جبريل : "السيسى" أربك الحسابات الأمريكية
اعتبر رئيس الحكومة الليبية السابق زعيم تحالف القوى الوطنية محمود جبريل، أن الموقف الأمريكى انتهازى نفعى مصلحى من الطراز الأول تجاه ما حدث فى مصر وليبيا.
وقال جبريل، فى حواره مع الحياة اللندنية : الإدارة الأمريكية عندما تيقنت من أن المشروع فى مصر لم يُكتَب له النجاح، و«الإخوان» فى ليبيا لم يصلوا إلى الحكم من طريق صندوق الاقتراع، وتغيّر الموقف الأميركى فجأة ووجدنا جون كيرى (وزير الخارجية) يصرّح بأن «الإخوان» سرقوا الثورة فى مصر .
ورأى جبريل، أن وزير الدفاع المصرى المشير عبدالفتاح السيسى أربك الحسابات الأمريكية، قائلا: قطعاً، أربكها جداً، والتوجه الجديد فى الإستراتيجية الأمريكية ظهر عندما خرجت علينا سوزان رايس قبل نحو أربعة أسابيع لتقول: لن نسمح لمنطقة ما فى العالم بأن تشغل بال البيت الأبيض على مدار الـ24 ساعة، وأولويتنا الآن هى آسيا ممثلة فى الصين والهند .
وبالحديث عن الشأن التركى، قال جبريل، إن الغرب يرى فى تركيا نموذج ما يمكن أن يُسمى «الليبرالية الإسلامية»، والمادة الأولى فى الدستور التركى تقول إن تركيا دولة علمانية، وفى جلسات كثيرة مع رجب طيب اردوغان قال لى «إن الدولة لا دين لها»، على حد قوله.
وتابع: هذه المقولة لو قلتها فى دول «الربيع العربى» لاتُّهِمتَ بالكفر. داخل المنظور الليبى وعلى رغم محاولة شرح هذا الأمر، إلصاق تهمة الكفر بمَنْ يقول هذه العبارة كان عائقاً، لكنهم لا يستطيعون إلصاق التهمة ذاتها بتركيا لأن تركيا حليفة، تُلصَق تهمة الكُفر بشركاء الوطن، أبناء الجلدة وأبناء الدم، ما أقصده أن تركيا كانت أقرب إلى النموذج الغربى بمسحة إسلامية .
وأضاف: أعتقد أن دخولها المكثف وانخراطها المكثف فى ظاهرة «الربيع العربى» هما تعويض عن فشل تركيا فى دخول الاتحاد الأوروبى، وربما اعتقدَتْ أنها من خلال السيطرة على قوة إقليمية أو مركز نفوذ إقليمى، تستطيع أن تفاوض به أوروبا مستقبلاً .