سوء التغذية والتوتر.. أحد أسباب ارتفاع ضغط الدم في مصر
تزداد حالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع حياتنا العصرية التي لا تكاد تخلو من القلق والتوتر وقلة النشاط البدني وأنماط الحياة غير الصحية؛ ابتداءً من الازدحام السكاني ومشاكل النقل إلى سوء التغذية وتلوث البيئة.
هذا ما أكده الدكتور شريف حافظ أستاذ أمراض السكر والضغط بجامعة القاهرة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجمعية المصرية، مشيراً إلى أن شخصاً واحداً بين كل عشرين شخصاً يعاني من ارتفاع ضغط الدم ويحتاج إلى علاج وللأسف فإن نصف من يعاني من هذا المرض في الغالب لا يعرف أن ضغط دمه مرتفع ويحتاج إلى علاج، كما أن نصف الذين يعلمون بمرضهم لا يتلقون العلاج اللازم له.
وينصح حافظ بقياس ضغط الدم لديهم كل ستة أشهر خاصةً بعد تجاوز سن الثلاثين من العمر أو في حالات زيادة الوزن أو في حالات توارث المرض بين أفراد العائلة الواحد.
وقد أظهرت بيانات الأمم المتحدة أن واحداً من كل ثلاثة بالغين في جميع أنحاء العالم عانى ارتفاعاً في ضغط الدم، سبب حوالي نصف الوفيات الناجمة عن الجلطة وأمراض القلب، وتؤثر هذه الحالة على حوالي نصف السكان البالغين في بعض البلدان في أفريقيا، حيث يعاني أكثر من 40 %.
وأوضح حافظ أن أن معظم هؤلاء الناس لا يتم تشخيص حالتهم ومن ثم يمكن علاج كثير منهم بأدوية رخيصة وهو تدخل من شأنه أن يقلل خطر الوفاة والعجز الناجم عن أمراض القلب والسكتة الدماغية، التي من الممكن أن تؤدي إلى الوفاه، حيث أنه المرض الأول المسبب للوفاة عالمياً.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محسن إبراهيم أستاذ أمراض القلب جامعة القاهرة، أنه وفقاً لآخر احصائية في مصر، كان معدل حدوث المرض 26% من البالغين خمسة وعشرون سنة فما فوق ومنهم 37% فقط يعلمون ان لديهم مرض الضغط المرتفع، ومن بين هؤلاء 8% فقط هم الواصلون إلى الهدف المثالي لعلاج ضغط الدم.
عادات خاطئة
وأوضح الأطباء أن هناك عادات سيئة في مصر تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتسهم بزيادة احتمالية الإصابة به منها:
- الإفراط في تناول ملح الطعام: فمن المعروف أن الملح موجود في أجهزة الجسم، وهو يحافظ على وجود الماء في الجسم فالإفراط في تناول الملح يؤدي إلى كبر حجم السائل الذي يجب ضخه في أنحاء الجسم، وقد لوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح كاليابانيين وسكان كوريا الجنوبية ينتشر بينهم المرض أكثر من غيرهم من الشعوب.
- البدانة والخمول: حيث لوحظ أن الأشخاص ذوي الأوزان الزائدة معرضون للإصابة بالضغط أكثر من غيرهم، وأنهم عندما ينقصون أوزانهم تتحسن حالتهم بدرجات متفاوتة.
- التوتر والقلق: حيث تلعب شخصية الفرد وطبيعة عمله دوراً هاماً في قابليته للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتزيد هذه القابلية إذا كان الشخص كثير التوتر والعصبية، وإذا كانت مهنته تتطلب منه جهداً فكرياً كبيراً، أو تلقي عليه قدراً عالياً من الأعباء.
- حبوب منع الحمل (أقراص منع الحمل المركبة): فهي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستيرون اللذين يسببان ارتفاعاً طفيفاً في ضغط الدم وقد يسبب أحياناً ارتفاعاً شديداً في ضغط الدم لبعض النساء.
- عوامل وراثية: حيث ثبت أن العائلات التي يكون فيها أحد الوالدين مصابا بارتفاع ضغط الدم، يصاب طفل من بين كل أربعة أطفال بارتفاع ضغط الدم.. أما إذا كان كلا الوالدين مصابين بالضغط فإن احتمالية إصابة الأبناء هي طفل من بين أثنين.
- تقدم السن: حيث يزيد الضغط مع تقدم السن، وقد يكون السبب إلى جانب أسباب أخرى، انخفاض مرونة الشرايين مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الانقباضي بصفة خاصة.
