تأهبا للمظاهرة بلغ 1500 من مختلف الأجهزة الأمنية.

وقال الناشط في الحراك الشبابي الداعي لإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان عبد الله محادين إن فرار السفير الإسرائيلي من عمان لن يقنع المتظاهرين بالتوقف عن التظاهر.

وأضاف للجزيرة نت سنستمر في حراكنا ضد السفارة الإسرائيلية حتى إغلاقها وإلغاء معاهدة وادي عربة التي تشجع في المادة الثامنة على تحقيق الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن .

وتابع حراكنا اليوم ليس انجرارا خلف ما قام به أبطال مصر العظيمة من اقتحام مقر السفارة الصهيونية، وإنما هو حراك مستمر منذ عام 1994، ونشهد هنا في الأردن اعتصامات لجماعة الكالوتي التي نفذت منذ العام الماضي 78 اعتصاما يطالب بإغلاق السفارة وإلغاء معاهدة وادي عربة .

واعتبر أن الإعلان عن مغادرة السفير الإسرائيلي عمان ديكور تجميلي لامتصاص الغضب الشعبي ، وتابع لا نقبل ديكورات تجميلية أو إبر تخدير، لقد ثبت لكل أردني أن هذه السفارة وكر للجواسيس، كما ثبت أن العدو الذي نقيم السلم معه يتعمد إهانتنا ليل نهار .

وتساءل عما سماه تغييب الإعلام الرسمي الأردني لقضية الأسرى في السجون الإسرائيلية ، وأضاف أن الأسيرة الأردنية أحلام التميمي المحكومة بأحد عشر مؤبدا تتعرض لإهانات غير مسبوقة، ولا نسمع تعليقا رسميا، ونواب في الكنيست يعدون مشروعا للوطن البديل دون أن نسمع شيئا من الرسميين الأردنيين .


وسائل إعلام إسرائيلية وصفت سحب إسرائيل لسفيرها من الأردن بأنه استمرار في مسلسل التهاوي الدبلوماسي في الشرق الأوسط

واعتبر أن أفضل طريق لحماية الأردن من خطر الوطن البديل هو تحرير فلسطين والمساهمة في ذلك بشكل أساسي من قبل الأردن.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية وصفت سحب إسرائيل لسفيرها من الأردن بأنه استمرار في مسلسل التهاوي الدبلوماسي في الشرق الأوسط ، واعتبرت صحيفة هآرتس العبرية أن السفارة الإسرائيلية بالأردن كانت الوحيدة التي تعمل في الشرق الأوسط بعد طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة واقتحام مقر السفارة في القاهرة.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية قررت سحب السفير من عمان لتفادي المجازفة بمصيره بعد سيناريو القاهرة.