اسرائيل تلوح بحرب .. فهل تقرع طبولها قبل الانتخابات المصرية ام بعدها..؟!

عربي ودولي

اسرائيل تلوح بحرب
اسرائيل تلوح بحرب .. فهل تقرع طبولها قبل الانتخابات المصرية

بعد الحرب الاخيرة على غزة ,وقعت اسرائيل ولاول مرة في تاريخها هدنة مكتوبة بينها وبين المقاومة الفلسطينية برعاية مصرية ,وحاولت اسرائيل اختراق الهدنة عدة مرات الا انها تخضع هذه المرة لعدة حسابات اقليمية ومحلية بالاضافة الى المتغيرات التي تحدث على الساحة العربية والاقليمية وخصوصا الساحة المصرية ,فهل ما حذر منه عريقات قبل ايام بأن اسرائيل قد تشن عدوان على غزة في أي لحظة من اجل اخراجها من مأزق المفاوضات وترمي الكرة في ملعب الفلسطينيين وهذا ايضا ما اكد عليه المحللين السياسيين واشاروا الى ان ملف غزة بالنسبة لاسرائيل يعتبر ملفا وظيفيا قد تستخدمه في أي لحظة.

لكن الاسئلة التي تطرح بما ان الانتخابات المصرية مقبلة على الابواب فهل ستأخذ اسرائيل في حساباتها الانتخابات المصرية واحراج القيادة المصرية امام المطالب الشعبية بفتح الحدود ودخول مواد الاغاثة الى قطاع غزة وكسر الحصار ام ستنتظر ما ستفرزه الانتخابات المصرية وقد يكون او بالون اختبار لمعرفة موقف السيسي والجيش المصري من أي تصعيد قادم على غزة خصوصا وان قطاع غزة يعتبر العمق الامني و الاستراتيجي لمصر.؟

دنيا الوطن ناقشت كل هذه الاسئلة والطروحات مع نخبة من المحللين السياسيين والخبراء في الشؤون الاسرائيلية في محاولة منها لمعرفة الحسابات الاسرائيلية المرتبطة بالتصعيد.

وحول الحسابات الاسرائيلية واختيارها لمسألة التوقيت وما اذا كان توقيت الحرب مرهون بتوقيت الانتخابات المصرية قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو لـ دنيا الوطن ان اسرائيل ولدت من منطق العنف والعدوان ولا ترى نفسها الا بالعدوان ,مشيرا الى ان مسألة العدوان على قطاع غزة لا يمكن ان تكون مرتبطة بالانتخابات المصرية او غيرها .

ونوه عبدو الى ان مصر رعت تهدئة مكتوبة بين حركة حماس والمقاومة الفلسطينية والطرف الاسرائيلي مشيرا الى ان هذه التهدئة عطلت اسرائيل من التمادي في عدوانها على قطاع غزة وعطلتها ايضا عن تنفيذ عدة مهام ممكن ان تحد من قدرة المقاومة على التطور ومراكمة الامكانيات.

وحذر عبدو من محاولة اسرائيل للتملص من التهدئة تدريجيا خصوصا بعد قلصت مسافة الصيد البحري وارتقت سلم التصعيد على غزة بالاغتيالات وهي بمثابة الخطوات العملية للتخلص من قيود التهدئة .

كما نوه الى ان اسرائيل باتت متخوفة من القوة الاستراتيجية التي باتت تهد الامن القومي الاسرائيلي بامتلاك المقاومة الفلسطينية لصواريخ تصل العمق الاسرائيلي مشيرا الى ان اسرائيل لا تستطيع العيش في امان في ظل ان هناك خطرا يهدد امنها الاستراتيجي .

وحول مدى خطورة التصعيد عل غزة وتأثير نتائجه على النظام المصر أكد عبدو ان النظام الحالي بمصر لا يرى له مصلحة بالعدوان على غزة ,مشيرا الى ان أي عدوان على غزة سيولد تعاطف دولي سيجبر مصر على فك الحصار والعزلة الدولية المفروضة على الحكومة بغزة ,بالاضافة الى ان مصر لن تؤيد أي عدوان على غزة بل ترفضه تماما لانه ليس من مصلحتها بل يهدد العمق الامني والاستراتيجي لها .

ومن جهته استبعد الكاتب والباحث المختص في الشأن الاسرائيلي علاء خضر أي عدوان على قطاع غزة من شأنه ان يسبب احراج للسيسي في المرحلة الراهنة ,مشيرا الى ان اسرائيل تعتبر وجود السيسي ووصوله للحكم افضل من جماعة الاخوان المسلمين .