- الإدمان على الكحول أو التدخين: فمن الثابت أن إدمان الكحول يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم باعتباره مسبباً رئيسياً لأمراض القلب والشرايين، والجلطات.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
لا يشعر أغلب مرضى ارتفاع ضغط الدم بأية أعراض، ولكن من الممكن ظهور أعراض ناتجة عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، ومن هذه الأعراض:
- عدم اتزان وصداع.
- نزيف أنفي.
- ألم في مؤخرة الرأس عند الاستيقاظ في الصباح.
- ألم في الصدر.
- ضيق في التنفس.
- اختلال في الوعي والتركيز.
- ضعف في الأطراف.
- تشنجات.
- زغللة وضعف في البصر.
حبة “دوائية سحرية”
وأكد الدكتور رمزي المواردي أستاذ أمراض القلب، أن هناك الكثير من الدراسات التي تناولت اهمية استمرار المريض على الدواء، كما أوصى به الطبيب، وذلك له علاقة مباشرة بضبط ضغط الدم ومن ثم تجنب المضاعفات الصحية التي من الممكن أن يعاني منها المريض.
وقامت شركة “نوفارتس” بإصدار الحبة الثلاثية التي تحتوي على 3 مواد قوية ومثبتة الفاعلية لعلاج ضغط الدم المرتفع والتي تم ترشيحها بواسطة منظمات الصحة العالمية والأطباء.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد وفائي أستاذ أمراض القلب، أن هذه الحبه الثلاثية تحتوى على عقار “لاملوديبين والفالسارتان والهيدروكلوروثيازيد” وقد حصلت على موافقة منظمة الغذاء والدواء الامريكية (FDA) عام 2009.
وأوضح الأطباء أن هذه الحبة الثلاثية أثبتت فاعليتها في خفض ضغط الدم المرتفع في الأبحاث العالمية التي أجريت على هؤلاء المرضى الذين فشل ضبط ضغط الدم لديهم باستخدام دوائين.
وفي خلال أسبوعين من تناول الحبة الثلاثية تم خفض ضغط الدم لديهم حوالي 40 مم زئبقي وحوالي 50 مم زئبقي لمرض ضغط الدم المرتفع جدا،ً ليصل إلى 70مم زئبقي في بعض المرضى، ومن بين كل 10 مرضى تناولوا هذا الدواء 9 منهم وصلوا للهدف المرجو منه لعلاج ضغط الدم وهو اقل من 140/90.
وأوضح الأطباء أن هذا الدواء أثبت فعاليته في مساعدة المريض على الاستمرار عليه في كثير من الدراسات لأنه يؤخذ مرة واحدة يومياً، كما أنه يقلل عدد الأقراص المستخدمة يومياً لعلاج ضغط الدم المرتفع.
أغذية تهدد مرضى الضغط
يعتبر الغذاء النباتي من الأغذية الوقائية للإصابة من ارتفاع ضغط الدم.
وينصح الأطباء بتجنب اللحوم الغنية بالدهون مثل اللحم الضائن والأعضاء الداخليه مثل المخ والكبد والكلاوي والسجق والهامبورجر، ويسمح بتناول اللحوم الخالية من الدهون (مرتين أسبوعياً فقط) ويمكن للمريض تناول لحوم الدجاج ولكن بدون جلد وكذلك لحوم الآرانب ولايفضل لحوم الأوز والبط.
كما يفضل تناول البقوليات بدلاً من اللحوم لغنى محتواها من الألياف وعدم احتوائها على الدهون المشبعة أوالكوليسترول.
أما بالنسبه للبيض يفضل تناول زلال البيض (البياض) وتجنب الصفار والمايونيز.
غير مسموح لمريض ضغط الدم العالي تناول الزبدة والسمن والزيوت النباتية المتحمدة (المهدرجة) وزيت جوز الهند ومنتجاته، وأفضل الزيوت له زيت الذرة وزيت عباد الشمس وزيت الزيتون والزيت الحار.
ويمكن تناول اللبن المنزوع الدسم والزبادي بدون قشطة والجبن خالي الدسم أو القريش. كما يمكن للمريض تناول الخبز الأسمر والبليلة والأرز والمكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة لإحتوائها على الماغنسيوم.
ويفضل تناول الأسماك الدهنية بزيوت الأوميجا مثل السلمون والماكريل والتونة المعلبة بشرط أن تصفى من الزيت وتشطف بالماء.
وتناول المكسرات النيئة على الأقل مرتان في الأسبوع، حيث تحتوى على الماغنسيوم والألياف الغذائية.
كما يفضل تناول من 8-10 ثمرات من الفاكهة والخضروات يومياً.