وحول تأثير الحرب على الشارع المصري قبيل الانتخابات الرئاسية بين خضر انه من الصعب على الجانب الاسرائيلي ان يقوم باي عدوان من شأنه ان يحرج القيادة المصرية في ظل التهاب الشارع المصري والمسيرات اليومية المؤيدة للاخوان والتي تندد بما حصل ولازالت ترى ان مرسي هو رئيس مصر .

واشار الى ان السياسة الاسرائيلية مبهمة جدا ومبنية على المصلحة الاسرائيلية البحتة دون حسابات الاخرين وان خيار الحرب بالنسبة لاسرائيل يبقى مفتوحا وغير مرهون بتوقيت معين مستشهدا بأن بيرس قام بمذبحة عناقيد الغضب في العم 1996 في اوج المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ,منوها الى ان اسرائيل تهتم بمصلحتها الشخصية بالدرجة الاولي عندما يقترن الامر بحسابات خاصة ام يقترب من تجاوز الخطوط الحمراء التي سطرها اللوبي الصهيوني العالمي.

وفي ذات السياق أكد الكاتب والباحث المختص في الشأن الاسرائيلي د.علاء ابو طه ان مسألة الحرب على قطاع غزة مرهونة بالحسابات الاسرائيلية الخاصة دون النظر الى أي حسابات للجوار او أي مصالح تربطها بالشقيقة مصر مشيرا الى ان اسرائيل لا تندفع نحو الحرب بتغيرات مفروضة عليها ولكنها تختار التوقيت والظروف المناسبة لها .

واشار الى ان اسرائيل تعتمد على سياستها في نظرتها الشمولية للربيع العربي بحيث اقرت بأنها لم تصنعه ولكنها تنتظر ثماره لتقطفها مشيرا الى ان اسرائيل قد تذهب الى الحرب ولكن هناك مكبلات لمصر مع اسرائيل لا تستطيع تجاوزها .

واستعرض د.ابو طه عددا من المواقف الاسرائيلية مشيرا الى ان تأزم الموقف في اسرائيل يقودها لتفجير صراع من اجل ان يعيد العالم فتح الحوارات معها خصوصا في ظل اغلاق الاتحاد الاوروبي لعدد من المنافذ الاقتصادية مع اسرائيل الامر التي باتي يهدد اقتصادها بالدرجة الاولى اضافة الى الخسائر التي ستمنى بها جراء الاغلاقات ,لذا هي تبحث عن حرب او تفجير صراع في أي بؤرة وغالبا ما تكون الحلقة الاضعف قطاع غزة .

وحول موقف اسرائيل وحساباتها تجاه مصر اشار الباحث في الشأن الاسرائيلي د.علاء ابوطه الى ان اسرائيل قد تعتبر أي عدوان قادم بمثابة جس النبض للقيادة المصرية الجديدة كما فعلت في حربها السابقة في ظل حكم الاخوان المسلمين ,لترى مدى قدرة القيادة المصرية في التعامل مع الجانب الاسرائيلي بشأن ملف قطاع غزة ومدى تجاوبها في ظل العزلة الدولية والحصار السياسي الذي فرضه الجانب المصري على حكومة غزة التابعة لحركة المقاومة الاسلامية حماس كونها وليدة جماعة الاخوان المسلمين المحظورة بمصر حاليا .

وحول مدى جدية الحرب اكد د.ابوطه ان اسرائيل ممكن ان تفجر صراعا من اجل اخراجها من العزلة الدولية والمقاطعة الاوروبية اكثر من كونها وضعت في مأزق بالنسبة للمفاوضات موضحا ان الحرب تفتح لاسرائيل افاق عدة وحوال مع دول المقاطعة وقد تقودها الى تحسين اتفاقياتها الاقتصادية مع بعض الدول الاوروبية.

الجدير بالذكر ان اسرائيل ولاول مرة في تاريخها وضعت في الركن ومورست عليها ضغوطات اوروبية وامريكية ولكن الذي كان له الاثر الضغوطات الاوروبية اكثر من الامريكية ,لذا فان اسرائيل تعتبر ان الخروج من عزلتها لا يمكن الا بتفجير صراع في المنطقة والحلقة الاضعف امامها هو قطاع غزة ولكن يرى مراقبون ان اسرائيل مرتبطة بتهدئة تعاقدية برعاية مصرية واعتبروا ان تفجير صراع سيكون بمجرد بالون اختبار للقيادة المصرية الجديدة لتعرف مدى جديتها في التعامل وحساسية موقفها من ملف قطاع غزة في ظل الحصار والعزلة السياسية التي يفرضها الجانب المصري على الحكومة بغزة هذا من جهة ومن جهة اخرى اختبار للقدرة الصاروخية والدفاعية التي تمتلكها الفصائل ومدى دقتها في التعامل مع التكنولوجيا الجديدة ولكن يبقى السؤال الاهم من سيعيد كتابة السيناريو هذه المرة وكيف سيكتب .؟